عبر من الحياة , نهر الجنون !
احكى لكم قصة جميلة فى عبر من الحياة قصة معبرة تجسد كثير من الحقائق فى مجتمعنا اليوم و ما اصابة من امراض الغش و الخداع و انتشار هذة المبادئ الخبيثة حتى اصبر من يخالفها هو المخطأ الذى يتهمه غيرة بالجنون و يسخر منه ! فانتشر الفساد و ابتعدنا عن الدين و الفطرة السليمة و المبادئ النبيلة ! فهل شربنا جميعا من نهر الجنون ؟! ام هناك من بقى متمسكا بعقله ؟!
نهر الجنون
كان فى قديم الزمان مدينة هادئة يجرى فيها نهر جميل يشرب منه جميع سكان المدينة و لكن ذات يوم نزل طاعون الجنون فى هذا النهر و اصاب كل من شرب منه الجنون . و هكذا معظم سكان المدينة و كانو يجمتعون و يتكلمون بلغة لا يفهمها العقلاء الذين لم يشربو من النهر بعد . و لكن مع الوقت انتشر المرض بين سكان المدينة جميعا و قد حاول الملك ان يحارب هذا الطاعون فنادى على وزيرة قائلا : اين الملكة ؟ رد الوزير : الملكة قد جنت يا مولاى و قد ذهبت الى الطبيب تشكو جنون زوجها الملك ! فسألة الملك و اين الطبيب . رد الوزير : قد جن الطبيب يا مولاى . فتعجب الملك و قال اذن اين الحراس . رد الوزير : قد جن جميع الحراس يا مولاى . وللاسف لم يبقى فى هذة المدينة اى شخص عاقل سوى انا وانت . فالجميع قد شرب من النهر و اصابة الجنون و اصبح الجميع يدعى العقل و ان الذى يم يشرب من النهر هو المجنون !
قال الملك : ما هذة السخافات , هم قد شربو من النهر و لذلك هم من اصابهم الجنون و ليس نحن لاننا لم نشرب . فرد الوزير : الحقيقة يا مولاى انهم يظنون ان من شرب من النهر لن يصيبه الجنون و لذلك قد شربو جميعا حتى يتجنبو الاصابة بالجنون! وبالتالى إننا مجنونان لأننا لم نشرب….ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن… هم الأغلبية… هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة… هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون…
فكر الملك ثم قال : اذن اعطنى كأس من هذا النهر فان الجنون هو العيش عاقلا فى دنيا المجانين !
هنا وقف الوزير مفكرا بعد ان شرب الملك من النهر و اصابة الجنون هو الاخر هل يشرب ايضا من النهر ام لا , ماذا يختار ؟ الجنون ليحيا بهدوء أم العقل ليحيا بكرامة ؟!
العبرة من القصة : بالتاكيد الخيار صعب , عندنا تكون انت على حق و تتفرد بقناعة سليمة او بفطرة نقية و تجد كل من حولك قد اصابهم الغش و الخداع و الرشوة و النصب و الكذب و تصبح هذة القيم السائدة فى المجتمع و كل من خالفها يتعرض للسخرية و النقد و يصبح هو المجنون ! هنا يأتى الاختيار , هل تخضع لهذا الجنون المنتشر و تشرب من النهر ام تتمسك بعقلك و مبادئك ولا تقرب نهر الجنون ؟!
واعلم ان الكثيرين من الحاقدين الذين اصابهم الجنون سيعرضون عليك الكأس لتصبح مثلهم و هنا يأتى دورك و اختيارك .
اذا اعجبتكم القصة يمكنك قراءة المزيد من القصص الجميلة من خلال زيارة : قصص واقعية .
هل جن الوزير