حبيبتي…
لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات
أنتِ امرأة تبقى امرأة في كل الأوقات.
سوف أحبكِ عند دخول القرن الواحد والعشرين
وعند دخول القرن الخامس والعشرين.
وعند دخول القرن التاسع والعشرين وسوف أحبكِ
حين تجف مياه تجف مياه البحر وتحترق الغابات.
قصة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج23
الفتاة في نفسها: “يبدو شاحب الوجه، متى آخر وقت نام به؟!، منذ متى أكل آخر مرة؟!، ماذا يمكنني فعله تجاهه؟!، ألهمني يا إلهي”.
وما إن أنهت عملها حتى ذهبت مسرعة إليه لتسلمه له…
الفتاة بقلق: “إليك الملف، ولكن هل تشعر بخير الآن، لقد أصبت بنزيف بأنفك مؤخرا، فبماذا تشعر الآن؟!”
المدير: “إنني بخير”.
الفتة: “ولكنك لا تبدو بخير على الإطلاق”.
المدير: “وكيف أجعلكِ تصدقين أنني بخير؟!، أرفع لكِ بالكرسي (وقد رفع حقا الكرسي الثقيل الذي كان يجلس عليه)، أرفع المكتب ( والذي يعد ثقيلا للغاية، وقد وضع يديه أسفله بنية رفعه)”.
الفتاة: “لا.. لا.. لا تفعل، حسنا لنقل أنك بخير”.
المدير وقد ملأت قلبه السعادة: “إنني أشعر بشعور جيد للغاية، أشعر بالرضا والسعادة الداخلية لكونكِ تشعرين بالقلق تجاهي”.
الفتاة تتهرب من نظراته ومن حديثه الذي يثير المشاعر بقلبها: “حسنا، اعمل بجد أيها المدير”، وغادرت مكتبه لمكتبها مع الفريق.
عهد لملفها لمراجعته قبل نشره، وأمسك بالفنجان الذي أمامه وارتشف منه، وإذا به يجده ليس بطعم القهوة الذي طلبه.
نظر للفنجان وإذا به يجد قصاصة من الورقة ملصوقة عليه، كنت من الفتاة لقد أعدت له هذه الأعشاب خصيصا لأجله والتي بطبيعتها مفيدة لعلاج نزيف الأنف؛ تضاعفت سعادة قلبه لمدى اهتمامها به والنابع حقا من حبها الصادق من صميم قلبها إليه.
كانت الفتاة قد كلفت بكتابة مقال آخر، والذي أنهته وعندما جاءت تقدمه للمراجعة لمن هي أعلى منها بالفريق اعتذرت لها بشدة لضرورة ذهابها للاجتماع، في هذه اللحظة تدخل الشاب ..
الفتاة: “حسنا لا عليكِ، ولكن أرجوكِ أن تلقي نظرة عليه فور انتهائك من الاجتماع”.
تدخل الشاب قائلا: “بدلا من ذلك أقترح أن أراجعه بدلا عنكِ، لدي ميول في إعطائها الكثير من النصائح وتوبيخها أيضا، لذا لأجلكِ أنتِ سألقي نظرة على مقالها بالنيابة عنكِ”.
الموظفة الأعلى: “أيها الشاب أرجوك اعتنِ بها جيدا، أراكما لاحقا”.
صرخت الفتاة: “لا.. لا، أرجوك عندما تتسنى لكِ الفرصة ألقي نظرة..”، ولم تكمل.
الشاب: “بأي حق أراكِ غير مرتاحة بقبول عرضي لألقي نظرة على مقالكِ؟!، أأنتِ مرتبكة مني؟!”
الفتاة متظاهرة بالابتسامة: “الأمر ليس كما تعتقد، لدي أسبابي أيضا لأعتذر منك مثلما اعتذرت مني هي”.
فتح عين وأغلق الأخرى: “إذا دعينا نجعل العملة من تقرر، إن كان وجهها العلوي فسألقي نظرة على مقالكِ، وإن كان السفلي فلن أفعل، اتفقنا؟!”
الفتاة بكل ثقة بنفسها: “لا”.
وكعادته لم يهتم لأمرها ولا لما تريده، ألقى بالعملة عاليا والتقطها بيده، وعندما رفع يده كانت الكتابة (الوجه السفلي للعملة).
الشاب بفرحة: “إنها الكتابة، سألقي نظرة على مقالكِ في الحال”.
الفتاة وقد صرخت عاليا في وجهه: “كيف للكتابة أن تكون بالأمام، إنها بالخلف، وقد سبق وقلت ذلك أنت بنفسك”.
الشاب: “أنتِ محقة فالكتابة الوجه السفلي للعملة، ولذا سنجتمع من أجل مراجعة المقال بعد عشر ثواني”، وغمز لها بعينه.
كانت الفتاة تكاد تفقد ما تبقى من عقلها من كثرة ما يفعله بها الشاب، أخذت تتساءل مع نفسها عن إذا ما كانت الكتابة الوجه الأمامي أم الخلفي للعملة”.
وبالفعل اجتمعا لمراجعة المقال، وما إن أمعن الشاب في قراءته…
الشاب: “أحقا أنتِ من كتبتِ هذا المقال؟!”
الفتاة بسعادة: “نعم، إنه أنا من قام بكتابته”.
الشاب: “حسنا، إن البنية الأساسية والموضوع كلاهما عظيمين، ولكن انظري، إن لم تستطيعي جذب انتباه القارئ من السطر الأول، فلن يكون مقالكِ نافعا مهما ما كان به من احتواء.
انظري لهذين المقالين، إنهما عن الموضوع نفسه، ولكن أيهما جذب انتباهكِ وحفز فضولكِ لقراءته…”
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10