قصة اليوم تحكي عن الاعرابي الذي طلق زوجته ثم اراد ان يردها، فذهب يستشير رسول الله عز وجل وصحابته الكرام، فتعرف علي ردود الرسول والصحابة وكيف كانت اجابتهم علي هذا الاعرابي، رواية جميلة وقصيرة تعبر عن سماحة ديننا الحنيف، استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
سماحة الإسلام
في يوم من الايام قال اعرابي لزوجته : انت طالق حتي حين، وبعدها شعر بالندم الشديد علي قوله هذا واراد أن يردها الي عصمته من جديد، لكنه إحتار كثيراً في تفسير كلمة حين التي قالها، فذهب الي رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأله متي يمكنه أن يعود الي زوجته، ولكنه لم يجد الرسول في منزله في هذا الوقت، فذهب الي ابي بكر الصديق رضي الله عنه وسأله عن تفسير كلمة حين فقال له ابو بكر : لقد حرمت عليك زوجتك حتي الموت وهي لا تحل لك ابداً، فتركه الرجل ثم ذهب الي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأعاد عليه نفس سؤالفقال له : حرمت عليك زوجتك لمدة اربعين عاماً، فتركه ثم ذهب الي سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وسأله فقال : حرمت عليك زوجتك لمدة عاماً كاملاً فتركه وذهب الي عبي بن ابي طالب رضي الله عنه وسأله فقال : حرمت عليك ليلة واحدة، فتركه وذهب .
إزدادت حيرة الاعرابي ولم يدري ماذا يفعل، فقد اختلف الناس في الحكم في مسألته وامره، فقرر ان يعود الي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وحكي له ما حدث وذكر له اختلاف الآراء في تفسير كلمة حين، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم اجلس، ثم ارسل الي اصحابه وعندما جاءوا سأل كل منهم عن سبب حكمه، فقال له ابا بكر الصديق رضي الله عنه : إن زوجته محرمة عليه حتي الموت لأن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز ( فمتعناهم حتى حين ) ومعنى الحين هنا حتى الموت ، فسكت رسول الله .
ثم سأل عمر فأجابه قائلاً : إن الله عز وجل يقول في سورة الانسان ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شئا مذكورا ) و”حين” هنا أن آدم مكث فى الجنة أربعين سنة قبل أن ينزل الأرض ..! فسكت رسول الله .
ثم سأل عثمان عن سبب حكمه فقال له أن القرآن قال ( مَثَلُ كلمةٍ طيبة كشجرة طيبة تؤتى أُكلها كل حين ) والحين هنا أكثر الثمر يثمر كل عام مرة ، فسكت رسول الله، واخيراً سأل علي رضي الله عنه فقال له يا رسول الله يقول الله تعالي : ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) وحين هنا تعنى ليلة .
فرح النبي صلي الله عليه وسلم من اجابات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعاً، وكانت هذه هي الرواية التي قال بسببها رسول الله صلي الله عليه وسلم : أصحابى كالنجوم بأيِّهم أهتديتم ؛ أقتديتم .. ثم التفت النبي الي الاعرابي وقال له : خذ برأى علي بن أبى طالب فإنه أيسر لك!!
والهدف من هذه الرواية هي اظهار سماحة الاسلام وبساطته، وتقبله لجميع التفسيرات لنفس الكلمة، واختيار الايسر والاسهل علي المسلم، فالدين يسر وليس عسر، وعلي الانسان دائماً اختيار اسهل الاحكام واكثرها ملائمة مادمت لا تخالف الشرع في شئ .