كانت كورقة وسط عاصفة هوجاء ، تتقاذف هنا وهناك لا تدري ماذا يفعلون بها ، ولا ما فعلونه معها وما الذنب الذي اقترفته حتى يحدث لها ذلك بالحياة ، ولما تلك المصائب تطاردها هي لا تعرف ولكنها تعرف بأنها تدفع الثمن ، استكمل معكم قصة رسائل من الجحيم والعالم الأخر ج2 للكاتبة منى حارس من كتاب رسائل من الجحيم .
رسائل من الجحيم
صعدت مريم سيارة الشرطة المكشوفة من الخلف كالمجرمين ، وهي تبكي بقهر تتذكر كل ما مر بيها في الأربع شهور الماضية ،وما عانته من ألم ..لا تدري لماذا حدث لها كل هذا ،وأين زوجها ولماذا يتهمونها بقتله وهل مات حقا حسان زوجها ، أخذت تتذكر زوجها ومنزل أهل زوجهاالقديم في بنهاوعادت بذاكرتها ..
- حسان حبيبي اشعر بأنني لست وحيدة بالشقة ، فأشعر وكأن أحدهم يراقبني دوما ، وكأنه ظلا اسود يتبعني أينما ذهبت ،لا أدري يا حسان ، صدقني هناك شيء غريب في تلك الشقة الملعونة
- ماذا تقولين يا مريم فكل هذه تخاريف وخدع بصريه ، لا تجعلينها تسيطر على عقلك
- لا يا حسان ليست خدع بصريه ، فأنا أشعر بوجود احدهم معي بالشقة …
- يبدوا أن أعصابك متوترة يا حبيبتي ،وبدئت تخرفين ثم بعدها اخذ حسان يسخر من زوجته مريم ويضحك بعنف ،ىثم ضرب كفا بكف وبعدها رحل ذاهبا إلى عمله التي لا تدري زوجته ماهيته ن فلقد تزوجت مريم من حسان منذ ستة اشهر وانتقلت للعيش ببنها ، بمحافظة القليوبية وتركت القاهرة وأهلها …
إقرأ الجزء الأول من القصة
رسائل من العالم الأخر والجحيم ج1 بقلم منى حارس
فحسان عريس لا يعوض ثري يعمل بالتجارة وستعيش في مستوى أخر ، غير مستوى أهلها المتوسط …ولقد أعجبها حسان عندما تقدم لخطبتها ، بوسامته ونقوده الكثيرة ، فكانت تحلم بالثراء الفاحش والملابس الكثيرة والمجوهرات والسيارة والمنزل الكبير الذي تحيطه الحديقة الغناء ، ولقد قدم لها حسان كل هذا وأكثر منه على طبق من فضة ، مع بعض المنغصات التي تغاضت عنها مرغمة ، فلقد كان حسان يسكن ، قصرا كبير كما تمنت ولكن لم يكن القصر لها وحدها ، بل لعائلته كلها كان القصر كبيرا وتحيط بيه حديقة غناء …
كما تمنت مكون من خمس طوابق ، كل طابق من طوابق القصر به شقة كبيرة مستقلة في دور منفصل وتسكن به عائلة حسان أشقائه وزوجاتهم وأطفالهم ووالديه ، فالطابق الأرضي للأب الكبير المسن وزوجته عفاف هانم ، والطابق الأول يسكن بيه ” عزام ” شقيق حسان الأكبر وزوجته وأطفاله الثلاثة..
والطابق الثاني يسكن به ” برهان ” شقيق حسان الأوسط وزوجته ، وابنته الوحيدة فلم يرزق بأي أطفال أخرى ، والطابق الثالث يسكن به ” فهيم ” شقيق حسان الأصغر ، فلقد تزوج فهيم قبل حسان بخمس أعوام وله طفلان تؤمان ، والطابق الرابع كان حسان يسكن بيه هو وزوجته مريم ، فلم يرزقا بأطفال بعد.
وأخيرا الطابق الخامس والأخير كانت تسكن به أخته الوحيدة ” تيسير ” ، هي وأطفالها الخمسة وزوجها القعيد ، لم تحب مريم بيوت العائلة ولم تتمنى أن تسكن بإحداها يوما ، ولكن ليس مع زوجها الثري
حسان فهذا قصرا كبير ، نعم القصر بالريف وسط الحقول الخضراء وليس بالمدينة، ولكنه في النهاية قصرا كانت تحلم برؤيته فقط في يقظتها ، وتتمنى دخوله حلامها ، لم ينغص على مريم شيئا إلا الطابق الخامس من القصر وسكانه ، فكانت تشعر بالرهبة منه منذ أن وطئت قدماها القصر ، فتسمع صوت صراخ متواصل ليلا وعندما تحاول صعود الطابق ، لتعرف ماذا يحدث كانت تجد “تيسير “شقيقة زوجها ، تقف أمام السلم فجأة كالموت لتحول بينها وبين ما ستفعله ، فتسألها هل تريد شيئا ، فتشعر معها مريم بالرعب من نظرات تيسير المخيفة ،وتهرع إلى غرفتها خائفة مذعورة بدون أن ترد عليها ، كانت مريم تعيش في رعب في ذلك المنزل وحيرة كبيرة لا تفهم معناها .
القصة رائعة لكن اين التكملة؟