الحب الصادق أجمل شعور ممكن أن يتحلى به المرء، أما عن الحبيب فيعتبر الحب الصادق أصدق هبة من الممكن أن يحصل عليها يوما ما طوال العمر.
الحب الصادق يحرك القلب ويجعل الإنسان يغير نظرته كاملة للحياة، يصبح أكثر إبصارا لكل الأمور وبمنظور مختلف وأكثر تفهما للحياة وكل عقباتها.
حب بالإكراه الجزء العاشر
كان الليل قد أوشك على الحلول، وجدها تجلس على الأرض تسجد لخالقها، ومن ثم رفعت رأسها للأعلى وشرعت في بكاء مرير، كانت قد اتخذت من ملاءة سريرها غطاء لرأسها وجسدها، فالملابس التي لديها جميعها لا تصلح لقيام الصلاة والوقوف بين يدي ربها.
تعجب الشاب كثيرا مما تفعله، وعلى الرغم من مشاهدته لها إلا أنه شعر براحة نفسية غريبة فيما تفعله.
اقترب منها الشاب بخطوات ترغب بالرجوع قبل التقدم…
الشاب: “إنني حقا آسف على كل ما فعلته بكِ، أرجوكِ أعطني فرصة ثانية”.
الفتاة: “لا أريد منك لا اعتذارا ولا فرصة ثانية ولا ثالثة، كل ما أريده هو التخلص من هذه الحياة التي منحتني إياها، أريد حياتي التي أخذتها مني بكل هدوء”.
الشاب: “لماذا لم تأكلي شيئا، أحقا تريدين الموت؟!”
الفتاة: “أتعلم لو كان إنهاء الحياة حسابه بيسير عند الله سبحانه وتعالى لكنت أنهيت حياتي بيدي”.
الشاب: “ومن سيجعلكِ تفعلين هذا بنفسكِ؟!، أيعقل أن يكون عقابكِ لنفسكِ بهذه القسوة؟!، أيعقل أن يعاقب قلبي بهذه الطريقة؟!”
الفتاة: “أيعقل أن تفعل بي كل ما فعلته، لقد أجبرتني على نزع حجابي رغما عن أنفي، والله وحده يدري ماذا أنت بفاعل بي أكثر من ذلك”.
الشاب: “لقد أحبكِ قلبي قبل أن تراكِ عيني، فماذا تتوقعين أن أفعل بكِ؟!”
الفتاة: “أريدك أن تتركني بسلام، ولا أريد أي شيء آخر منكِ”.
الشاب: “أريد منكِ أن نخرج سويا الآن”.
الفتاة: “لا أريد الخروج معك لأي مكان”.
فأمسكها من يدها وجذبها نحوه، كان للفتاة تأثير عليه فكلما كانت بالقرب منه كلما فقد التركيز على نفسه كليا.
وفي النهاية كانت برفقته بأكثر الأماكن شهرة عالميا بإيطاليا للملابس، وبالطبع ساعدها على انتقاء ملابس تناسب هويتها ودينها، كانت الفتاة ترفض أخذ شيء منه على الإطلاق..
الشاب: “أخبرني سببا واحدا عن امتناعكِ عن أخذ شيء مني”.
الفتاة: “لا يمكنني أكل طعامك ولا شرب شرابك ولا ارتداء ملابس بمالك، فمالك من حرام، ولا أريد النار أن تكون مثواي”.
الشاب: “تعجب منها ولكنه أعجب بكلامها، وشعر بأنه لمس قلبه بكل حرف به”.
ولكنه في النهاية أجبرها على فعل كل ما أراد، كانت تجرب كل ما يختاره لأجلها، وكانت تخرج لتريه إياه، كانت للفتاة خطة في الهرب، فجارته بفعل كل ما أراد حتى سنحت لها الفرصة.
بينما كان غافلا عنها بإجراء مكالمة هاتفية مهمة، ورجاله قامت بخدعهم، ركضت بعيدا عنهم، ومازالت تركض حتى وصلت لمكان نائي ولكنها بالنهاية وجدت رجلين من رجال الشرطة، ركضت بسرعة تجاههما…
الفتاة: “أرجوكما إنني في أمس الحاجة لمساعدتكما، شخص ما قام باختطافي، وأرجو منكما أن تعيداني إلى حيث أنتمي”.
كان يستمعان لحديثها بكل جدية، وقد ظهر على ملامحهما التعاطف، ولكن أحدهما فجأة نظر أمامه، وهذا ما يعادل خلف الفتاة نفسها قائلا: “أهلا سيدي”، وحينها تركاها وحيدة ولم يعيراها أي اهتمام.
التفتت الفتاة خلفها لتفاجأ بوجود الشاب نفسه!
الشاب بكل هدوء بعث الرعب بقلبها: “هل تبحثين عن شيء ما جميلتي؟!”
كانت الفتاة ترتعب من شدة الخوف منه، ومن ردة فعله والتي تعجز كليا عن توقعها.
الشاب: “عندما ترغبين في الهرب عليكِ أولا بناء خطة، ولكني أنصحكِ بألا تفعلي فحتى وإن غادرتي الغرب بأكمله سأجدكِ أينما ذهبتِ”.
كانت تكتفي بالنظرات إليه، وتعتريها حالة صمت رهيبة.
الشاب: “أحيانا تكون المقاومة بلا جدوى، لذلك يجب عليكِ أن تتقبلي الوضع، وكلما أسرعتِ في ذلك كلما أصبح أفضل بالنسبة إليكِ؛ يمكنكِ أن تصعبي الأمور على كلينا طوال العام، ويمكنكِ أيضا أن تشاركي وتستمتعي بالمغامرة التي منحكِ إياها القدر”.
الفتاة: “ولكن من وضعني بهذا الأمر ليس القدر، لقد كان أنت”.
الشاب بلطف شديد: “كل إنسان بإمكانه أن يصنع قدره بنفسه، وأن يحظى بأفضل ما يستحق”.
صمتت الفتاة قليلا ، وكأنها تفكر في شيء ما، اقتربت من الشاب: “ولكن هل ما وعدتني به حقيقي؟!”
الشاب: “لا أفهم ما تعنيه؟!”
الفتاة: “أنك لن تلمسني دون إذن مني”.
الشاب: “إنني لست بوحش كما تعتقدين، لقد أحببتكِ قبل أن أراكِ من الأساس، وسأفعل أي شيء لأفوز بقلبكِ”.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع..
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب غرامية واقعية بعنوان “حب بالإكراه”! ج1
قصص حب غرامية واقعية بعنوان الحب الصادق لا يموت
قصص حب غرامية واقعية بعنوان الحب الصادق لا يموت