الحب هو ذلك المغفرة والسماح الذي لا نهاية منه أبدا، والعطاء الذي لا يجف مطلقا.
الحب هو تلك الكلمة الرقيقة التي تحمل بين حروفها الكثير من المعاني السامية، الكثير من معاني الصدق والوفاء، والأسمى من ذلك كل معاني التضحية والفداء بالنفس.
والحب الصادق الحقيقي لا تستطيع أن تقتله مشاعر الحرمان، ولا مسافات البعد ولا مدة الفراق، لأنه وبكل بساطة يكون الحبيب شاخصا في الوجدان وحي بكل المعايير بقلب الآخر مهما لاقى من عذاب.
زواج فوق حدود الخيال” الجزء الثاني والأخير
ولكن حتى بظهور هذه الابنة الجميلة لم يذوب شعورهما بالحب الأخوي على الإطلاق، أكملا في طريقهما الذي رسمه كل منهما لنفسه، كانا يعيشان بنفس المنزل، ويغدق كل منهما بالهدايا على الآخر، كل من يراهما سويا يشهد لهما بالزواج الناجح الذي يمتثل به في الحياة من قبل الجميع.
وعلى الرغم من محاولات الجميع في إقناعهما بمحاولات للمساعدة في حدوث حمل إلا أنهما لا يذهبان للطبيب كما يوصف لهما، ويدعيان أمام الجميع أنهما ذهبا إليه، وأن التأخر من عند الله سبحانه وتعالى.
وبعد مرور تسعة عشر عاما على زواجهما، توفي والديهما وظهرت الحقيقة الصادمة أمام الجميع، لقد ذهلوا جميعا من طبيعة الحياة التي كانت تجمع بينهما، لقد كانوا أمام الجميع الزوج المثالي الذي لم يتذمر على الإطلاق، لقد كانا يوزعان السعادة على الجميع في حين أنهما يخفيان سرا كفيل بتدمير حياة أي إنسان.
كانت وفاة والد الفتاة أولا ومن ثم تبعه رحيل والد الشاب، وبذلك كان لابد لهما من إفشاء السر حتى يتحرر كل منهما من ظلمه للآخر، وعلى الرغم من كل السنوات التي عاشها كل منهما مع الآخر بانفصال بينهما إلا أنهما أمام الآخرين حتى أمام ابنتهما ينعمان بحياة في غاية السعادة والسكينة والمودة والرحمة، وكل منهما من داخله يكن للآخر محبة ولكنها من نوع آخر، شكل من أشكال المحبة يعجز العقل البشري عن تصديقها، تحمل يبعد كل البعد عن الكثير من البشرين.
كل منهما يرى الآخر مثالا في كل شيء، ولكنهما لا يتقبلان بعضهما كزوج وزوجة، كل منهما يرى في الآخر مجرد أخ ليس أكثر من ذلك؛ حتى ابنتهما لم تستطع أن تذيب الثلوج والجمود التي سيطرت على تفكيرهما.
وبعد انكشاف الحقيقة انفصلا، تزوج الشاب من أخرى وأنجب منها طفل وطفلة، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنهما أيضا لا يزالان حتى يومنا الآخر كل منهما يكن محبة للآخر، لا يقصر تجاهها في أي شيء، هي بالنسبة إليه قبل زوجته الثانية وعلى الرغم من انفصاله عنها، إلا أنه يودها ويزرها حتى أنه سكن بالمنزل بجوارها.
وعندما تحزن زوجته منه أو تخاصمه كالعادة لدى جميعنا، نجد الفتاة ابنة عمه تقوم بكافة الأعمال المنزلية لأجله ولأجل أبنائه منها، كل من شاهد قصتهما تعجب من أمرهما حيث أنه يستحيل بزماننا الحالي تواجد أشخاص مثلهما على الإطلاق.
والفتاة تعيش بمنزل أهلها تمكث على رعاية ابنتها الوحيدة، أتعجب شخصيا من مدى قدرتها على التحمل، وأن حياتها كاملة تضغط في سعادة بليلة واحدة من عمرها كاملا!
أما عن الشاب، فجميعنا يوقن أنه ليس بالشيء السهل أن يصبر تسعة عشر عاما وزوجته بين يديه لقاء كلمة واحدة خرجت من كلاهما بأولى ليالي عمرهما سويا، لقد أجبر كلا منا على زواجه من الآخر!
وعلى الرغم من كل ما حدث بينهما إلا أنهما لا يسمحان لأي أحد بذكر شيء ولو حتى بالقليل في حق الآخر، إنه حب من نوع فريد للغاية، أشخاص أمثالنا وكثير مثلنا لا يستطيعون تقبله، ولكن نعم الحب حبهما، حب مبني على التضحية والفداء بالنفس، وأعتقد من وجهة نظري الضئيلة بالحياة أن التضحية من شيم أفضل الخلق أجمعين، أن يضحي الإنسان منا بهذه الكيفية وهذه الصورة يستحيل على كثير منا.
ومن أجمل العبارات عن الحب، أنه قوة جامحة، حين نرغب في السيطرة عليها ونحاول بكل طاقتنا، فإن تلك القوى تدمرنا، وحين نحاول سجنه للخلاص منه يستعبدنا أكثر، وحينما نيأس من كل شيء ونحاول فهمه للتغلب عليه، فيترك لنا الشعور بالضياع والارتباك؛ إنه فعليا قوى لا يمكننا التحكم بها ولا حتى لجمها بقدر ما تفعله بنا، إنها أحيانا كثيرا تقودنا للجنون!
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب غريبة حقيقية بعنوان حقيقة زواج فوق حدود الخيال! ج1
قصص حب قبل النوم رومانسية بعنوان أحببت صغيرة
قصة الصياد العاشق والفتاة الجميلة اجمل قصص العشق والغرام
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الأول