وأستكمل معكم اليوم في سلسلة أعرف كاتب ، لنتعرف على الكاتب الإنجليزى وليام شكسبير وكيف أُثر في الأدب الإنجليزى والعالمي حتى اليوم ، ونعرف بعض الأشياء الهامه في حياته وكيف عاش وما مر به ، وأين ولد وكيف مات وأهم مؤلفاته وكيف أثرت في الأدب حتى يومنا هذا ، في مقال بعنوان شكسبير تحت المجهر والسنوات المجهولة من حياته ج2 .
وليام شكسبير والسنوات المجهولة من حياته
كان الناس حول ستراتفورد المدينة التي نشأ فيها شكسبير يستغلو كل الفرص المتاحة للتسلية ، فكانوا يقومون بنفخ أحشاء الخنازير ليصنعوا منها كرة قدم ، كما كانوا يمارسون الرماية وألعاب الذكاء المختلفة ، ولم تكن الحيوانات البرية الموجودة حول الحقول مصدرا للحوم اللذيذة فحسب ، وإنما كانت أيضا مصدرا للمرح واللهو ، حيث كان الناس يمضون وقتا ممتعا في صيدها ، كان الفقراء يصطادون الطيور ، والحيوانات ذات الأحجام الصغيرة ، بينما كان الأغنياء يفضلون الفريسة الضخمة مثل الخنزير البري والغزال .
اقرأ ايضا شكسبير تحت المجهر قصة حياته ونشأته ج1 من سلسلة أعرف كاتب
كان الناس أيضا يذهبون لمشاهدة الغزلان في الحديقة الخاصة التي بناها ، سير توماس لوسى في تشارلكوت ، ثمانية كيلومترات شرق سترافورد ، وبالنسبة للسنوات المجهولة في حاة الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير ، لا نعلم عنها إلا القليل في الفترة ما بين تركه المدرسة حينما كان في الختمسة عشر من عمره ، وبين عام 1592 م ، حين وصفه الناس في لندن بالنجم الصاعد الواعد في عالم المسرح ، وتسمى تلك الفترة بالسنوات المجهولة في حياة شكسبير ، وتشير الأوراق الرسمية الموجودة في الكنيسة إلى أن شكسبير قد تزوج ابنة أحد المزارعين وتدعى آن هاثاوى وذلك في نوفمبر عام 1582 م
كان شكسبير وقتها في الثامنة عشر وكانت آن في السادسة والعشرين من عمرها ، وتحمل مولودتها الأولى سوزانا والتي ولدت في شهر مايو ، وفي عام 1585 م ولد لشكسبير توءمان هما جوديث وهامنيت ، وقد حاول الباحثون خمين ما حدث خلال هذه السنوات ، إلا أن ما كتبوه يقوم على الخيال أكثر مما يعتمد على الحقائق ، ظل الباحثون لمئات السنوات يفتشون عن أي دليل يشير إلى حياة شكسبير في هذه الفترة المجهولة ، فقام بعضهم بالتنقيب في كل الوثائق التي تم توقيعها في هذه السنوات ، علهم يجدون اسم شكسبير بينما حاول البعض الآخر أن يجد حل لغز السنوات المجهولة ، في المسرحيات والأشعار التي كتبها والتي كشفت عن معرفة كاتبها بالطب والجندية والقانون مما يشير إلى أنه ربما اشتغل بنفسه في هذه المجالات .
في الثمانينات من القرن السادس عشر قامت فرق مسرحية عديدة بزيارة ستراتفورد ، وقدمت عروضا في الساحة الملحقة بالحانة الرئيسية في المدينة ، كان من بين هذه الفرق فرقة شهيرة عرفت باسم فرقة رجال الملكة والتي قدمت عرضا فى ستراتفورد في عام 1587 م ، ويرجع أن شكسير قد شاهد عروض هذه القرية والتي كان بطلها الأول المهرج ريتشارد تارلتون ، بل ربما يكون شكسبير قد التحق بهذه الفرقة ، فمن بين كل هذه المهن والأعمال التي ربما اشتغل بها شكسبير ، هناك مهنه مؤكدة اشتغل بها شكسبير وهي التمثيل المسرحي .
وفي القرن التاسع عشر حاول و ج توماس أن يبرهن على معرفة شكسبير بالعسكرية ، والتي تظهر بوضوح في أعماله ويعتبر دليل على أنه كان مجندا لفترة ما ، وقد عثر على وثيقة لاسماء تضمنت اسم وليام شكسبير وكان مسخر للخدمة العسكرية من عام 1605 م ، وهو نفس العام الذي بلغت فيه شهرة وليام شكسبير قمتها ، ككاتب مسرحى ناجح ومتألق ، وكان شكسبير على دراية بالطب كما يظهر في مسرحياته ولكن الشخصيات التي رسمها كثيرا ، ما كانت تسخر من الطب والأطباء فماكبث مثلا يقول ” فلتلق بالدواء للكلاب ” ، بينما يقول شكسبير على لسان تيمون في مسرحية تيمون الأثيني ، ” لا تأمن لطبيب ” .
والغريب بأن مسرحيات شكسبير تمتلىء بالمصطلحات القانونية ، ولهذا فقد ادعى الباحث الانجليزي إدموند مالون عام 1790 م ، أن شكسبير قد عمل في مكتب محاماة ، والحقيقية فلقد تورط في العديد من القضايا مما يفسر معرفته بالقانون ، التي يظهر في اعماله .
وربما يكون وليام شكسبير قد تعلم الصناعات الجلدية في ورشة والده ، لصناعة القفازات فبعد أن ترك المدرسة كانت اسرته تواجه ظروفا ماديه صعبة ، وربما يكون الصبي وليام قد اضطر لمساعدة والدته مستخدما أدوات لصناعة القفازات والأحذية والاحزمة الجلدية