سليمان القانوني السلطان العادل
نقدم لكم هذه القصه من موقع قصص واقعيه تحت عنوان سليمان القانوني السلطان العادل، وفيها نتناول حكاية ذلك السلطان العثمانى العادل الذي من شدة عدله لقب بالقانونى أى الذي يتبع القانون ولو على نفسه وولده، وهو السلطان الذي شوهه الإعلام بإظهاره محب للنساء وهى صوره لا تمت للواقع بصله
القانونى :
شوهت الدراما شخصية سليمان القانوني وبعض من كتبوا في التاريخ ايضًا قاموا بتشويه السلطان الذي أطلق عليه الغرب سليمان الحكيم وسليمان العظيم، وقال عنه المؤرخ الألماني هالمر”إن سليمان أخطر على أوروبا من صلاح الدين الأيوبي”، أما هارولد المؤرخ الإنجليزي فقل عنه “إن يوم موته كان من أيام أعياد النصارى” حتى أنه يوم مماته دقت أجراس الكنائس فرحًا بموته، فمن هو سليمان القانوني؟.
هو سليمان خان الأول بن سليم خان الأول، ولد في مدينة طرابزون في السادس من نوفمبر عام 1494 ميلادية و900 هجرية، وقد ماتت والدته حفصة خاتون سلطان وهو مازال في السابعة من عمره، التحق سليمان بمدارس الباب العالي حيث درس الأدب والتاريخ والفقه والعلوم والتكتيكات العسكرية، ومع بلوغه السابعة عشر بدأ في تولي المناصب، فأصبح والي فيودوسيا وبعدها ساروخان أو ما تعرف بمانيسا، وكذلك أدرنة إلا أن السلطان سليم الأول في عام 1520 ميلادية و926 هجرية وبعد تولي سليمان ولاية أدرنة بمدة بسيطة توفي فانتقل سليمان من مرحلة الولاية إلى السلطنة وتوج سلطانًا ليصبح بذلك السلطان العاشر بين السلاطين العثمانيين.
توفي السلطان سليمان القانوني وهو على رأس جيشه عندما كان يحاصر مدينة سيكتورا، وكان ذلك في السابع من سبتمبر عام 1566 ميلادية و973 هجرية، وكانت ميتة طبيعية، فقد كان مريضًا قبل الخروج إلى الفتح وقد نصحه طبيبه بعدم الخروج إلا أنه قال “أحب أن أموت غازيًا في سبيل الله”، وكان حصارًا شديدًا وكانت الأمور عسيرة على الجيش ومع شدة المرض على القانون دعى”يا رب العالمين؛ افتح على عبادك المسلمين، وانصرهم، وأضرم النار على الكفار” واستجاب الله له وكان النصر وبعد تبليغه بالخبر قال”الآن طاب الموت”، لكن الإعلان عن وفاته لم يتم إلا بعد أن جاء ابنه سليم الثاني واستلم مقاليد الحكم، لذا فقد قاموا باستخراج أحشائه ودفنها في خيمته حتى يحافظوا على جسده من التعفن إلى أن يصل ابنه.
الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني والفتوحات:
تعتبر مدة حكم السلطان سليمان القانوني أطول مدة حكم، حيث امتدت لمدة تصل إلى 48 عامًا، بلغت فيها الدولة العثمانية من الاتساع ما لم تبلغه في أي عصر، وتمددت في كل الاتجاهات، وكانت تعتبر الدولة العثمانية وقتها أقوى دولة في العالم ويسعى الجميع لمحالفتها والتصادق معها إما في محاولة لاستغلال قوتها أو في محاولة لدفع خطرها عنهم.
كانت الفترة الأولى من حكم القانوني صعبة إذ واجهته بعض حركات الانفصال والتمرد على الدولة في بعض المناطق بسبب حداثة عمره والاعتقاد بأنه ضعيفًا ويمكن التخلص من الخضوع لحكمه، إلا أن الجميع فوجئ بقوته وبقدرته على التغلب علي جميع حركات التمرد والقضاء عليها، ثم بدأ القانوني في تحقيق طموحه او حلمه فقد قال عنه أحد المؤرخين بأنه يحترم كثيرًا الإسكندر الأكبر وفكرته عن إنشاء إمبراطورية مترامية الأطراف.
بدأ القانوني في حروبه ومد سلطت دولته في كل الاتجاهات فقام بفتح بلجراد في عام 1521، وقد كانت أكبر قوة يمكن أن تعيق حلمه في التوغل في اتجاه أوروبا وكان هذا الفتح له أثر كبير في كل أوروبا حيث سقطت أقوى دفاعاتهم.
تحالف الفرنسيين مع القانوني وطلبوا منه المعونة بتخفيف ضغط المجريين عنهم فتوجه بجيشه وفتح المجر في عام 1526، و كانت معركة ساحقة رغم أن أغلب ممالك أوروبا كانت تدعم المجر بالإضافة إلى بابا الفاتيكان، إلا أن الأراضي المجرية ظلت حتى سقوط الدولة العثمانية مسرحًا للصراع بين النمسا والدولة العثمانية فلم تخضعها بشكل تام كما هو الحال مع بلجراد.
قاد القانوني حروب ومواجهات عديدة ضد الدولة الصفوية وكانت البداية بسبب تجرأ الشاه الصفوي على قتل والي بغداد الموالي للقانوني، وهنا بدأت المواجهات بينهم، وفي خلال تلك المواجهات وصل سلطان الدولة العثمانية إلى أجزاء من بلاد فارس إيران حاليًا إلى أن أجبر الشاه الصفوي على الصلح وتحديد مناطق النفوذ مع وعد بعدم تعديه على المناطق الخاضعة لسلطة الدولة العثمانية، وبدأت تلك الحروب منذ عام 1533 وحتى عام 1555، وهناك العديد من الفتوحات للدولة العثمانية في عهد القانوني حيث تم ضم ليبيا وتونس وجيبوتي وإريتريا وأجزاء من بلاد اليمن وفتح رودس ومحاولات لفتح إيطاليا وغيرها.
ابرز انجازات سليمان القانوني:
يعتبر من أبرز إنجازات القانوني في الدولة العثمانية أنه قام بوضع القوانين المنظمة لأمور الدولة والعباد مع حرصه على أن لا تتعارض مع أمور الشريعة الإسلامية والأعراف السائدة لكل قطر من الأقطار الخاضعة لسلطته، وساعده في وضعها الشيخ أبوالسعود أفندي وكان اسمها دستور السلطان سليمان، ولقب بالقانوني لأنه لم يقم فقط بوضع القوانين وإنما قام بتطبيقها، فالقانوني هنا يرمز إلى العدالة ليس فقط في حق الإنسان وإنما أيضًا في حق الحيوان والطبيعة إذ كان هذا الدستور يضم قوانين متعلقة بحقوق الحيوانات والحفاظ على البيئة.
بشكل عام يعتبر عصر سليمان القانون من أبهى عصور الدولة العثمانية من مختلف النواحي العسكرية والعلمية والأدبية والمعمارية، فقد عرف القانوني بأنه متميز في الأدب واللغة كما كان خطاطًا وله ميول معمارية.