واليوم أستكمل معكم موضوعنا الذي بدأته عن الجن وكل ما يخص الجن ، لقد ذكرت لكم في المقالات السابقة عن الجن وتعريفهم وزواج الجن من الأنس ، وماذا يأكلون وأين يعيشون واليوم أستكمل معكم الموضوع في موقص قصص واقعية ، في مقال بعنوان عالم الجن وكل ما يخصه بين الحقيقة والخيال الجزء 3وللرعب وجوه كثيرة
عالم الجن وكل ما يخصه
كما اخبرتكم في المقالات السابقة فالجن أي الشيء المخفي الذي لا يرى ، فهي كائنات تستوطن عوالم الخفاء في كل مكان من حولنا ، كما انهم غير مرئيين للبشر في الأحوال العادية والحياة اليومية ، ولكن يمكن رؤيتهم من بعض الأشخاص ليلا ، كما قلنا بعد منتصف الليل، ما عدا ليلة الجمعة فيستغلها الجن للتسكع في عالمنا حتى صباح يوم السبت ، وقلنا بأن الجن لا يظهر بصورته المرعبة بل يظهر على أشكال بعض الحيوانات والحشرات ، قال بعض الصحابة نزلنا مع رســول الله صلى الله عليه وسلم منزلا في بعض أســـفاره , فخرج لحاجته , وكان إذا خرج لحاجته يبعد , فأتيته بأداوة من ماء , فســمعت عنده خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألســنتهم ولا أرى أشخاصهم ,, فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إختصم الجن المســلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم , فأسكنت الجن المسلمين الجُلَّسْ , وأسكنت الجن المشركين الغور ))
عالم الجن بين الحقيقة والخيال بقلم منى حارس ج2
ويوجد الجن في اماكن النجاســـات والقاذورات , كاماكن وجود روث الإبل , والحمامات , والمراحيض , والمزابل والأماكن الموحشــة كالأودية والقبور , ومواضع القتلى , وبيوت الأصنام فقد كانت الجن تدخل في الأصنام وتخاطبهم ، حتى جاء النهي عن الصلاة في تلك الأماكن لأنها مأوى الشياطين ومن مساكنهم الجحر , كره البول فيه كذلك ، والبياض المتخلل بين الزرع ويسمى القزع ، وقد جاء الحديث نهي الرجل أن يتغوط بالقزع لأنه مســــكن الجن .
عالم الجن ما بين الحقيقة والخيال كل ما يخص ذلك العالم الغامض وما قيل عنه الجزء 1
ولقد حدثتكم عن ابليس ، والتسع التي تساعده وعونا له في الارض ، لما نزل إلى الأرض مطرودا مذءوما مدحورا , قال يا رب , أنزلتني وجعلتني رجيما , فاجعل الله له الكثير ، عن ثابت رضي الله تعالى عنه قال (( بلغنا أنّ إبليــس قال يا رب إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة فسلطني , قال صدورهم مســاكن لك , قال ربي زدني , قال لا يولد لآدم ولد إلا ولك عشـــرة , قال ربي زدني قال تجري منهم مجرى الدم , قال ربي زدني , قال إجلب عليهم بخيلك ورجلك , وشــاركهم في الأموال والأولاد فشكا آدم عليه السلام إبليس إلى ربه , قال يا رب إنك خلقت إبليس , وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضا , وسلطته عليّ وأنا لا أطيقه إلا بك , قال لا يولد لك ولــد إلا وَكلّتُ به ملكين يحفظانه من قرناء الســوء , قال ربي زدني قال الحسـنة بعشـر أمثالها , قال ربي زدني قال لا أحجب عن أحد من ولــدك التــوبة ما لم يغرغر ))
وفي النهاية اود ان اخبركم شيئا هاما جدا لابد ان تعرفوه ، وهو ان الاتصال بعالم الجن أو الاستعانة بهم في أمر من امور الحياة، سواء في امر مباح أو مشروع هو كُفر بالله وشرك عظيم ، لذلك فلا يجوز لك مصاحبة الجن حتى ولو كانوا مسلمين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعن بهم لا في الجهاد، ولا في معرفة الأخبار عن أحوال العدو ، ولا فى شيء من ذلك مع أنه مرسل إليهم صلى الله عليه وسلم، وقد بلغهم رسالة ربه ، فكانت هذه من أفعال أهل الجاهلية فكانوا إذا نزلوا وادياً أو مكاناً خالياً قالوا:
– ” نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه … ” يقصدون كبير الجن فحرّم الإسلام ذلك، قال تعالى: “وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً “وقد أبدلهم النبي صلى الله عليه وسلم خيراً منه فقال عليه الصلاة والسلام ” “من نزل منزلاً ثم قال:-
” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ” رواه مسلم
وهذا الاستخدام والاستمتاع سيعاقب الله الكافرين عليه من تسخيرهم للجن قال تعالى : “ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم” فالجن لا يخدم الإنس إلا إذا قدم له شيئا، وهذا هو استمتاع بعضهم ببعض كما أن استخدام الجن في بعض الأمور المباحة أو الطاعات ذريعة للشرك، وقاعدة “سد الذرائع” ، تمنع من ذلك لما فيه من مخاطر عديدة على عقيدة المسلم فعلى الانسان البعد عن كل الأمور التي تجره إلى الذنب الذي لا يغفره الله تعالى.