حدوتة قبل النوم للبنات بعنوان الست داهية!
ولا أجمل من البنات بكل الحياة، فالبنات هن رحمة على الأرض في كل بيت، فإذا كان الابن يحمل اسم أباه فإن البنت تحمل أباها نفسه.
البنات هن فاكهة الله على أرضه، هن ألطف الكائنات وأجملهن، وهن السند في عز الضعف، هن لا يهون عليهن رجالهن.
لقد علمونا أن البنات هن هم للممات، ولكن نبينا صلَّ الله عليه وسلم علمنا أن البنات هن تأشيرة آبائهن للجنة.
يقول أحد القضاة وقد جاءنا في الأثر: (لقد نظرت في عشرات وعشرات القضايا لأبناء يعقون والديهم، و لم أنظر قضية واحدة لفتاة تعق والديها، ولا يزال هناك من يحزنون إذا رزقوا بفتاة!)
حدوتة الست داهية!
يحكى أنه كان هناك امرأة اسمها “داهية”، وكانت تعيش مع زوجها في قرية صغيرة، وكانا لا يملكان سوى بقرة واحدة ولا شيء غيرها؛ وكان زوج الست “داهية” يعاني من مشكلة كبيرة بسبب بقرته، إذ أنه كان يعمل طوال النهار دون توقف من أجل إطعامها، فقد كانت هذه البقرة تأكل كثيرا بطريقة غريبة.
وفي يوم من الأيام أخبر زوجته بأن عليهما أن يبيعا هذه البقرة، ويشتريان بثمنها بقرة أخرى، أخبرته زوجته بأن كل البقر يأكل كثيرا، وأنهما يستفيدان من حليبها؛ ولكن زوجها كان على دراية بالأمور أكثر منها، وبالفعل قام ببيع البقرة، وكان ثمنها 5000 جنيه.
جاء الزوج وأعطى المال لزوجته، وأوصاها بألا تذكر أمر المال أمام أي أحد مهما كان حتى لا يكونا مطمع، خبأت الست “داهية” الأموال، ولكنها لم تستطع منع لسانها من إخبار جارتها بالأموال التي تحفظها لزوجها ليشتري بها بقرة ثانية.
فقامت جارتها بعمل حيلة عليها، أقنعتها بأن عليها أن تبدل اسمها، ولاسيما أن “داهية” اسم قبيح ومشين للغاية، وأن اسمها بالنسبة لها أقيم من مائة بقرة؛ فسألتها الست داهية عن إمكانية تغيير الأسماء!
فأجابتها بأنه من الوارد جدا تغيير اسمها، وأن هناك بائع للأسماء يأتي كل يوم، كل ما عليها فعله أن تخرج له وتنتقي اسما يليق بها وبشخصيتها؛ وكانت جارتها قد تحالفت مع قريب لها على الست داهية ليسلبا منها أموالها، حثته على المجيء على عربة بها الكثير من قصاصات الورق المكتوب عليها العديد من الأسماء، وأن جارتها وأعطته ملامحها ستأتيه لتشتري منه اسما، وأن كل ما عليه فعله أن يخبرها أن الاسم بقيمة 5000 جنيه.
وبالفعل جاء وأخذ ينادي: “معي أسماء للبيع”، فخرجت الست داهية وأخبرته بأنها تريد تبديل اسمها وشراء اسما غيره، واختارت اسم “ست الحسن والجمال”، وأخذ منها البائع المال وأعطاها قصاصة علقتها على دارها من الأمام.
جاء زوجها بمنتصف النهار بعدما أنهى عمله ليأخذ قسطا من الراحة ويأكل غدائه قبل أن يعاود للعمل من جديد، أخذ ينادي على زوجته باسمها “داهية”، ولكنها لم تجل عليه عملا بنصيحة البائع الذي أمرها بألا تجيب على أي من كان إذا نادى عليها باسم داهية!
سألها زوجها غاضبا: “لم لا تجيبن على سؤالي؟!”
فقالت داهية: “ألم تقرأ الاسم الجديد؟!”
زوجها: “ست الحسن والجمال؟!، لقد قرأته ولكن ماذا يعني ذلك؟!… أتعنين أنكِ قمتِ بتغيير اسمك؟!”
فقصت عليه ما حدث، فصرخ في وجهها قائلا: “أعطيتيه المال؟!، ومن قال لكِ أن الأسماء تباع وتشترى؟!، ألا عقل لديكِ لقد كنت سأشتري بقرة جديدة في صباح الغد”!
تضايق الزوج كثيرا من فعلتها ولاسيما قد حذرها من الإفصاح عن سرهما، أخبرها بأنه سيترك لها المنزل ويرحل عنها وأنه إن وجد من مثلها سيعود إليها!
سار في بلاد بعيدة، وفجأة ظهرت له امرأة كبيرة بعض الشيء في السن، وكانت تحمل قفصا كبيرا فوق رأسها به الكثير من الخيرات، به فطير مشلتت وزبدة وسمنة بلدية وبيض، طلبت منه أن عطيه لشقيقتها وعلى الرغم من محاولاته أنه لا يعرف شقيقتها إلا إنها تركته له القفص ورحلت، فقال في نفسه: “هذه أول داهية!”
وأكمل في طريقه لإيجاد بقية الدواهي، وبالفعل بينما كان يمر على قوم وجد عرسا ولكن صوت الصراخ والبكاء يعلوه، فسألهم عن السبب في ذلك، فأخبروه بأن في عاداتهم وعرفهم أن على العروس أن تدخل منزل زوجها وهي ممتطية حصان أبيض، وفي حالة عروسهم فهي طويلة للغاية ولن تتمكن من دخول المنزل على هذا الحال.
فأخبرهم بكل سهولة: “إذا عليها أن توطي رأسها”، فزجروه عن ذلك في الحال: “تقطع رأسها ولا تدخل منزل زوجها إلا شامخة مرفوعة الرأس”.
فقام بوخز الحصان في قدميه فخارت قوى الحصان، وفجأة قام بضربه بقوة فزحف الحصان ودخلت العروس منزل زوجها مرفوعة الرأس، فقام أهلها بإعطائه جميع ذهبها، وكل نساء عائلتها خلعن ذهبهن وأعطينه للرجل جزاء ما فعله.
قال في نفسه: “وهؤلاء دواهي أخرى”، فقام بوضع كل الذهب في صندوق كبير للغاية، وأكمل في طريقه فوجد أناسا يضعون صناديق خشبية طوال النهار أمام منازلهم على أمل اصطياد الشمس وإدخالها للمنزل.
فتعجب من أمرهم وسألهم: “هل تفعلون ذلك من زمن بعيد؟!”، فأجابوه بنعم، فعمد إلى منازلهم وأجرى عليها التعديلات بأن جعل فيها النوافذ والشبابيك فدخلت الشمس لداخل منازلهم، وهم عمدوا لإعطائه جميع ما يملكون من أموال!
جمع هذه الأموال في صندوق آخر وقد أعطوه عربة لحمل أثقاله، وسار ف البلاد يأكل من الطعام الذي أعطته إياه العجوز حتى وصل لمنزل وقد اشتهى لكوب من الشاي، فدعا نفسه لذلك المنزل وطلب من مالكه كوبا من الشاي.
فأمر الرجل ابنته بصنعه للضيف، فدخلت الفتاة وصارت تبكي بحرقة فسألوها عن السبب فقالت لقد تخيلت أن هذا الرجل تزوج بي، وأنني أنجبت منه طفلا وجئنا هنا لزيارتكم وابني صعد للسطح ليلعب وقد سقط لعدم وجود حوائط تمنعه.
أخذ أهلها يبكون على بكائها، فقال الرجل: “إنني أريد ابني في الحال!”، فقال له والد الفتاة: “لا تفعل لنا المشاكل سأعطيك هذا المنزل، ولكن لا تفعل لنا المشاكل”.
فوضع الرجل كل أمواله وأشيائه وعاد للست داهية فأخذها معه لمنزله الجديد، وقال لها: “لقد وجدت الكثير من الدواهي”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
وأيضا.. حدوتة رومانسية قبل النوم