قصة قصيرة رائعة عن الصدقة بعنوان : تجارة مع الله
من رحمة الله عز وجل علينا أن جعل لنا ابواب وطرق متعددة ومختلفة نتقرب بها إليه، وجعل هذه الامور ثواب عظيم في الدنيا والآخرة، فالاعمال الصالحة ترفع الهموم وتفتح للانسان ابواب الخير، ومن هذه الصالحات الصدقة، فقد حثنا ديننا الاسلامي علي التصدق والانفاق علي الفقراء والمحتاجين والمساكين ومساعدتهم، وقد قدمنا لكم في هذا المقال عبر موقعنا قصص واقعية قصة رائعة عن فضل الصدقة بعنوان : تجارة مع الله .
تجارة مع الله
في يوم من الايام تخرج شاب في كلية الاقتصاد والتجارة من ارقي الجامعات بالولايات المتحدة الامريكية، وبعد ان انهي الشاب دراسته عاد الي والده حتي تساعده في تجارة بيع الاجهزة الكهربائية والمنزلية الخاصة به، وبعد ايام قليلة من العمل لاحظ الشاب أن اباه يتبرع كل شهر بثلاجة او فرن او غسالة لشخص محتاج من الفقراء او التيامي او الارامل، فتعجب الشاب من هذا الامر واعترض عليه بشدة بحجة أن ذلك خسارة للعمل وللتجارة ،
بدأ الشاب يحسب تكلفة هذه التبرعات شهرياً وسنوياً كما حسب المبلغ خلال عشر سنوات، وماذا لم تم استغلال هذه الاموال في زيادة رأس المال وزيادة الربح والعمل والتجارة، وخرج بأرقام عالية واموال كثيرة لا يستهان بها، وهكذا قرر أن يناقش والده في هذا الامر وحاول أن يقنعه أن يتوقف عن هذا العمل الذي يضره، فهو يخالف المنطق التجاري وكل ما تعلمه من قوانين الاقتصاد والتجارة في اكبر جامعات امريكيا .
ما كان من والده إلا ان ابتسم في هدوء وسأله سؤال بسيط للغاية : هل الاغنام اكثر عدداً ام الكلاب ؟ فقال الولد علي الفور : الاغنام بالتأكيد اكثر، فسأله الاب : وكم تلد الكلاب بالسنة وكم تلد الاغنام، فقال الولد : الكلاب تلد اكثر من مرة وفي كل مرة خمسة وستة وربما اكثر، بينما الغنم لا تلد في العام الواحد سوي خروفاً او اثنين علي الاكثر، فتابع الرجل قائلاً : وهل الناس تأكل لحم الخراف والاغنام أم الكلاب ؟ ازداد تعجب الشاب من الاسئلة وهو لا يدري ماذا يريد أن يقول له والده ولكنه رد علي اي حال قائلاً : بالطبع الناس تأكل الخراف والاغنام، فقال له الاب : طالما الكلاب تلد أضعاف الغنم، وطالما الناس تأكل الخراف والغنم ولا تأكل الكلاب، لماذا اذا عدد الخراف اضعاف اضعاف عدد الكلاب ؟! سكت الشاب ولم يستطع ان يجيب عن هذا السؤال .
أكمل الاب حديثه قائلاً : يا بني، هذه الامور لا تدرسونها في اكبر الجامعات في العالم، هذه هي البركة والصدقة وعمل الخير الذي يزيد المال وينميه ولا ينقصه ابداً، فهي تجارة رابحة مع الله عز وجل، قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : (ما نقص مال عبد من صدقة) رواه الترمذي .