ما أجمل تلك الحدوته التي نحكيها لأطفالنا الصغار قبل النوم ، فإنها تزرع في عقولهم الصغير فكره جميلة ، و تساعدهم على فهم الكثير من أمور الحياه ، وينصح الأخصائيين النفسيين في طب الأطفال بضرورة وأهمية تلك القصة قبل النوم مباشرة ، واليوم اقدم لكم قصه أطفال بعنوان النملة وحبة التفاح من حكايات وقصص جدتي سعاد بقلم منى حارس .
النمله وحبه التفاح
جلست الجده سعاد في حديقه منزلها ، واخذت تشاهد سرب من النمل يسير على الأرض في صف واحد ، ويحمل بعض حبات الطعام فوق ظهره وأشياء أكبر من حجمه ، وهنا اقترب حفيدها مازن الصغير وكان يريد ان يقتل النمل و يرشه بالماء و هنا نهته الجده وقالت :لا يا مازن لا تفعل ذلك يا بني ، وأترك النمل يعيش بسلام ويأكل مما يرزقه الله الوهاب ، فقال لها مازن : ولكنني لا أحب النمل يا جدتي ، قالت الجدة : يا مازن أنت لا تحب النمل هذا من شأنك ، ولكن لا تقتله فاتركه يحيى يا ولدي ويأكل مما يرزقه الله .
قال لها يا جدتي ولكنه حشرة ضعيفة جدا وكريهه ، وانا اكرهه لأنه ضعيف وصغير وليس قوي مثلي ، فلا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا فعل شيء بالحياة سوى تجميع الطعام ، انظري يا جدتي سعاد ماذا يحمل فوق رأسه ، لا يحمل سوى ذرات من الطعام القليل ، والقليل لا يستطيع حمل أشياء كبيره ، ابتسمت الجدة وهي تنظر لحفيدها الصغير قائلة : أنت لا تعرف شيء يا مازن عن النمل ، فهو يستطيع فعل الكثير ، فهي مخلوقات خلقها الله ، وهي منظمه جدا وذكيه وتستطيع فعل ما تريد .
أنت لا تعرف ماذا يمكن أن تفعل تلك النملة الصغيرة يا مازن ، فقال لها : وماذا ستفعل النملة وهي مخلوق ضعيف يا جدتي ، فأنا لا اصدق هذا الكلام ، قالت له الجدة تعالى يا مازن سوف اخبرك قصة النمله القويه نمنمة ، قال لها يا جدتي ما هي قصه النمله نمنة هذة .
قالت الجدة وهي تضحك ، اجلس يا مازن سوف اخبرك قصتها يا بني ، فقالت : كان يا مكان في قديم الزمان في إحدى الغابات البعيدة ، كانت تعيش مجموعه من النمل في جوف شجره ، وكان النمل يعيش مع ملكتهم التي تحكمهم ، و كانوا يجمعون الطعام في الصيف ويدعونه في المنزلحتى يأتي الشتاء ، فياكلون الطعام وما جمعوه في الصيف ، ولا يخرجون من المنزل حتى لا يتأذوا من الماء والأمطار المنهمرة من السماء .
وفي أحد أيام الشتاء البارده الباردة ، قالت الملكة بصوت عالي : ايها النمل اشتهي اكل التفاح فهل تستطيعوا أن تحضروا لي ما أريد وإلا عاقبتكم .
لم يستطيع النمل الرد على الملكه ، لانهم خافوا أن يرفضوا فتعاقبهم وخافوا أن يوافقوا فيموتوا غرقا من الامطار بالخارج ، فلم ينطقوا ولم يقولوا شيء ، وهذا ما أغضب الملكة كانت تريدهم أن يقولوا رأيهم ولكنهم لم يفعلوا ، لذلك عاقبتهم الملكة قائلة : ان لم تحضروا لي التفاح الليله ستعاقبون ، وبعدها دخلت إلى منزلها، ووقف النمل خائف لا يعرف كيف يتصرف في تلك الورطة ، فقلوا ليس هناك سوى نمنمه النملة الزكية هي من ستعطينا الحل في تلك الورطة .
ذهبوا الى نمنمه وكانت تقرأ في احدى الكتب ، وقالوا لها انقذينا يا نمنمة ماذا نفعل مع الملكة ، قالت : نخرج ونحضر لها ما تريد ، قالوا ان خرجنا سنموت من الماء وسنغرق يا نمنمه هل هناك حل اخر ، قالت النملة : عندي حل فكره نستطيع بها الخروج بسلام ولا نغرق ، قالوا كيف نستطيع الخروج دون ان نتاذى ، قالت : نصنع ما يشبه المركب الصغير من اوراق الشجر ونذهب لاحد اصدقائنا لجلب التفاح ، فما رايكم .
قالوا وماذا إن أمطرت السماء ، ماذا نفعل في تلك الحاله يا نمنمة ، قالت نقوم بعمل مظله من ورق الشجر ، نثبت ورقه أخرى فوق الورقه لتحمينا من المطر ، وافق النمل على ما قالت النملة وصنعوا القارب الصغير من اغصان الشجر ، وخرجت مجموعه من النمل الى منزل الدب دبدوب صديقها ، وطلبت منه المساعده فرح الدب بصديقته نمنمة واحضر الدب حبه التفاح وحمل النمل بقبضه يده وذهب بهم الي منزلهم في الشجره ، لان الامطار بدات تتساقط ، وهنا كانت النمله سعيدة لانها استطاعت ان تحضر للملكه طلبها ، و قال الدب لنمنمة ان احتاجتي اي شيء اخبريني يا صديقتي ، فلقد ساعدتيني في أحد الأيام .
نظر النمل إلى النملة نمنمة وقالوا شكرا لك على مساعدتنا يا نمنمة ، وقال لها الدب ، سوف احضر لكي كل يوم الفاكهه الطازجه الى منلك ، وذهب لان الدنيا بدأت تمطر.
وبعدها نظرت الجدة الى مازن قائلة ، تعلم يا بني بأنه لا تستهين يا ولدي بقدرة أحد ، فكل مخلوق خلقه الله قادر ولديه من القوه ما يستطيع فعل بها المستحيل والتغلب على الصعاب بالحياة ، فلا تستهن باحد ولا تسخر من أحد ، قال مازن : لن أسخر من النمل بعد الآن يا جدتي ولن اقتله ابدا وانا أسف ، وبعدها ذهب الصبي واحضر بعض حبات السكر ووضعها الى النمل بسعاده وقام بإطعامه بفرح .