أحقا كنت في قربي
لعلي واهم وهما.
تكلم سيد القلب
وقل لي لم يكن حلما.
دنوت إلي مستمعا
فبحت وفرط ما بحت.
بعادك والذي صنعا
وهجرك والذي ذقت.
وحبي! ويحه حبي
تبيعك حيثما كنت.
تكلم سيد القلب
وقل بالله ما أنت؟!
قصة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج14
في هذه الأحيان كان الشاب يفكر في نفسه في الأسباب التي جعلت فتاته تتغير هذا التغير الملحوظ بين عشية وضحاها، تذكر مدى الفرحة التي كانت بعينيها والابتسامة التي رسمت على شفتيها بمجرد إخبارها بأنه يريد رؤيتها، ومدى تحولها عندما علمت أنه اكتشف حقيقة صديقتها من لوحة التكريم التي علقت بالفندق، ربط كل هذه الأحداث ببعضها البعض، واستشف السبب وراء أفعالها معه.
وجد نفسه يدق على هاتفها، وإذا بشقيقتها الصغرى تجيب على اتصاله، فيعلم منها أن فتاته بمنزل والديها، المنزل الذي ارتاد دوما على الذهاب إليه عندما كان صغيرا، المنزل الذي قضى به أجمل ذكريات طفولته، المنزل الوحيد الذي كان يحنو عليه كل من بداخله، من أم الفتاة ووالدها، أما بالنسبة لشقيقتها الصغرى فلم تكن ولدت بعد، ولم تكن قد جاءت للدنيا.
كانت الفتاة بحديقة المنزل تجلس وحيدة حزينة تفكر في الأحداث المؤخرة التي حلت عليها، وعندما دخلت المنزل وجدت مديرها جالس مع سرتها..
والدة الفتاة: “هل حقا أنت نفسه؟!، لقد كنت بدينا للغاية، ولكنك الآن في غاية الوسامة والجمال، لو أني رأيتك بالخارج قبل أن تعرفني على نفسك الآن لما استطعت تمييزك على الإطلاق”.
الفتاة بدهشة وتعجب: “ما الذي جاء بك هنا؟!”
فردت عليها شقيقتها الصغرى والتي كانت تبلغ من العمر اثنتا عشرة عاما: “أنا من أعطيته الإذن لأنه أراد مقابلتكِ وبشدة، ما العجيب في ذلك أخبريني؟!”
والد الفتاة: “ولكن أخبرني هل يشغل قلبك أحد؟!”
الفتاة: “أبي ولم هذه النوعية من الأسئلة؟!”
المدير وقد نظر لفتاته: “هناك أمل كبير للغاية في تطور علاقتنا”.
الفتاة: “إنني لا أفكر في كل هذه الأمور الآن”.
وكانت أسرتها بالكامل سعيدة لسماع هذه الأخبار المفرحة على لسان الشاب الوسيم الثري للغاية العائد من الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما شقيقتها الصغرى والتي كانت تريد أن تفعل أي شيء حتى لا تصير معقدة مثل شقيقتها الكبرى في كثير من الأمور، كل ما تفكر به وتطمح إليه هو العمل فحسب.
وبينما كان المدير مع أسرة الفتاة يتبادلون أطراف الحديث والسمر، كانت صديقة الفتاة تعاني من حزنها وحيدة وقد كسر قلبها، كانت تشعر بالاستياء من الدنيا بأسرها، لقد لمست في المدير ما لم تجده في غيره من بين كل من قابلتهم طوال حياتها ولا حتى والدها، على الرغم من تيقنها بأن معاملته المتميزة معها كانت لاعتقاده بأنها الفتاة حبيبة طفولته، لذلك حقدت على الفتاة على امتلاكها لمثل هذا القلب الذي يندر تواجده بكل الحياة.
وبينما كانت هذه الصديقة بمنزلها جاءتها والدتها والتي من الأساس منفصلة عن والدها وتعيش ببلاد أخرى بعيدا عن أرض الوطن، وعلى الرغم من أنها جاءت لرؤيتها إلا أن الفتاة قابلتها بعينين مليئتين بالدموع، ولم تبدي لوالدتها أي اشتياق لرؤياها..
والدتها: “ألم تشتاقي لوالدتكِ؟!”
لم تنطق ابنتها ولا بكلمة واحدة، والدتها: “تعالي للعيش معي، أريدكِ أن تكوني بجانبي، إنني لا أقوى على رؤياكِ بهذه الحال”.
وفي هذه الأثناء جلست الفتاة مع مديرها (صديق طفولتها) لتعلم فيما يريد رؤياها..
الفتاة وقد لاحظت شحوب وجهه: “هل أنت بخير؟!”
المدير: “لا، بسببكِ فإنني لست بخير على الإطلاق؛ لنتحدث بالخارج في الحديقة لأنني جئتكِ حيث لدي الكثير لأخبركِ به”.
خرجا للحديقة خارج المنزل حيث القمر يتوسط السماء ويسدل أنواره الفضية في جميع الأرجاء…
الشاب: “هل حقا ليس لديكِ ما تخبريني به بخصوص تغيركِ معي؟!”
صمتت الفتاة ولم تتحدث.
الشاب: “إذا لم تخبريني بشيء استنتجت السبب بمفردي”.
اكتفت الفتاة أيضا بالصمت وتجنب النظر في عينيه.
الشاب: “أتعلمي في البداية فكرت أنه ربما يكون بسبب الشاب الذي معنا بالعمل (يقصد الشاب الذي متيم بها)، ولكنني واثق من مشاعركِ؛ أخبريني أتوسل إليكِ، لا أريد أن أسيء فهمكِ أكثر من ذلك”.
وأخيرا خرجت الفتاة عن صمتها وكسرت كل الحواجز: “إنني أعلم جيدا مدى قيمة أن أكون حبك الأول، وأعلم مدى كونه مميزا، وأنت تعلم كما أنني أعلم أن الحب الأول حب فريد ومميز من نوعه، فالأشياء التي لا تعني الكثير تكون فيه براقة وجميلة للغاية وتظل مشرقة لا يمكن نسيانها بداخلنا، تحتفظ بها ذاكرتنا إلى أبد الدهر؛ ولكن كل ذلك عندما كنا أطفالا..”
وقبل أن تكمل قاطعها قائلا..
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10