سلسلة الدولة العثمانية الجزء السابع نهاية عهد مراد الثاني واحداث موقعة فارنا
سلسلة الدولة العثمانية الجزء السابع
لقد توقفنا في المقال السابق عند مشكلة الخمس سنوات التي واجهت مراد الثاني وما فعلته دولة المجر بنقض المعاهدة التي بينهم وكذلك عصيان إسكندر بك ملك ألبانيا وهزيمة جيش العثمانيين في صربيا فكل هذه الضغوطات وغيرها على مراد بك قرر بعدها التخلي عن الحكم لابنه محمد الثاني وكان قرارا عجيبا في هذا الوقت العصيب فعلم ملك المجر. بهذا الخبر فشن حملة صليبية على الأناضول تأتي فيها جيوش المجر – المانيا و صربيا من الشرق وجيوش الدولة البيزنطية من الغرب وجيش الفاتيكان ثم انتقلوا إلى نيكوبوليس وبعدها إلى فارنا ولذلك سميت معركة فارنا.
رسالة محمد الثاني لوالده :
وفي هذا الوقت كان عمر محمد الثاني ١٢ سنة فكيف له أن يواجه كل هذا وحده وهو مازال بحاجة إلى حكمة والده فأرسل له خطاباً وكانت أول رسالة من السلطان محمد الثاني
(إن كنا نحن الباد شاه فإننا نأمرك تعالوا على رأس جيوشكم وإن كنتم أنتم فتعالوا دافعوا عن دولتكم)
اى في الحالتين يجب عليه أن يأتي وبالفعل استجاب مراد الثاني لخطاب ابنه وقرر العودة وجهز جيشا قويا التقى فيه بحيش ابنه وقامت واحدة من أهم معارك الدولة العثمانية وهي معركة ڤارنا عام ١٤٤٤ م وكانت نتائجها انهزام الجيش الصليبي وموت ملك المجر وبولندا فلاديسلاف الثالث وبهذا انفصلت المجر عن بولندا تماما للأبد وتبقى في عمر الدولة البيزنطية ٩ سنوات فقط تلك الدولة التي استمرت حوالي ألف عام وايقن البيزنطيون إنهم غير قادرين على اقتلاع الاتراك من البلقان ومن أهم نتائجها أيضا احتفال السلطان چقمق ملك المماليك بانتصار العثمانين وقد تلاشى النزاع الذي أحدثه بايزيد الصاعقة عندما أخذ ملاطية غصباً.
وبعد هذة المعركة الكبرى ضغط الوزراء على مراد الثاني كي يعود للحكم ثانية وبالفعل عاد في يناير عام ١٤٤٥ ولكنه تنازل لابنه مرة ثانية في ديسمبر عام ١٤٤٥م ثم عاد للحكم في مايو عام ١٤٤٦م وظل في الحكم حتى الموت عام ١٤٥١م وفي تلك السنوات الخمس أدرك مراد الثاني أن الهجوم خير وسيلة للدفاع فبدأ عصر التوسع في أوروبا عن طريق
1- حملة على المورا عام ١٤٤٥م
2- حملة على البانيا عام ١٤٤٧م
3-معركة كوسوفو الثانية عام ١٤٤٨م
4- فتح أرتا عام ١٤٤٩م وفي نفس العام تولى قسطنطين الحادي عشر الإمبراطورية وكان آخر إمبراطور بيزنطي.
5- ٣ فبراير عام ١٤٥١م توفى مراد الثاني في عمر أقل من ٤٧ عام دون مرض أو جرح في معركة وحتى الآن يختلف المؤرخون على مدحه وذلك لعدة أسباب اهمها:-
1- قلة الفتوحات في عصره فقد استلم الدولة وهي ٨٧٠ الف كم ووصل بها إلى ٩٦٥ الف كم فقط.
2- لوجود اضطرابات وانهزامات كثيرة في عصره بخلاف معركة ڤارنا.
3- لإنشغاله بالعلوم والفنون والعمارة.
4- وقد يكون لتنازله عن العرش مرتين لابنه وهو في سن صغير جدا.
ولكن يظل أفضل مافعله مراد الثاني هو تربية محمد الفاتح ابنه بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولنعم الأمير أميرها.
ومن هنا نستطيع أن نبدأ الكلام عن شخصية من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي تلك الشخصية التي اثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه وتنبأ بعظمتها فهو السلطان محمد الثاني ولقب بمحمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية
ذلك السلطان الذي تولى الحكم وهو في سن الثانية عشر إلى جانب والده وتولى الحكم بشكل رسمي في سن التاسعة عشر بعد وفاة والده تلك الشخصية التي مدحها كثير من مؤرخين أوروبا ولم يختلف عليها اثنين فقد تولى الحكم من عام ١٤٥١م إلى عام ١٤٨١م و استطاع في هذة الفترة أن يحول الدولة العثمانية إلى إمبراطورية عظيمة فإن الكلام عنه لا يكفيه صفحات أو كتب ولكنني سوف اجتهد في تقديم أهم ماتميزت به فترة حكمه وكيف نشأت هذة الشخصية وما السر وراء هذا النجاح ولكن أولاً يجب أن نعرف أن فتح القسطنطينية لم يكن حدثاً سهلاً أبداً فهي حصن منيع للدولة البيزنطية ومعنى سقوطها أي سقوط الإمبراطورية البيزنطية التي استمرت ما يقرب من ألف عام وفتحها أيضا معناه التحكم في مضيق البسفور أي التحكم في حركة السفن القادمة من بولندا جورجيا روسيا وشمال الأناضول إلى المتوسط ولذلك يعتبر هذا الفتح من أهم أحداث التاريخ الإسلامي الذي اثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلنا موعد في المقال القادم مع نشأة السلطان محمد الفاتح.
و للحديث بقية…..
ابتسام احمد .
سلسلة الخلافة العثمانية الجزء الأول حال الأناضول قبل نشأة الدولة العثمانية
سلسلة الخلافة العثمانية الجزء الثاني بداية الحكم في الأناضول
سلسلة الدولة العثمانية الجزء الثالث التمدد في منطقة الاناضول
سلسلة الدولة العثمانية الجزء الرابع دولة مراد الأول
سلسلة الدولة العثمانية الجزء الخامس دولة بايزيد الصاعقة بين القوة والإنهيار
سلسلة الدولة العثمانية الجزء السادس دولة محمد الأول وولي عهده مراد الثاني