حبيبتي…
أحبكِ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
أحبكِ بكل إحساس لدي متلهف.
قيل عن الحب أنه يأتي بدون أسباب، لا يأتي بمال ولا يؤخذ بجمال، وإنما هو قدر.
وأصدق حب هو الحب الطفولي حيث تكون المشاعر صادقة لم تتلوث بعد بما في الحياة والحسابات لأجلها، والحب الأبقى هو ذلك الحب الطفولي.
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” الجزء التاسع
الفتاة: “ألم تأتي إلي بعدما أخبرتك صديقتي بكل شيء؟!”
هز المدير برأسه نافيا كل شيء، وأعلمها بما حدث بينه وبين صديقتها بالفندق، وكيف أنه اكتشف عن طريق الصدفة باسمها الحقيقي.
هرعت الفتاة من شدة صدمتها بما علمته منه، وركضت بعيدا عنه دون أن تستأذن منه في الرحيل أو تودعه حتى.
كان همها الأول والأخير حينها أن تجد صديقتها، وبالفعل عادت للمنزل ووجدت صديقتها به، كان يبدو عليها الحزن الشديد ولكنها تظاهرت بأنها بخير..
الصديقة: “لماذا عدتِ باكرا؟!، ألا يفترض بكِ أن تكوني الآن مع صديق طفولتكِ؟!”
الفتاة: “أخبريني هل أنتِ بخير؟!، أخبريني ما بالكِ؟!
لقد علمت بأنكِ لم تخبريه شيئا، وأنكِ أيضا لم تنالي الفرصة لتبرري موقفكِ أمامه”.
الصديقة تنهدت ونظرت للأرض: “أتساءل ما الذي فعلته بكِ؟!، لقد كان عقلي مشوشا، كان ينبغي علي أن أبخركِ بكل شيء بوقت مبكر بكثير عن هذا الوقت الذي نحن به”.
صمتت وأردفت قائلة: “إنني حقا آسفة على كل ما فعلته بكِ”.
الفتاة: “لماذا تقولين هذا؟!، أنتِ أخبرتني بأنكِ ستشرحينه له كل شيء بنفسكِ، وستعود بذلك كل الأمور لطبيعتها، ولن يوجد مجال لكل ما تقولينه سيعود كل شيء كما كان عليه من قبل، أخبرتني أن علي الانتظار..”
قاطعتها صديقتها قائلة: “لقد كان سيعرف كل شيء اليوم في كل الأحوال، لقد كنت سأخبره بكل شيء غير أنه اكتشف الحقيقة قبلها بساعة”.
كانت الفتاة تشعر بشعور من الغرابة مختلط بالقلق على صديقتها، وأنها تخفي عنها بكل تأكيد مشاعرها، كانت تظهر على ملامحها علامات الحزن..
الصديقة: “سأذهب في نزهة مع أصدقائي، لا تنتظريني لأنني سأتأخر كثيرا في العودة”.
حاولت الفتاة المكوث معها لقليل من الوقت تكتشف ما أصابها من هم، إلا أنها غادرت المنزل مسرعة لدرجة أنها نسيت هاتفها.
سمعت الفتاة صوت رنات هاتفها، وإذا بالمتصل إحدى صديقاتها من العمل من يفترض بها أنها خرجت للتنزه معهن، وعندما كانت الفتاة في طريقها للخروج من غرفة نوم صديقتها لاحظة ورقة مقطعة بالمهملات، التقطتها وجمعتها لتقرأ رسالة حزينة وبها الكثير من الكلمات التي أوجعت قلبها على صديقتها…
أعجز عن معرفة من أين ولا كيف أبدأ لأشرح لك ما حدث، أنا على يقين بأنني لن أتمكن كليا وأنه فوق قدرتي أن أحدثك عن كل ذلك وجها لوجه، لذلك آثرت أن أكتب لك برسالة أخبرك فيها بكل شيء.
في البداية لا أريد سوى الاعتذار منك، إنني حقا في غاية الأسف والندم على ما فعلته بك، لا يوجد شيء يمكنني قوله سوى أنا آسفة حقا!
كان من العجيب من البداية أنك كنت تظهر أمامي في حياتي بكل وقت عصيب مررت به، وبكل مرة تعاملت فيها معي بهذا الشكل الذي جعلني أشعر بطعم السعادة بالحياة، جعلتني أتمسك بوجودك بحياتي أكثر فأكثر.
إنني أعلم أن لك ما قلته لي وفعلته معي لاعتقادك بأنني هي، لقد اختلط علي الأمر فظننت لوهلة أنني هي، لذا أصبحت أنانية وسيئة للغاية في الآونة الأخيرة، لقد أخذت حقا ليس من حقي، وراوغت به وبدلا من إخبارك بالحقيقة فضلت أن أبقيك لنفسي وأحتفظ بك.
طوال هذه الفترة التي ظننت بها أنني هي، إنني حقا أوقن أن الفتاة التي تحبها من كل قلبك هي صديقة طفولتك، ولن يكون أحدا غيرها؛ لذلك إنني حقا آسفة على جعلك تشعر بكل هذا الاستياء وعلى سلكك لكل هذه الطريق الطويلة بلا سبب، آسفة على دخولي بحياتكما دون استئذان، إنني حقا آسفة ولا أجد كلمة أعبر بها عن شدة ندمي سوى غيرها.
بعدما قرأت الفتاة هذه الكلمات، وجدت نفسها تركض تبحث عن صديقتها دون أن تدري من أين تبدأ وأين ستنتهي، ولكنها وجدتها بأكثر مكان تذهب إليه عندما تكون مستاءة وحزينة، وجدتها تصرخ وتبكي بأعلى صوتها.
لقد علمت الفتاة مدى الحزن بقلب صديقتها، ومدى حبها لصديق طفولتها، لم توقن إلا شيئا واحدا أن كل هذه الحسرة والآلام ونزيف قلب صديقتها هي من سببته لها منذ البداية.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع..
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8