أحيانا كثيراً يتولد الحب بعد الكراهية المندلعة بين شخصين كانا بيوم من الأيام لا يطيقان بعضهما البعض.
ويقال أن أعظم أنواع الحب هو تلك النوع منه حيث أن الحبيبان في البداية يجذب كل منهما للآخر بسبب أشياء كرهها أو أرغم على فعلها، ومن ثم يرى بعينيه أجمل الصفات التي يحملها الطرف الآخر ليجد نفسه تحت إمرة حبه دون أن يشعر بذلك.
زهرة في بستان أشواك الجزء الثاني
كان بالجامعة هناك ضيفا جديدا مدعواً من الولايات المتحدة الأمريكية أستاذ جامعي تعتز كوريا بأكملها بشخصية مثله، جلست “هانا” واستمعت لمحاضرته بحرص شديد، ولم تحرم نفسها من التقاط بعض الصور للضيف الجميل بخفة حيث أنها كانت مولعة بمواقع التواصل الاجتماعي وبمواكبة كل ما هو جديد بها، وبعد المحاضرة بينما كانت تقلب في الصور بإعجاب وفرحة وتريها لصديقيها، إذا بإحدى زميلاتها تتصادم معها فيسقط الهاتف من يدها، ويكون مارا من أمامها فتى الجامعة الأول مع أصدقائه الثلاثة، وهم مجموعة من ممثلي الجامعة الأشهر على الإطلاق بعامهم الجامعي الأخير، وهم أكثر الطلاب تفوقا وأسعهم شهرة.
كان من نصيب هاتفها أن يدعس تحت قدم أحد الشباب، لم تتبين “هانا” من شخصيته من كثرة الزحام إلا لون حذائه؛ ولكنها كانت جدية وبالفعل تمكنت من التعرف على شخصيته ليدفع الأموال اللازمة لتصليح هاتفها، وتبين في النهاية أنه أحد أشهر الطلبة بكل جامعة سيول.
سألت “هانا” بإصرار شديد حتى وصلت للمكان المخصص له، وهناك انتظرته وكان برفقتها صديقيها…
بدا الخوف علي صديقتها “دونج يو”: “أعتقد أنهم ليسوا هنا، لذا ها بنا لنغادر”.
ولكن “هانا” تعلم أنها لن تتمكن من إصلاح هاتفها ولا شراء هاتف غيره لذلك أصرت على مقابلته وإجباره على إصلاحه وتحمل نتائج خطأه.
فطمأنت “هانا” صديقتها وأعلمتها وفق ما علمته من الآخرين بالجامعة: “إذا وجدنا أربعة شباب طوال القامة ممشوقين الجسد، ووسيمين لحد الغرور، فاعلمي حينها أننا أخيرا وجدناه بالفعل”.
وما إن أنهت جملتها حتى شعرت بخطوات تأتي من خلفها، وإذا بهم نفس مجموعة الشباب التي تبحث عنها، ومن بينهم الشاب بعينه…
هانا: “مهلا”.
فتوقفوا الأربعة في انتظار سماع ما لديها.
هانا، وقد رفعت هاتفها في وجه صاحب الحذاء: “أنت يا صاحب الحذاء ذو اللون الجملي، ما هذا؟!”
الشاب: “إنه هاتف مكسور”.
هانا: “ألا تعلم كيف أصبح هاتفا مكسورا؟!”
الشاب: “إنه ليس من شأني”.
هانا: “ليس من شأنك؟!، وكيف ذلك وأنت من كسرته؟!”
الشاب: “وكيف يعقل هذا؟!”
هانا: “بالتأكيد كيف ستتسنى لك فرصة معرفتك بما جرى، لقد كنت أقف أشاهد الصور مع صديقي بينما مررن مجموعة من الفتيات اللاتي أردن رؤيتك، فصدمتني إحداهن فسقط الهاتف من يدي، ومررت أنت فكسرته تحت قدمك”.
وما إن أنهت حديثها، مر بجانبها وكأنها هواء، اشتعلت من شدة الغيظ، فلم يسبق لها أن تعامل بمثل هذه المعاملة من قبل.
وكان باليوم التالي عيد مولد صديقتها “دونج يو”، ولأنها لا تمتلك المال الكافي لشراء هدية فاخرة، أعدت لها كعكة قليلة الدسم بخربتها بالمطبخ وباستعانتها بوسائل التواصل الاجتماعي، وكانت الكعكة رائعة للغاية.
وعندما قدمتها لأجلها بالجامعة سعدت بها كثيرا، كانت الفرحة في قلبها لم تشهد لها مثيلا من قبل، لقد صارحت “ونج يو” صديقتها “هانا” بأنها أول إنسانة تعد لها كعكة لعيد مولدها، وعندما همت لقراءة بطاقة التهنئة منعتها “هانا” خشية أن تحرج أمامها.
أرادت الفتاتان أن تلتقطان بعض الصور مع الكعكة للذكرى، وبمكان خالٍ من الطلاب ذهبتا وشرعتا في التقاط الصور، وعندما أرادت “دونج يو” أن تأخذ لنفسها صورة مع الكعكة جعلتها “هانا” تعود للوراء حتى تظهر الكعكة كاملة فتصبح الصورة أكثر جمالا، ولكن قدم “دونج يو” أخفقت فكادت أن تسقط من أعلى السلالم غير أن “هانا” ساندتها في اللحظة الأخيرة، ولكن الكعكة كانت قد سقطت من يديها.
ارتطمت الكعكة بالشاب الذي بالأمس كانت عنده “هانا” تطالبه بإصلاح هاتفها يا إما شراء هاتف جديد لها…
كانت عينيه تظهر شرراً، نظر لهانا قائلا: “أنتِ مجددا؟!”
فقالت “دونج يو”: “إنني آسفة للغاية، لقد حدث ما حدث دون قصد مني”.
ولازالت عيناه محمرة والغضب يزداد: “إذا كان الاعتذار كافيا فما الحاجة للشرطة إذا؟!”
ركضت إليه “دونج يو” لتعرض عليه أن تنظف ملابسه، وبذلك تتمكن من كبح غضبه وتسيطر على الوضع فلا يزداد سوءاً.
وما إن اقتربت منه قائلة: ” اسمح لي أن أساعدك”.
فأمسك بيدها ودفعها بقوة بعيداً عنه، وكانت النتيجة أنها اصطدمت بعرض الحائط.
انفعلت “هانا” عليه، فلم تقبل منه سوء تصرفه ولا سوء معاملته لصديقتها…
ركضت “هانا” تجاه صديقتها، وساعدتها على النهوض، كان حينها الشاب قد صعد السلم، ولكن “هانا” لم تتركه يكمل طريقه فركضت خلفه..
هانا: “انتظر إلى أين تظن نفسك ذاهبا؟!”….
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
أجمل قصة حب كورية مدرسية 2021 بعنوان زهرة في بستان أشواك ج1
قصة حب كورية بعنوان زوجة للضرورة
قصص حب كورية رومانسية أصعب أنواع الخيانة