واحيانا تحدث الصدف الغريبة بالحياة ، فلا نملك امامها سوى الضحك بقوة من شدة سخريتها وبانها تأتي في أوقات غريبة ، واليوم أقدم لكم قصة كوميدية مضحكة بعنوان عودة أبو وديع بقلم منى حارس

عودة أبو وديع
قررا الزوجان الشابان أن يهربا من ذلك الحر وأن يذهبا لقضاء عدة أيام في البحر بالساحل الشمالي ، وبعد أن حجز الزوج في الرحلة وقررا السفر ، اتصل مدير الزوجة بالشركة يخبرها بأنها لابد أن تحضر للعمل صباحا فهناك بعض الأعمال الهامة لم تنتهي منها ، اضطرت الزوجه تأجيل سفرها ليومان أخران لتنتهي من عملها ، وقالت للزوج أن يسبقها إلى هناك حتى تأتي إليه في الرحلة القادمة ، وافق الزوج على مضض وهو حزين جدا ، ولكنه لن يضيع يومان دفع ثمنهم مسبقا .
ذهب الزوج ووجد بالغرفة كل شيء مريح وجميل ومنظم وهناك ، جهاز كمبيوتر ووصلات النت وشبكات واي فاي وكل سبل الراحة التي يتمناها المرء في اجازتة ، فقرر أن يرسل لزوجته رساله على بريدها الالكتروني ليفاجأها بالأمر بأن هناك نت ويستعجلها بالمجيء والقدوم ، فأرسل الرساله ولكن الزوج من شدة انفعاله وحماسة كتب حرف خطىء واستبدل الحروف ، فارسلت الرساله إلى شخص أخر ، وكان هذا الشخص هو سيدة مسنه تدعى ام وديع ، ارمله عندها خمسون عاما .
كانت أم وديع عائدة من المقابر للتو بعد دفن زوجها أبو وديع من ساعة بمقابر العائلة ، فلقد رحل أبو وديع للابد وانتقل لجوار ربه مساءا ، ولم تستطع الحاجة ام وديع بفتح الايميل الخاص بها والتحدث مع اصدقائها بحريتها كما تفعل كل يوم وابو ديع في العمل دون علمه ، لان ابو وديع كان يمنعها من استخدام النت ومن اي شيء بالحياة ، ويحبسها في المنزل فكانت هي تستغل مغادرته المنزل لتفعل ما تريد ، فلقد كان ابو وديع لا يدعها ولا يسمح لها بالجلوس على الكومبيوتر ، ولا الفيس ولا الواتس ولا الماسنجر ولا الميل السري ، فكانت تدخل وهو في العمل حتى مات ابو وديع وارتاحت منه ودفنته منذ قليل وكانت سعيدة ، وجلست على الكومبيوتر براحة تشاهد الايميل والرسائل باستمتاع وامان شديد ، وهنا صرخت ام وديع برعب مناديه على ابنها وديع ، وبعدها دخل وديع ليجد امه فاقدة الوعي ، على الارض وعيونها مفتوحة بذهول لا تتحرك والكمبيوتر مفتوح وصفحة الايميل مفتوحة على رسالة ورساله مفتوحة مكتوب فيها :
زوجتي العزيزة الغالية شريكة دربي لسنوات طويلة ورفيقة الروح ..
لقد وصلت بخير الآن واردت ان اجعلك تطمئنين علي يا غالية والحمد لله ، لا تتفاجئي يا عمري بالله عليك ، لإنك سمعتي أخباري عن طريق الإنترنت ، الآن يا زوجتي الحبيبة بقي عندهم هنا كمبيوتر وكل حاجة ، والواحد يقدر يرسل أخباره للأحباب والاصحاب ، عموما أنا لسه واصل حالاً ، وأتأكدت إن كل حاجه جاهزة لوصولك يا عمري عندي يوم الجمعة القادمة إن شاء الله ، سوف أنتظرك إشتقتلك كتير يا قلبي ، وأتمني تكون رحلتك مريحة وهادية ، نفس رحلتي الجميله كانت حلوة وهادية ، علي فكرة قبل ما أنسى لا تجلبي معاكي هدوم كثيرة يا حبيبتي ، لأن الجو هنا جهنّم يا حياتي نار حامية لا تتأخرى سوف أنتظرك الجمعة القادمة الساعة اثنين الظهر بعد صلاة الجمعة يا عمري ، سانتظرك يا حياتي كل حاجة جاهزة لا تقلقي .