وبعد أن تحدثنا عن غزوة مؤته في المقال السابق ، اليوم أخبركم عن غزوة تبوك فلنتعلم ونعلم أولادنا أهمية الفتوحات الإسلامية ، ولماذا قام بها النبي عليه الصلاة والسلام ، والمسلمون والصحابة الأولين ، وما الغرض منها فلم يأتي الإسلام ، وينتشر بحد السيف كما يدعى المستشرقون ، ولكن ديننا الحنيف دين رحمة وتسامح لنشر أسمى تعاليم الله عز وجل وكتابه الكريم ، ولكل غزوة من غزوات النبي كان لها هدف وسبب ، كان النبي قبل أي غزوة يوصى المسلمون ، بألا يقتلوا طفل ولا أمرأة ولا شيخ ولا يدخلوا بيت للعبادة ولا يقاطعوا عابد يتعبد في بيته ، ولا يهدموا منزل ولا يقطعوا شجرة ، فأين نحن اليوم من تلك التعاليم السامية والتحذيرات التي كان عليه أفضل الصلاة والسلام يعاقب عليها من يخالفها ، أين نحن من تعاليم ديننا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، ولذلك قررت أن انشر لكم بعض المقالات المفيدة عن تاريخ الدين الإسلامي وبعض الغزوات الإسلامية بأسلوب مبسط لنعلمه لأولادنا ، اليوم أتحدث معكم عن غزوة تبوك وما الذي حدث فيها ، في مقال بعنوان غزوة تبوك ج1 من الغزوات الإسلامية من التاريخ الإسلامى .
غزوة تبوك ج1
عاد المسلمون من غزوه مؤته خاسرين ، والعيون مازالت تتطلع الى القدس الشريف وبيت المقدس وأهميته ومعزته في القلوب ، لقد وقعت أحداث كثيره بعد غزوه مؤته في العام التالي مباشرة ، لقد كان فتح مكه العظيم ، فصار المسلمون والرسول صلى الله عليه وسلم ، وخلفة ألآف من المسلمين الذين دخلوا في الإسلام منهم من يحمل السلاح ، ومنهم من لا يحمل أي سلاح ، الحماس والفرح والعيون مشتاقة لدخول وفتح مكة ، وكان كل هؤلاء المسلمون خلف الرسول الكريم لفتح مكة المكرمة ، وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال ” يا أيها الناس إن الله حرم مكه يوم خلق السماوات والأرض ، وهي حرام فهي حرام الى يوم القيامه ، لا يحل لإمرء أن يؤمن بالله واليوم الأخر أن يسرق فيها ، ويسفك الدماء او يقطع شجرة ، أو تحل لأحد كان قبل ولا تحل لاحد يكون بعد ، ولم تحل إلا هذه الساعه غضبا على أهلها ، حتى ترجع حرمتها فليبلغ الشاهد منكم الغائب ” ، اما أهل مكه الذين طالما أذوا الرسول ومن تبعه من المؤمنين طوال سنوات عديدة ، واستمر بهم الحال وكانوا يقاتلوا من أمن بالله ثم اخرجوا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام منها ، وهي أحب البلاد الى قلبه .
اقرأ ايضا
غزوة مؤتة غزوة الشهداء أول معركة بين المسلمين والروم من الفتوحات الإسلامية
نظر الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلى أهل مكة وقال لهم ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ، عندما رفع أحد المسلمين وقال هذا يوم الملحمه ، رد الرسول صلى الله عليه وسلم ، قائلا بل هذا يوم المرحمة ، و بعد هذا بسنتين ، كان النبي يدير امور المسلمين ، وأمور الحكومه الإسلاميه التي كانت في المدينه ، ويتم نشر الإسلام في ما تبقى من أرجاء شبه الجزيره العربيه ، وكانت اخر غزوه داخل الجزيره العربيه ، وهي غزوه حنين وبعدها معاهده الطائف ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصفي ما بقى في الداخل من القبائل اليهوديه ، وامام حدود الدوله الناشئه كان الروم يتابع وينظر الى هؤلاء العرب الجداد في دهشه وذهول ، يفكروا في ان تضربهم ضربه ساحقه قبل ان يشتد خطرهم ، وينتشروا وسط هذا العمل الكبير متعدد الجوانب ، متشعب الاتجاهات ، ومع كل هذا ظل القدس الشريف هدفا عظيما ، يتطلع اليه المقيمون من بعيد .
اقرأ ايضا
قصة غزوة بدر الكبرى وأحداثها من قصص الأطفال عن السيرة النبوية
ودع الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج في غزوه كبيره و بعدد كبير من المسلمين الى بلاد الشام ، وكانت تلك هي المرة الثانية التي يخرج فيها المسلمين لخارج حدود شبه الجزيرة العربية ، وخترج حدودهم لبلاد الشام ، و كانت غزوه تبوك التي جاءت بعد فتح مكه ، و بعد غزوه حنين ، و اين تقع تبوك تقع تبوك في اقصى شمال الجزيره العربيه ، وعلى مقربه من حدود الشام خارج حدود الجزيرة العربيه في ذلك الزمن ، وعلى مسيره 20 يوم وليله من المدينه المنورة ، وعلى مسيره يوم او يومين من بيت المقدس ، انها مكان بعيد جدا ، وصرح الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين ، الوجهه التي سوف يذهبون اليها ، وهو ما لم يعلنه في بعض غزواته السابقة ، فلقد كان يعلن عن اتجاه غزوة ولكنه كان يسير في اتجاه اخر حتى لا يعرف العدو فيتتبعه ، و لا يتوقع أن هذه المره أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم منه متجهه الى الشام ، ونادى الرسول صلى الله عليه الصلاه والسلام الى المسلمين ، ودعاهم الى المشاركه في الغزوه ، والتطوع فيها دون امر وتكلييف ، وتطوع عدد كبير من المسلمين .
اقرأ ايضا
هجرة المسلمين إلى الحبشة من السيرة النبوية للأطفال
واشترك وتطوع عدد كبير من المسلمين بعد أن عرفوا ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج في الغزوة بنفسه ، وهو حين اذا قد شارف سن الستين ، ولكن عدد اخر من المسلمين تقاعس عن المشاركه في الغزو ، فقدها ساورهم الشك في حكمه هذه الغزوه المتجهه الى مقابلة جيش الروم الكبير ، ومهما يكون عددهم الان ومهما تكن قوتهم فهم قلة ، لا قبل لهم من محاربه الامبراطوريه الكبرى للرومان ، وكان الموعد المحدد للغزوة ، كان اشد فصول السنه حراره ، وهي في الايام التي ينتهي فيها الصيف ، قبل ان يبدا الخريف ترتفع الحراره الى درجه مخيفه ، وبعد ان اختزنت الأرض حراره الشمس طوال شهور الصيف ، فتصير رمال الصحراء وحصاها قطعه من الجمر ويشتعل الجسم بالسخونه ، فلن يكفيهم الماء والزاد في رحله طويله ، في الصحراء حتى يصلوا الى الشام ، فاخذ بعض المسلمين يتقاعس ويتهرب وراح بعضهم يثبت مع النبي عليه الصلاة والسلام ويسانده ، ويقدم له كل شيء من اموال وما يستطيع من تقديمه .
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قد اعتزم ان يقوم بهذه الغزوه وأن يقودها متجها إلى الشام وأخذ يحث المسلمون على أن يتبرعوا من اموالهم قدر ما يستطيعون ، اما من ليس عنده فيكفي تحمله عبر الرحله الطويله في شعاب الصحراء ، كل هذه المتاعب والمشاكل في تكوين الجيش وتجهيزه ، وجعلهم يطلقون عليه اسم جيش العسره ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم استطاع ان يعد جيش من 30000 جندى ، وكانت الكتيبه أكبربكثير من التي صارت قبل سنوات قليله في غزوه مؤته ، وفكر الكثيرين فلماذا كل هذا الجهد والعناء والتصدي ، لاكبر الأعداء إلا أن يكون هناك هدف كبير وعزيز جدا يريد المسلمون الوصول إليه ، ولا يمكن أن يكون الهدف المقصود هو ملاقاه الروم ، أو الأشتباك في معركه لا تعادل فيها بين الطرفين ، ولا يمكن ان يكون الهدف هو مجرد اظهار قوه المسلمين ، عندما سمعوا ان الروم يفكرون في الهجوم على المسلمين ، ويريدون ضربهم بقوة وضرب المسلمين نظرا لذيادة نفوز المسلمين وزيادة اعدادهم ، ولكن لم يكن هدف النبي عليه الصلاة والسلام لابد أن هناك هدف كبير واسمى غاية .
لبذل كل هذا الجهد والعناء والصبر والتحمل وحتى انه اكثر ما تكون بالتضحيه من أجل إثبات قوتهم أمام الروم والفرس ، ولابد ان يكون الهدف الذي اتخذه المسلمون من أجل غزوتهم هذه الى بلاد الشام هدفا ساميا واكثر من خلافات شخصية واظهار قوة أمام العدو ، هو ذلك المكان المحفور في القلب وتتهافت إلية القلوب وتحنوا له وهو بيت المقدس والقدس الشريف ، وصل المسلمون تبوك وعسكروا فيها 20 يوم وظلوا جالسين هناك هناك ، منتظرين ..
يتبع مع باقي غزوة تبوك وماذا حدث في باقي الغزوة وهل انتصر المسلمون واستردوا بيت المقدس ، أم هزموا وكان معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه على رأس الجيش المتجه لبلاد الشام