لابد أن نعلم أطفالنا الرضى بما كتبه الله لنا ، وأن نحمد الله على كل شيء مهما كان صغيرا ولا ننظر إلى ما في يد غيرنا من أموال وأشياء ، فكل إنسان خلقه الله عز وجل وميزه وفضله عن غيره بشيء ، فلا تنظر إلى ما في يد غيرك ستعش أسعد الناس وأرضى بما كتبه الله لك سترتاح في حياتك ، ولا تكن طماع وجشع فلابد أن نعلم اطفالنا أن يقدروا ما نفعله من أجلهم ، نتعب ونعمل من أجل أن نوفر لهم حياة كريمه لابد أن يقدروا هذا كما كنا نقدر أبائنا دوما ونحن صغار ، اقدم لكم اليوم قصة هادفة للاطفال لنعلم أطفالنا أن يحمدوا الله ويبتعدوا عن الطمع ويشكروا والديهم على ما يقدمونه من أجلهم ، في موقع قصص واقعية بعنوان صندوق عم هلال ، فماذا فعل رضوان الصغير بطمعة وانانيته وماذا كلف والده المسكين بعد تعب وكد ومشقه لمدة طويلة .
صندوق عم هلال
كان يا مكان وميحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام ، فى مكان غير المكان ، وزمان غير الزمان فى الغابه البعيدة اللى فيها حيوانات كتيرة واشياء غريبة، وأزهار ملونة عجيبة ، كان يعيش عم هلال رجل عجوز ، يعمل حطاب بالغابة ويقوم بتقطيع الأشجار وأخذ الخشب ليصنع منه الأشياء الكثيرة من مقاعد ومناضد والكثير من الأشياء .
كان عم هلال رجل بسيط جدا ، ولكنه كان أيضا سعيد ومبسوط بحياته و بالاموال البسيطه التي يكسبها كل يوم ، كان يعش عم هلال مع زوجته الست دلال وأطفاله ، حمزة ورضوان ، يعيشان فى كوخ صغير ، وسط الأشجار وكانوا راضين بحياتهم البسيطة ، وما كتبه الله لهم من القليل من الرزق ، الا الطفل رضوان لم يكن يعجبه حاله ، وكان دائما مدايق وزعلان من حياته وزهقان.
ويريد أن يعيش فى قصر كبير ، كله خدم وحرير فى حرير، ودائما أخيه حمزة ينصحه قائلا : لابد أن نرضى يا رضوان بما كتبه الله لنا ، ونحن أفضل حالا من غيرنا ، لكن رضوان لم يعجبه الحال ولا الكلام، وعم هلال والست دلال كانا حزينان من طفلهم العنيد الذي لا يرضى بشيء رضوان .
وفى يوم من الأيام ، كان وقتها عم هلال ، يقطع الأشجار ، وهنا مر عليه تاجر كبير وغني جدا ويبدوا من هيئته بأنه غريب عن البلاد والغابة ، وقال الرجل بصوت ودود : السلام عليكم يا عم هلال ، رد عم هلال السلام ، فقال التاجر :أنا أريد منك ، أن تصنع لي شيئا من الخشب أيها النجار الطيب .
رد عم هلال بفرح على رزق الله قائلا : كما تريد يا سيدي فماذا تريد مني ان اصنع ، رد التاجر قائلا : اريد منك ان تصنع لي صندوق خشب كبير ، بحجم اكبر شجرة في الغابة وبعدها اشار التاجر الى شجرة طويلهجدا ، طولها اكثر من عشر امتار ، وهنا ورد عم هلال بتعجب شديد قائلا : ماذا تقول يا رجل انها شجرة طويله جدا ، وماذا سوف تعمل بالصندوق ؟
رد الغريب قائلا :اصنع لي الصندوق طوله عشر امتار ، وعرضه عشر امتار ومفتوح من الجانبين من فوق ومن اسفل ومكفئتك يا عم هلال هى تلك الجوهرة الثمينة ، وكانت جوهرة كبيرة وبتلمع وشكلها غالى ونادر جدا وهنا فكر عم هلال فى ابنه رضوان وقال لنفسه: سوف يفرح رضوان كثيرا ، عندما نبيع الجوهرة ونشترى قصر ، ونعيش أغنياء ، ونمتلك الكثير من الفلوس ، وقطع حبل افكاره و احلامه صوت التاجر الغريب وهو يقول :ما رأيك يا عم هلال هل توافق بصنع الصندوق ؟
رد بسرعه عم هلال وقال : موافق أن اصنع لك الصندوق كما تريد ، رد التاجر قائلا :استمع إلى شروطى جيدا ، فأنا لا أريد أن يعرف أي مخلوق شيء عن هذا الصندوق يا رجل ، وتصنعة بعيد عن بيتك فلا أريد أن يعرف حتى اولادك بالأمر وتخلصه خلال تلاتين يوم لا يذيدوا عن شهر.
ورد عم هلال بتعجب و قال : وكيف هذا انه أمر مرهق وصعب ، اجعل اطفالي يساعدونني لانهي الأمر سريعا ، رفض الغريب بحزم وقال : لا فهذا هو شرطى ولو عرف أحد بأمر الصندوق ، لن تاخد الجوهرة ولكنني سوف أخذ الصندوق في النهاية وسوف يكون من نصيبي ، اتفقنا يا عم هلال هل توافق يا رجل .
و فكر عم هلال مرة اخرى فى ابنه رضوان وما سيحققه له من سعادة بعد بيع الجوهرة الثمينة وقال :موافق يا غريب موافق ، ولكن من اين سوف أصرف على أولادى و بيتي ، كل تلك الفترة الثلاثين يوما وسوف اكون مشغول بالصندوق .
رد الغريب قائلا : تفضل يا عم هلال ، انه كيس من الذهب فيه ثلاثين جنيه من الذهب : وهذا ثمن التلاتين يوم التي سوف تعمل فيهم ، وفرح عم هلال كثيرا وشكر ربه واسرع الى بيته مسرعا ، ولكن الغريب استوقفه قائلا بحزم : وقال :تذكر كلامي يا عم هلال إن عرف أحد بالأمر لن تفوز بالجوهرة وسيكون الصندوق من نصيبي بالنهاية فهذا اتفاقنا يا رجل يا طيب فلا تنسى .
هز عم هلال رأسه ولم يردوذهب للسوق وباع الجنية واشترى لاولادة وزوجتة ثياب وطعام وفاكه وحلوى كتيرة وذهب إلى عائلته التي فرحت كثيرا ، واكتر واحد فرح هو رضوان وأخد حاجته من غير سؤال ، وسئل حمزة والده بقلق من اين يا أبي كل هذا الخير ؟
وسئلت الست دلال نفس السؤال ، ورد عم هلال وقال رجل غريب اصنع له شيء أغرب ، ولكن لا يريد بأن يعلم أحد بالأمر ، ومكفئتى هتكون جوهرة ثمينه سوف تخلينا نعيش طوال عمرنا أغنياء ، ونسكن فى قصر كبير بأمر الرحمن ، وسمع رضوان الكلام واسرع يقول : هل ما تقوله صحيح يا أبي هل سوف نسكن فى قصر كبير كالأغنياء .
قال الأب بفرح : ان شاء الله ولكن اهم شيء لا يعلم أحد بالأمر ولا يسألنى أحد منكم على حاجه لمدة شهر ، وتفضلي يا دلال الفلوس دى اصرفى منها ، خلال الشهر، وهنا رد حمزة بقلق وحب قائلا : هل تأذن لي يا أبي بأن اسعدك ، رد هلال وقال لا أستطيع يا حمزة فشرط الرجل ألا يساعدنى أحد مطلقا .
رد حمزة بألم ولكنك سوف تتعب يا أبي ، فأعتذر للرجل واحنا كدة مبسوطين ، وبسرعه رد رضوان قائلا : ماذا تقول يا حمزة وكيف يعتذر أبي عن العمل ، إن أبي قوى و بعد أن نأخد الجوهرة سيرتاح ، وزعل عم هلال من ابنه لأن همه الفلوس والجوهرة و نفسه فقط وقال خلاص يا حمزة انا وافقت ومينفعش أرجع يا بني .
وجرى رضوان على امه وقال : لازم تحضري لي ، أشياء كتيرة ، انت معاك فلوس كتير ، وردت دلال وقالت مينفعش يا رضوان لازم نخلى معانا فلوس منعرفش بكرة فيه ايه ، ورفض رضوان الأنانى وصمم ، لازم طلباته كلها تتنفذ وقالها بعد شهر بابا هيجيب الجوهرة ، وسوف يكون معانا فلوس كتير اوووى لازم نصرف كل الفلوس دى خلال الشهر يا أمي .
وذهب عم هلال في اليوم التالي من الفجر ، يقطع فى الأشجار وهو يفكر يا ترى ماذا سيفعل الرجل بالصندوق الكبير
واختار عم هلال ، مكان بعيد عن الناس فى مكان مهجور فى الغابه ، حتى لا يراه أحد وهو يعمل الصندوق العجيب
وبدء عم هلال يحط الشجر اللى قطعه ، وهو يفكر في الصندوق ، استمرعم هلال يقطع فى الأشجار ويضعها فى المكان المهجور الذي أختاره جنب البير المهجور، وكل يوم ، يخرج عم هلال قبل شروق الشمس ويرجع بعد غروب الشمس ويرجع تعبان ومرهق يأكل وينام.
وكان حمزة زعلان جدا وحزين على أبيه ، انه يعود كل يوم تعبان كدة ، وكل دا علشان يعيشوا مبسوطين، وسعداء وكان رضوان عمال يصرف فى الجنيهات الدهب هو وامه الست دلال ، وعم هلال لسه بيفكر بحيرة ياترى يا غريب عايز الصندوق هتعمل بيه ايه؟
ومرت الأيام وتعب عم هلال وكان خلاص خلص الصندوق الكبير ، وكمان رضوان الحمد لله خلص الفلوس كلها هو والست دلال من تبزير وشراء حات ملهاش اى لزمه ، وكان حمزة ديما ينصح امه وأخوة ان كدة حرام مفيش فايدة وكان حمزة بيحوش مصروفه الكبير اللى امه كانت بتديهوله كل يوم لمدة ثلاثين يوم ، وخلص الشهر وخلصت معاه الفلوس كلها وتعب عم هلال وكان يا حرام يسير بالكاد من الارهاق والتعب .
وفى اخر يوم فى الشهر يوم تسليم الصندوق ، كان رضوان مفلس وخلص فلوس اللي معاه ، وكان عايز يجيب حلويات ولبس تانى ، قال لنفسه انا سوف اراقب ابي وأروح معاه ، وهو يبيع الجوهرة فى السوق ، وأخد منه فلوس وسار ورا بابيه بطمع وجشع واختبىء داخل البير القديم حتى لا يراه احد ورأى الصندوق الكبير وفكر وقال يا ترى ماذا سيفعل الرجل بهذا الصندوق الكبير ؟
ووصل الرجل الغريب حتى يأخد الصندوق ، وكان معه ناس كتير علشان يجروا الصندوق ، وفرح الغريب بالصندوق وشكرعم هلال وخرج الجوهرة ومد يده لعم هلال وهنا رأها رضوان ومن كتر جمال الجوهرة قال رضوان : شهق رضوان وقال بصوت عالي انها جوهرة كبيرة جدا وجميلة .
وللأسف سمعه الغريب ، وقال الى عم هلال : لماذا يا يا عم هلال احنا متفقين لو حد شاف او عرف حاجه عن الصندوق مش هتاخد الجوهرة وانا هاخد الصندوق للاسف وبعدها اخذ الرجل الغريب الصندوق ولم يعطى الجوهرة لعم هلال.
وزعل عم هلال من ابنه رضوان كثيرا ، وانه عمل كدة وسئله ليه كدة يا رضوان رد وقال كنت عايز اروح معاك وانت بتبيع الجوهرة علشان تجبلى حات كتير ، رد عم هلال وقال لسه مشبعتش يا رضوان انت خلصت كل الفلوس اللى معانا وضيعت تعبى وعملى شهر بحاله ، ووقع على الارض تعبان وعيط رضوان وندم على اللي عمله ، وذهب البيت وهو ندمان وزعل حمزة على باباه ، وقاله لا تحزن يا أبي ان شاء الله ربنا سوف يعوضك عن تعبك خير، وانا معي مبلغ من المال وراح جابه لعم هلال كان يدخره من مصروفه الكبير خلال الشهر وقال له سوف اعمل معك بعد المدرسه واساعدك حتى ترجع وتخف ان شاء الله ورد رضوان هو الاخر واعتذر لابيه ووعده ألا يكون طماع واناني ولا يتدخل فيما لا يعنيه مرة اخرى مهما حدث ويقدر تضحيه والده من اجله هو واخيه .