فتنة خلق القرآن باختصار للكبار والصغار
نقدم لكم هذه القصة من موقع قصص واقعية بعنوان فتنة خلق القرآن باختصار للكبار والصغار ، وهي قصى تحكي ما يسميى بفتنة خلق القرآن أو محنة خلق القرآن التى كانت في العصر الأموي ويقول من خاض في هذه الفتنة أن القرآن مخلقو وليس كلام الله وينفي قدسية القرآن.
فتنة خلق القرآن
في أيام الخليفة المأمون ظهرت فكرة غريبة كان أساسها أن القرآن من مخلوقات الله، فقد كان من عادة الخليفة المأمون أن يناقش القضايا المختلفة في مجلسه، فناقش في مرة من المرات فكرة أن القرآن مخلوق أم ليس مخلوق، وعندما ناقشها رد عليه كل الحاضرين وقالوا أن القرآن كلام الله تعالى وأنه لم يخلق، لكن المأمون ومؤيدوه أصروا على رأيهم وهو أن القرآن مخلوق، وكان ممن يؤد هذه الفكرة جماعة تسمى المعتزلة وسموا بهذا الاسم لأنهم يؤمنوا بعلم الكلمة ويقوموا بتوضيح أي نص قرآني على ما يناسب العقل، واعتمدوا على النقل لدرجة انهم نفوا بعض الصفات التي يتميز بها الله تعالى وقالوا أن القرآن مخلوق وليس كلام الله تعالى.
وكانت فتنة خلق القرآن أخطر فتنة في العصرين الأموي والعباسي، حيث اعتمدوا على النصوص في إثبات وجهة نظرهم، وقالوا أن القرآن يحتوي على نصوص تتعارض مع بعضها البعض، لذا فإن نصوص القرآن كانت خالية من صفة الاستمرار للأبد، وقال القاضي عبد الجبار أحد كبار مؤسسي فكر المعتزلة أن القرآن وحي الله لرسول صل الله عليه وسلم فهو مخلوق نزل لمحمد صل الله عليه وسلم كإثبات للنبوة فكان مرجع لكل حرام وكل حلال، ولقد نفوا أيضا صفة إعجاز القرآن الكريم منه فقللوا من أهمية روعة وجودة اللغة العربية المذكورة في القرآن الكريم.
ولقد حاولت الكثير من الآراء إثبات وجهة نظهرهم أمام رأي المعتزلة، فأحمد بن حنبل قال أن القرآن كلام الله وليس مخلوق وليس من خلقه ومن قال غير ذلك فهو كافر، وأيد كلامه الإمام ابن أبي العز الحنفي، وقال الأباضية الموجودون في المغرب وعمان رأيان فقال البعض أن القرآن مخلوق ولم يكفروا أصحاب الرأي الثاني ممن يرون أن القرآن كلام الله، ولكنهم اختلفوا في أمور أخرى استمر فيها النقاش مدة طويلة فخافوا أن يقعوا في الفتنة ففضلوا أن يتبعوا ما وصل له السلف الصالح السابق وعدم الحديث عن خلق القرآن أو ما يخصه من فتنة.
وللفتنة أثر عظيم حاول الخليفة المأمون من خلاله فرض كل التحكم على كل الفقهاء وعلماء الدين، فلقد حاول أن يكون هو المتحكم بكل المذاهب والمدارس الدينية وقتها ولقد نصب نفسه خليفة الله في الأرض ومن ورث من نبي محمد صل الله عليه وسلم والحامي للإسلام وما يخص الإسلام، ولكن لم يثبت أنه رفع قدره فوق قدر ومكانة القرآن الكريم على الرغم من أنه فسر بعض آيات القرآن الكريم على حسب هواه ورأيه الغريب الذي كان يريد به أن يكون رأيه هو أساس ملامح الإسلام الصحيح.
وبهذا يكون المأمون والمعتزلة هم أساس الفتنة وفعلوا ذلك لكي يسيطروا على الدين والقانون ضمن حدود الفقه والثقافة وفي تحدي صارخ للأطراف الأخرى، ويجب أن نذكر أن الإمام أحمد بن حنبل قد عاش وشهد أربع خلفاء من الدولة العباسية وهم المأمون والمعتصم والواثق ثم المتوكل، ولقد كان فكر جماعة المعتزلة هو المسيطر، وكان المأمون أكثر المتأثرين بهم، وهدد كل من يخالف رأي المعتزلة في أي شيء بقطع الأموال والمنح عنهم والتعذيب والتنكيل ووصل الأمر بالتهديد أيضا بالقتل، وأكثر من تعذب وأهين الإمام أحمد بن حنبل الذي دخل في السجون أكثر من مرة وفي عهد أكثر من خليفة ولكنه لم يغير رأيه قط بأن القرآن كلام الله وليس مخلوق وليس من خلقه ومن قال غير ذلك فهو كافر، ولقد أنهي المتوكل مدة حبس أحمد بن حنبل وأخلى سبيله، وانتهت فتنة استمرت منذ عام 833 ميلادي حتى عام 861 ميلادي.
كثر الحديث عن هذة الفتنة التي اصابت المسلمين في عهد الخليفة العباسي -المامون – وهي فتنة خلق القران وقد ادلى الكثير من علماء هذة الامة فيها واوضحوا للناس ماصعب عليهم فهمه في هذة المسالة ولايجب الخوض في امور كهذة فقد انتهت تلك الفتنة في مهدها