من المهم جدا التأني والتريث قبل اتخاذ اي قرار ، ولا نحكم على الناس بالباطل حتى لا نقع في مشاكل كبيره ، فيجب ان نتاكد اولا من المعلومه ، ثم نقع في نفس الخطأ كما فعل الناسك ، عندما قتل ابن عرس بغباء دون ان يعرف الحقيقه ، وهي قصه للعبره والعظه اقدمها لكم اليوم في موقع قصص واقعية فلا تقطع في الخطأ ولا التسرع في اتخاذ القرار ، اقدم لكم موقع قصص واقعيه قصه الرجل المتسرع وابن عرس قصه من كتاب كليله ودمنه قصة بعبره وعظه .
الناسك المتسرع وابن عرس
قال الملك للفيلسوف بملل ، أيها الفيلسوف أضرب لي مثل الرجل الذي يعمل العمل بغير رؤيه ولا تريث وتروي ، الرجل المتسرع في افعاله ، فرد الفيلسوف قائلا :أيها الملك من لم يكن في عمله متانيا بطيء ، وفي امره متأنيا متريسا لم يبرح مكانه ، وسيندم على افعاله ، ومن امثلة مادما ومن امثله ذلك الناسك وابن عرس ، قال الملك ومن هو الناسك من هو ابن عرس أيها الفيلسوف .
رد الفيلسوف قائلا : زعموا انه كان قديما ناسك والناسك هو العابد الذي لا يفعل شيء سوى للعباده فقط ، فهو يعبد الله ولا يعمل ، وكانت له زوجة لم تلد من زمن طويل ، رغم دوام الزواج لسنوات طويلة ، حملت المرأه بعد سنين ، بشرت زوجها بالخبر ففرح بشدة ، وقال لها سوف اذهب للسوق واشتري ثياب للصبي انا اريد غلاما ، وسف احضر له مرضعة لانك عجوز لن تستطيعين رضاعته .
فاني ارجو ان تلدى ولدا يا زوجتي ، يكون لنا فيه متاع و قره عين ، وسوف اختار له افضل الاسماء ، قالت المرأه بعتاب كبير لزوجها : ايها الرجل لماذا تتكلم فيما لا يعنيك وما لا تدري ، فعلم الغيب في علم الله ، فهل هو كائن ام غير كائن ، ومن ادراك بان الصبي غلام ، لما تستعجل الامور ، سكت الرجل عن الكلام ورضا بما اعطاه الله ، اكملت الزوجة قائلة : ارضى بما قسمه الله ان العقل لا يتكلم فيما لا يدري ، ولا يحكم في المقادير.
شعر الرجل بالخطأ وسكت ، ثم ولدت المراه ولد غلاما ، فسر به ابوه سرور كبيرا ، بعد ايام قالت المراه لزوجها اجلس مع الصبي حتى اذهب الى حمام السوق حتى اغتسل وارجع اليك ، انطلقت المراه ولم يجلس الرجل الا قليلا مع الصبي ، حتى جاءه رسول يخبره بان الملك يطلبه في ام هام ، ذهب الرجل الى الملك ، وتركه في رعاية ابن عرس ، كان طيب ويحب الناسك والصبي بشدة .
وكان مؤدب جدا وامين ويحبه بشدة ولقد رباه الناسك منذ زمن فتركه الرجل معه وذهب الى الملك ، وكان في البيت جحر افعى مخيفه ضخمه فخرجت تريد الغلام ، حتى تاكل الصغير وثبت الافعى عليها وهنا هجم عليه ابن عرس ، فقطعها ومزقها وعندما عاد سيده ذهب اليه يسعى اليه حتى يبشره واتى يركض بفرح ، نظر الناسك الى ابن عرس والدماء التي تملائه فاعتقد بانه قتل الغلام الصغير فضرب ابن عرس على راسه بعصى غليظة على راسه وهو يعتقد انه قتل ولده بولم يتأني ليتأكد ، دخل ليجد ابنه سليم وليس مقتول فعرف مدى خطأه الكبير وانه لم يتريس وياكد فتل ابن عرس ظلما رغم انه قتل الحيه وانقذ ابنه ، اخذ يبكي ويقول ويا ريت هذا الولد لم يولد لقد قتلت ابن عرس ظلما وبهتانا بدون تريث ، وهنا ودخلت عليه زوجته ، قالت له ما يبكيك وما شان هذه الأفعى وابن عرس مقتولين فاخبرها بما حدث فغضبت الزوجة وقالت هذا ما لا يتريث ولا يتأنى في معرفة الحقيقية .