قصة الزير سالم “المهلهل بن ربيعة” ج3 والأخير
إن القصص التاريخية من أهم القصص التي يجب علينا قراءتها والتعلم من أحداثها، فتلك القصص تعلمنا الشهامة والشجاعة والفروسية وأن يكون للمرء كلمة واحدة، وأن علينا عدم الخيانة، ولكن من ناحية أخرى يجب علينا التعلم والحد من الهمجية وأفكار الجهل التي غيرها الدين الإسلامي عند نزوله، ولكن يجب أن نقرأ تلك القصص لنا بها من أحداث مثيرة ومشوقة.
قصـة الزير سـالم ج 3 والأخير
وقبل اشتعال الحرب على آخرها استطاع الزير سالم أن يقتل مرة بن دهر والد جساس، واستطاع أيضا أن يقتل اثنين من إخوة جساس، ولكن الزير سالم كان كل من يقتله يقطع رأسه ويجمعها في كوما واحد بجوار قبر أخيه كليب، وظل الزير سالم يحارب بني بكر خمسة وعشرون سنة حتى ظهر جيشا لهم يقوده شيبان بن همام أقوى فارس في قبيلة بني بكر.
اشتعال الحرب:
واشتعلت الحرب بين قبيلة تغلب ويتزعمها الزير سالم وقبيلة بني بكر ويقود الجيش شيبان بن همام، وأول من قتل في تلك المعركة هو شيبان بن همام فقطع رأسه الزير سالم ووضعها مع كوم الرؤوس بجانب قبر أخيه كليب، وقبل انتهاء المعركة تقابلا الصديقان المقربين الزير سالم وصديقه همام فتقاتلا وأخذا نصف النهار في هذا القتال من قوتهما ولكن الزير لا يوجد من هو في قوته فقتل الزير سالم صديقه همام وقطع رأسه أيضا ووضعها مع كوم الرؤوس بجانب قبر أخيه كليب كعادته عند القتل، فهنا انتزعت الرحمة من قلب الزير سالم بالكامل فقتل النساء والأطفال من تلك القبيلة قبيلة بني بكر.
الزير سالم والسباع:
وكان الزير سالم يقتل السباع فور وجودها ويضع رؤوسها أيضا بجانب قبر أخيه، فكان يقتلها بسبب أكلهم لحماره أثناء وجوده في الصحراء بجانب البئر حين نزل بداخله، فكان يقتل كل واحد منهم ويقول هذا في رجل حماري وآخر في يده وهكذا استمر في قتل السباع حتى قيل أنه أباد تلك السباع من المنطقة بأكملها.
إصابة الزير سالم بمرض:
وبعد مرور خمسة وعشرين سنة من حرب الزير سالم لبني بكر والقتل فيهم والهروب منه ويلحق بهم في أي مكان ذهبوا إليه أصاب الزير سالم مرضا في أحشاءه فذهب إلى مصر ليتعالج من هذا المرض وأوكل الجيش لصديقه أمرئ القيس، وعاد ذلك الوحش العطش للقتل بعد أن تعافى من مرضه فأخذ سنين في علاجه في مصر.
اعتراف الجليلة بأن الجرو ابن كليب:
عندما مات كليب كانت الجليلة تحمل ابنا في بطنها ولكنها تزوجت وأخفت ذلك عن الجميع، ولكن عندما كبر الجرو اعترفت الجليلة بأن الجرو بن كليب فأخذه الزير سالم في حماه، فكان الجرو يشتهر بالقوة مثل عمه ووالده والسرعة في القتل، وفي أثناء ذلك تزوجت اليمامة من أحد ملوك العرب من قبيلة تغلب وأنجبت ولدين منه، ولكنها ظلت تطالب برأس جساس قاتل والدها كليب الذي يهرب بعد كل قتال ملحق بالهزيمة والعار، ولكن في حرب اشتعلت بعد فترة قصيرة بين بني تغلب والبكريين وتبارز فيها الجرو بن كليب مع قاتل والده جساس بن مرة استطاع فيها الجرو أن يقتل جساس لقوته الجبارة وإرادته في أخذ ثأر والده.
الزير يقسم على إبادتهم:
بعد أن قتل الجرو جساس كان من المتوقع أن تنتهي تلك الحرب التي دامت طويلا جدا فهي ظلت مشتعلة لمدة أربعين سنة ولكن أقسم الزير سالم على إبادة بني بكر جميعا وأنه لن يترك منهم من بقي على قيد الحياة، فاستسلموا له البكريين ولكن الزير سالم كان يحميهم في النهار ليشعل الحرب عليهم ليلا فيقتل الرجال والنساء والأطفال منهم حتى استطاع أن يبيد تلك القبيلة من الوجود، فرجع بعد كبر سنه للخمر مرة أخرى فكان ينام كل ليلة بجانب قبر أخيه ويقول “هذا ثأر كليب وليس كل ثأر”.
وفاة الزير سالم:
وبعد تلك المعاناة من الحروب الطويلة أصابه ألم في ظهره فطلب من ابن أخيه الجرو أن يرسله لمصر لكي يتعالج، فأرسل معه الجرو عبدين خططا لقتله فعرف نيتهما الزير سالم، فقبل أن يقتلاه تحدث معهما وأخبرهما بوصيته وحفظهما بيتا من الشعر وأقسما العبدين على ذلك، فقتلاه ودفناه تحت التراب، وعند عودة العبدين أخبرا الجرو بأن عمه قد لدغته عقرب ومات هنا بكى الجرو عمه بصوت تقشعر له الأبدان، ولكنهما أخبرا الجرو عن بيت الشعر مما تعجب الجرو لعدم اكتمال البيت مما أدى إلى إرسال رسالة لليمامة في القدوم فسمعت البيت الشعري من العبدين فعرفت تكملتهما فهي أذكى نساء العرب فقد تربت علي يد عمها الفارس الشاعر الزير سالم فعرفت من معنى البيت وتكملته أن هذين العبدين هما من قتلا الزير سالم فقتلهما الجرو على الفور، هنا انتهت قصة الزير سالم “المهلهل بن ربيعة”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة الزير سالم ” المهلهل بن ربيعة” الجزء الأول
الزير سالم “المهلهل بن ربيعة” الجزء الثاني
الخنساء الشاعرة أم الابطال وام الشهداء من سلسلة زهرات في تاريخنا الاسلامي
قصص حب في الجاهلية “قيس ولبنى” قصة حزينة وموجعة للقلب
قصة معلقة عمرو بن كلثوم، قصة من أشهر معلقات الشعر الجاهلي