ولو سئلت يوما عن الحب لأجبت، كيف يمكن لشخص أن يحول حياة شخص آخر بمجرد رسالة واحدة أو كلمة واحدة من العدم إلى الوجود..
كيف يعيد إليه ابتسامته المفقودة والمتناسية بمرارة الأيام، ويعيد إليه شعوره برغبته بالحياة.
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” الجزء العاشر
بعدما قرأت الفتاة هذه الكلمات، وجدت نفسها تركض تبحث عن صديقتها دون أن تدري من أين تبدأ وأين ستنتهي، ولكنها وجدتها بأكثر مكان تذهب إليه عندما تكون مستاءة وحزينة، وجدتها تصرخ وتبكي بأعلى صوتها.
لقد علمت الفتاة مدى الحزن بقلب صديقتها، ومدى حبها لصديق طفولتها، لم توقن إلا شيئا واحدا أن كل هذه الحسرة والآلام ونزيف قلب صديقتها هي من سببته لها منذ البداية.
وفي الصباح الباكر بينما ارتدت الفتاة ملابسها ذاهبة للعمل، خرجت من غرفتها فلم تجد صديقتها، بحثت عنها بكل مكان بالمنزل الذي يسكنان فيه سويا ولكنها لم تجدها، وجدت الفراش غير مرتب وكأنه كانت نائمة عليه، وإذا بصديقتها تأتي من الخارج مرتدية ملابسها الرياضية..
صيقتها: “ألم تذهبي لعملكِ حتى الآن؟!”
الفتاة: “كنت أبحث عنكِ، متى عدتِ البارحة ومتى تمكنتِ من النوم، وكيف أنهيتِ تمارينكِ الرياضية؟!”
صديقتها: “لقد أسرفت في السهر البارحة، عدت متأخرة ولكني لم أستطع النوم فآثرت الخروج لاستنشاق بعض الهواء النقي”.
الفتاة: “أخبرني هل أنتِ بخير؟!”
صديقتها بصوت متقطع: “إنني بأفضل حال، ألا ترين ذلك؟!”
دخلت صديقتها لغرفة نومها، فذهبت الفتاة لعملها ولكن قلبها حزين على حال صديقتها الذي آل إليه، وعندما أصبحت أمام الشركة وجدت مديرها الشاب حب طفولتها في انتظارها، تصنعت أمامه طباعا غير طباعها وقد انتهجتها طريقة لإبعاده عنها ورجوعه لصديقته والتي رأت استحالة العيش بالحياة دونه.
أول ما رأته الفتاة وقفت بجواره تنظر إليه وكأنها تودع الحديث معه، ظلت تنظر إليه لوقت طويل حتى كادت الدموع تنسكب من عينيها، لقد كان الشاب مشغولا بنظره لبعض الأوراق الهامة والخاصة بأعماله..
الفتاة: “صباح الخير”.
بابتسامة تدل على مدى اشتياقه وتجهيزاته لهذه الرؤية التي تلمس قلبه بكل مرة: “صباح الخير”.
الفتاة: “لماذا تنظر للأوراق بكل مكان، لهذا السبب تظل تنصدم وتتأذى”.
الشاب وقد أغلق الأوراق ونظر لعينيها مباشرة سعيد القلب بنصائحها التي لا تنفك عن إعطائها على الإطلاق: “لكِ كل ما تريدينه”.
وبينما هما كلاهما بالمضي في طريقهما، قدم الشاب ليمسك بيدها كعادتهما بينما كانا صغارا، ولكن الفتاة تظاهرت بأن جسدها يؤلمها وأخذت تلوح بذراعها يمينا ويسارا ولم تعطي الشاب فرصة بالإمساك بيدها.
شعر الشاب وكأن شيئا غريبا يحدث، ولكنه أعرض عن إحساسه وأكمل طريقه معها…
الشاب ما إن اقترب بجوارها: “هل ترغبين بتناول العشاء معي الليلة، ومن بعدها نذهب في زيارة لجيراننا القدامى، لقد اشتقت إليهم كثيرا، هل مازال يوجد محل الكعك الذي أحضرتِ لي منه كعكة باليوم الذي كنتِ تحسبين أنه يوم مولدي، أتتذكرين ذلك؟”.
الفتاة وقد اعتصر قلبها بكلامه حيث أنها لم يكن ليغيب عن بالها كل ذكريات طفولتهما سويا، كما أنها في أشد سعادتها لتذكره كل ما حدث بينهما فحاله كحالها: “لم أعد أتذكر كل ذلك، فذاكرتي مشوشة ولا أتمكن من استرجاع كل ما ذكرته من أمور”.
صعدا المصعد سويا، شعرت الفتاة بأن هناك شيئا ألم به فحاولت أن تمتص غضبه وتحول ناظره لشيء بعيد كل البعد عما يفكر به …
الفتاة: “لقد أصبحت شخصا رائعا، ولكني الآن محتارة في أمر هام للغاية، أتعتقد بماذا أناديك بالعمل وخارج العمل؟!”
ومهما قالت الفتاة اكتفى الشاب بالنظر إليها في حيرة وتعجب من أمرها.
الفتاة: “لقد كتبت لي أنك عثرت على بريدي الإليكتروني من أحد الأصدقاء، أتعلم بعدما وجدتك أشتاق كثيرا لرؤية أصدقائنا، ألا ترغب في لم شملنا من جديد؟!”
ومن جديد لم يرد عليه بكلمة واحدة، وأخيرا وصل المصعد للطابق حيث عملهما، همت الفتاة بالخروج من المصعد فأمسك الشاب في الحال بيدها قائلا: “ابقي ساكنة”.
وصعد للطابق العلوي، وهناك أراد مقابلتها قبل العمل..
الشاب: “أخبريني إذا لماذا تتصرفين هكذا؟!”
الفتاة بتلعثم في الكلام: “أنا… أفعل.. ماذا؟!”
الشاب: “حسنا سأخبركِ وأسهل عليكِ الموضوع، كل أفعالكِ تغيرت بين عشية وضحاها”.
الفتاة: “لم أرد شيئا سوى الفصل بين العمل وأمورنا الشخصية، أعتقد أنه سيكون من الغريب بالنسبة لكل من بالعمل معنا أن يكتشفوا أننا كنا زملاء بالدراسة”.
الشاب بحزن شديد: “أنحن مجرد زملاء بالدراسة؟!”
الفتاة والحزن بقلبها تخفيه على ملامحها: “هذه هي الحقيقة، إننا زملاء”..
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع:
اقرأ أيضا:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8