إني رحلت إلى عينيكِ أطلبها
إما الممات وإما العود منتصرا.
كل القصائد من عينيكِ أقتبسها
ما كنت دونهما في الشعر مقتدرا.
صارت عيونكِ ألحانا لأغنيتي
والقلب صار لألحان الهوى وترا.
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج20
كلما غفت عيناه استيقظ فزعا على هذا الكابوس المريع، لقد أخذت منه مهمته كل تفكيره فجعلته يجافي النوم من كثرة العمل ومن كثرة التفكير في حلول وبدائل أيضا.
لم يستطع المدير الشعور بالراحة، وجد نفسه أمام منزل الفتاة، فأرسل إليها برسالة..
“إنني أمام منزلكِ هل يمكنني رؤيتكِ لثواني معدودات؟!”
كانت صديقتها نائمة، فذهبت الفتاة للخارج حيث كانت قلقة كثيرا عليه..
الفتاة: “ماذا تفعل هنا بهذا الوقت المتأخر؟!، إياك أن تخبرني بكونك للتو غادرت العمل!”
الشاب: “أيمكنكِ أن تقفِ دون حراك ولا حديث لمدة سبعة ثواني؟!”
ظلت الفتاة واقفة صامتة ولا تدري ماذا يحدث!
أطال الشاب إليها النظر بتمعن، وقام بالعد من واحد لسبعة: “حسنا سأرحل الآن يمكنكِ العودة للمنزل”.
الفتاة بتعجب شديد: “ماذا؟!”
الشاب: “لقد جئتكِ لرؤيتكِ حيث أن برؤيتكِ يمكنني أخذ بعض الراحة”.
الفتاة: “هل تشعر بصحة جيدة؟!، لا أعتقد ذلك فأنت تبدو شاحب اللون ومتعبا، ولكن أخبرني هل يفترض بك أن تفعل كل هذا بنفسك؟!، أعليك أن تعمل لهذا الحد ولا تتوقف لنيل قسط من الراحة ولو بسيط؟!”
الشاب: “أتعلمين كل ما أفعله ليس على الصعيد الشخصي، وإنما يخص أناس آخرين”.
الفتاة: “لست أفهم ما تعنيه”.
الشاب: “عندما أوكلت لي مهمة نجاح الشركة وقبلتها، لم تحمل حينها مسئولية ضياع الشركة نفسها أو حتى ضياع المجموعة بأكملها؛ ولكنني تحملت مسئولية كل شخص يعمل بالشركة، أعلم جيدا أن هناك أشخاص سيكونون بحالة جيدة، ولكن يوجد كثيرون أيضا سيتضررون من فقد أعمالهم ووظائفهم بها.
إن المسألة بالنسبة لي ليست مسألة نجاح بالمهمة أو فشل بها، ولكنها تعد مسألة أرواح علقت مصائرها بما سأفعله، لذلك لست أنوي أن أحمل ذنب أحد منهم على عاتقي، سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون سببا في ذلك”.
الفتاة: “ولكن ما تقوم به من إجهاد لنفسك والتسبب لها بعدم الراحة والتعب صعب عليك للغاية”.
الشاب: ” إن كنتِ حقا تشعرين بالاستياء على حالي فيمكنكِ إذا أن تعطيني عناقا، أوقن حينها أنني سأكون بأفضل حال، وأن كل معاناتي وتعبي سيتلاشى حينها”.
وجهت الفتاة ناظرها للأرض، واحمرت خجلا.
الشاب: “أعتقد أنني عدت مجددا للتفوه بما لا أطيق أن أكتمه بداخلي، أعذريني لأنني عدت مجددا للضغط عليكِ بعدما وعدتكِ ألا أفعل، سأرحل تصبحين على خير وتأكدي من نومكِ جيدا”.
وعندما وصل المدير للفندق الذي يسكن به، وما إن دخل جناحه الخاص وقبل أن يبدل ملابسه كان الشاب المجنون بالجناح خاصته خارجا من الحمام، لقد سار خلفه بخفة وخطوات غير مسموعة ولا يشعر بها على الإطلاق، استكان خلفه وما إن أتى المدير ليلتفت خلفه حتى وجده أمامه شبه عاريا، فزع المدير لدرجة أنه كاد أن يسقط أرضا من شدة الصدمة التي حلت به..
الشاب كاد أن يقتل نفسه من كثرة الضحك على المدير، بصوت هادئ للغاية يثير الجنون: “هل أفزعتك حقا؟!”
المدير متلعثم بالكلام ولا يستطيع تجميع حرفين سويا: “أنت؟!… بمكاني… ماذا تفعل؟!”
الشاب: “لقد كنت أشعر بالضجر، والماء بغرفتي كن ضعيفا للغاية، لذلك جئت لآخذ حماما ساخنا”.
وبينما يتحدثان جاء موظف خدمات الغرف بالطعام، أراد المدير أن يلفت انتباهه بأنه لم يطلب شيئا، ولكنه الشاب من كان يشعر بالجوع فطلب طعام العشاء.
ارتدى الشاب ملابسه وأثناء تناوله العشاء أخرج ما قام به من أعمال لمساعدة المدير بمهمته، لقد كان جالسا طوال هذه الفترة منقطعا عن الشركة، ولكنه كان يعمل.
قام المدير بالمراجعة على عمل الشاب، وأعطاه بعض النصائح للتعديل، لقد ذهل الشاب من مرجعية وثقافة المدير وعلمه بكافة الأشياء…
المدير بعدما شاهد عمله وراجعه أيضا: “أيعني هذا أنك ستعود للعمل؟!”
الشاب: “بما أن مديرنا أمسك بي بقوة قررت أن أبقى”.
المدير: “ولكن أخبرني لم هذا التغيير المفاجئ بقلبك؟!، ألم تقل بأنك لست الشخص الذي يظل في العمل لمجرد أن أحدا يريد بقائه؟!”
الشاب بنفس الهدوء القاتل: “أنا نفسي أتساءل ما الذي طرأ علي وغيرني هكذا؟!
حسنا، أعتقد أن الأمر سيكون أكثر متعة وإثارة، فكون الشركة بأكملها من الممكن أن تفقد وللأبد شعرت بكثير من التحفيز؛ الدخول بتحدي فرصة النجاح به تكاد تكون منعدمة، أعشق هذه النوعية من التحديات.
كما تعلم أنني أحمق مجنون ولا أخشى شيئا بالحياة؛ باختصار لقد قررت المضي بالأمر حتى النهاية بدلا من الاستسلام دون المحاولة…”
والشاب لم يكن حينها يقصد العمل ولا الشركة كليا، لقد كانت نيته حبه الحقيقي والفوز بقلب فتاته..
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10