ما اجمل تلك القصة القصيرة التى نحكيها لاطفالنا قبل النوم ، فهي تزرع في عقولهم فكرا وهدفا لغد اجمل وأفضل بأمر الله تعالى ، وتلك الحدوته تحسن افكارهم وتزرع مبادئهم بالحياة ، اقدم لكم اليوم قصة من كتاب كليله ودمنه في موقع قصص واقعية ، بعنوان الناسك وجرة السمن والعسل قصة للأطفال قبل النوم .
الناسك وجرة السمن والعسل
لابد أن تعرف جيدا يا بني ، أن من يتكلم فيما لا يدري وما لا يعرف يصيبه كما اصاب الناسك عندما اوقع السمن والعسل على راسه بغباء ، وفعل ما لا يرضيه وما لا يعجبه أبدا ، كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك ناسك ، والناسك هو العابد أو المتعبد المنقطع العمل للعبادة فقط ، ولا يفعل شيء في حياته وطوال اليوم سوى العبادة فقط والتعبد لله ، فلا يعمل ولا يفعل شيء سوى الصلاة والتعبد ، وهذا خطأ كبير فالله يحثنا على العمل لان العمل في حد ذاته عبادة يحبها الله ورسوله ، فلا يصح أن نجلس بلا عمل نعتمد على الأخرين في الرزق ، بل يجب أن نعمل بكد وتعب حتى نحصل على مطالبنا بالحياة واحتياجاتنا .
ولكن الناسك لم يفهم ذلك كان يعتقد بأنه يفعل ما هو صحيح فهو طوال الوقت لا يقوم بعمل اي شيء سوى العبادة ولا شيء سواها ، وكان هناك رجل خير وتاجر ثري في المدينه ، يعطف ويحن على الناسك فيقوم التاجر بأرسال الطعام والفاكه و يرسل للناسك السمن والدقيق والعسل كل يوم ولا يمر يوم إلا وارسل له تلك الأشياء الكثيرة ورزق الله ، وفي يوم تبقت كميه من الدقيق والسمن والعسل الذي يرسله له التاجر ليأكله يوميا ،فكان كل يوم يتبقى من ذلك السمن والعسل ويفيض الكثير ، فيقوم الناسك الذكي بوضع الباقي منها في جره ثم يعلقها في بيته ولا يتصدق بيها على الفقراء والمساكين بالمدينه ، وفي يوم كان الناسك ذات يوم مستقلا على ظهره يستريح اخذ ينظر لجرة السمن والعسل والدقيق بتمعن .
ونظر الى فوق جرة السمن وجرة العسل ، تذكر غلاء الاسعار بالمدينه وسماعه لشكوة الناس من ارتفاع الاسعار المبالغ فيه للسلع التجارية ، لم يقبل ان يتبرع للفقراء بالسمن والعسل ، رفع الرجل راسه ، فرفع راسه فوق وقال : سوف ابيع العسل والسمن والدقيق كل واحد منهم بعشرة دنانير واشتري بالثمن عنز وعنزة ، وبعد سته اشهر تلد العنزة سته اطفال صغار ويكبرون ويلدون ويكبرون ويلدون ، وبعد خمس سنين سوف امتلك اكثر من 400 عنز وعنزة والكثير من العنزات ، فقال الناسك لنفسه بجشع ووقتها ساكون غني ثم سوف ابيعها كلها فاشتري باثمانها بقرتان وثور .
فتلد البقرتان وتلد ويصبح عندى مزرعة بقر كبيرة جدا ، وبعدها اشتري ارض زراعية كبيرة وابنى بيت كبير جدا فوقها ويكون حوله مزرعة من الحيوانات والطيور والاشجار العالية ، وبعدها سوف اتزوج زوجه حسناء وجميلة جدا وليس في جمالها احد من المدينه ، وانجب بعدها ولد جميل جدا ليس في جماله احد وسوف اسميه مامي وادلعه والبسه اغلى الثياب وافخرها واحضر له الكثير من الالعاب واغلاها لن يعيش احد في المدينه مثله ابدا ، وهنا رفع العصا لاعلى بفرح وبدون قصد فضرب الجرة فكسرها ، وسقطت وانسابت السمنه على راسه ولحيته ، ولقد ضربت ضربت لك هذا المثل حتى تنتهي عن الكلام في ما لا تدري وما لا تفهم .
واو شوحلوة هي القصص بعشق