قصص حب حلوة بعنوان زواج مدبر بالإكراه ج1
أحيانا كثيرة لا يعرف الإنسان مصلحته الحقيقية بالحياة، والتي ستمكنه من الحياة في وئام وسلام فيجد نفسه على الدوام يدور ويدور بكل ما أوتي من قوة ولا يعلم أنه يسعى وراء سراب!
إن تمكن من الالتفات لقليل من الوقت كان ليدرك حينها طبيعة حقيقة حياته، ولكنه لا يعطي لنفسه هذه الفرصة والتي من الممكن أن ينعم بعدها بكثير من الصفاء والانسيابية في دنيا تنعم بكثير من المتاعب والآلام.
قصتنا اليوم بها الكثير والكثير من تجارب الحياة والتي يستحيل أن تخرج منها إلا بالعبرة وبتغيير ولو على الأقل منهج واحد من المناهج التي ألفت عليها آنفاً، قصة تحمل في طياتها المعنى الحقيقي للمودة والرحمة التي ذكرها خالقنا سبحانه وتعالى في سورة الروم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
قصة تجعلك تعيد التفكير في الكثير من المفاهيم التي تربينا عليها، لقد ألفنا أن أي زواج مدبر لابد وأن يؤتي بثمار الفشل والهزيمة أعقابه على الفور، لقد عهدنا أن نركن لمسببات الأمور ونعلق عليها أخطاءنا ونتبع فشلنا الذريع عوضا عن معرفة الأسباب الحقيقية للفشل ومعالجتها جذريا.
قصة زواج مدبر بالإكراه من قصص حب حلوة على الإطلاق، وستشهد بذلك بنفسك يقينا…
الجزء الأول من قصة زواج مدبر بالإكراه
تشهد اليوم المدينة الجميلة العامرة بأهلها محبي الفتاة طيبة القلب العشرينية بحفل زفاف إسلامي بكل تفصيلة صغيرة وكبيرة به، كل شيء تم تجهيزه وترتيبه موافقا لمتطلبات الفتاة “حسناء” اسمها حسناء ولها أكبر قدر ونصيب من اسمها ظاهريا وجوهريا أيضا.
مايا (صديقة حسناء الوحيدة): “يكاد قلبي يذوب من فرط جمالكِ، إن الجميع يحسد خالد عليكِ ولكن بلا صوت”.
حسناء والخجل واضح وضوح الشمس على جميع حركاتها: “لا تبالغي، يكاد قلبي يتوقف قبل أن أخرج من غرفتي، لا أعلم ما الذي سيحدث اليوم ولا كيف لي أن أتصرف مع..”
لم تكمل ونظرت للأرض من شدة خجلها.
فبادرت مايا قائلة بابتسامة: “خالد، أهكذا كنتِ تقصدين؟!”
حسناء: “مايا إنني متوترة بالفعل فلا تزيديني أستحلفكِ بالله”.
مايا: “وتوتركِ هذا أنساكِ قول خالقنا سبحانه وتعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)”.
حسناء: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا”.
جاء عمها ليأخذها ويسلمها لزوجها، وهنا تطايرت الدموع من عينيها لدرجة جعلت صديقتها وزوجة عمها بدلا من تهدئتها يدمعون مثلها.
خرجت العروس في وسط زغاريد كل الموجودين من الأهل والأحبة، وكان الحفل في غاية الروعة إلا إنه كان هناك أمر لم يلاحظه إلا أقل القليل بكل الحفل.
كانت “حسناء” قد لاحظت على زوجها “خالد” جمود في ملامحه وكأن خطبا ما معه، لم تقرأ في عينيه الفرحة الشديدة بعقد قرانهما ولا زواجهما ولا كونها صارت زوجة له بكلمة من الله ورسوله؛ حاولت ألا تبين شيئا وتخطئة نفسها.
انتهى حفل الزفاف وجاء وقت رحيل الابنة الجميلة عن منزل أهلها لعش الزوجية السعيد، ودعتهم جميعا بعيون مليئة بالدموع، وما إن وصلت لمنزلها الجديد مع زوجها وقد كانت طوال الطريق وبخاطرها يجول ألف سؤال وسؤال، وكانت في حيرة من أمرها وخوف شديد، ومع أول لقاء بينها وبين “خالد” وجدت معظم الإجابات عن أسئلتها الكثيرة…
خالد: ” من البداية أريد أن أصارحكِ بكل شيء”!
حسناء في نفسها: “مصارحة بكل شيء؟!، ربما كانت هذه أسباب حزنه وتجهمه أثناء حفل الزفاف، وأخيرا سأشعر بالراحة من كل هذه الأفكار والتكهنات، وسيأتيني زوجي الحبيب بالإجابة التي أرقتني”.
أردف خالد قائلا: “لقد أكرهت على الزواج بكِ، وزواجنا كان زواجا مدبرا، لا أريد منكِ أية حقوق ولا أية واجبات، أنتِ لستِ ملزمة بفعل أي شيء لي على الإطلاق”.
حسناء في صدمة وذهول مما يقول، ولكنها كما تربت تربية صالحة لم تقاطعه في حديثه على الإطلاق على الرغم من حديثه الجارح لها…
خالد: “إنني عاشق لخطيبتي ياسمين أعشقها حد الجنون، زواجنا سيستمر لعام واحد سنعقد خلاله اتفاقا يضمن لكِ كل حقوقكِ وكامل حقوقي أيضا”.
هنا قاطعته حسناء: “أي حقوق تتحدث عنها؟!”
خالد: “الطابق الأول بأكمله لأجلكِ، أما الطابق الثاني فلا أريد منكِ أن تقتربي منه بشكل نهائي، لا أريد منكِ أي تدخل في حياتي”.
وبالفعل أجبرها على التوقيع على الاتفاق، اتفاق زواج لمدة عام واحد ضمن شروط وضعت به؛ في هذه الليلة لم يغمض لها جفن ولم تجف دموعها، لم تتخيل يوما واحدا أن يحدث لها مثل هذه الأمور، ولكنها شخصية صلبة بإيمانها وعقيدتها الراسخة بربها.
توضأت وقامت الليل تدعو خالقها وتتوسل إليه أن يهديها سبل الرشاد، وبعد ثلاثة أيام كانت في درس للعلم برفقة صديقتها “مايا”…
مايا: “ألست بصديقتكِ التي تعتزي بها وتحبينها منذ أن كنا صغارا؟!”
حسناء: “لم هذا السؤال الغريب؟!”
حسناء: “لستِ بسعيدة في زواجكِ؟!”
سبقت دموعها إجابتها عن سؤال صديقتها، احتضنتها صديقتها تواسيها عما تجد من آلام
حسناء وصوتها يعلوه البكاء: “لقد طلب مني أن يكون زواجنا على الورق وحسب وأن يستمر لمدة عام واحد يعقبه الانفصال”.
مايا: “ولماذا وافقتِ على طلبه هذا؟!”
حسناء: “لن أتحمل دموع عمي وزوجة عمي على حظي العسر، إنه ابتلاء من خالقي وينظر ماذا أنا بفاعلة”.
مايا: “ماذا تقصدين؟!”
حسناء: سأكون زوجة صالحة كما أمرني خالقي….”
يتبــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
وأيضا.. قصص حب وفراق حزينة