قصة أم معبد والشاه المباركة قصة رائعة بقلم : احمد اسماعيل عبد الكريم
قصة اليوم قصة رائعة من معجزات النبي صلي الله عليه وسلم، وهي قصة أم معبد والشاة المباركة ننقلها لكم بقلم الكاتب احمد اسماعيل عبد الكريم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
قصة أم معبد والشاه المباركة
دخل أبو معبد الخيمة واذا به يفاجأ بأم معبد علي غير عادتها فيقول : مالي أراك علي غير عادتك مسرورة كأنك قد اصبت خيراً وقد عهدتك حزينة مكتئبة مراراً علي حياتنا وما اصابها من ضيق العيش، فقالت : تناول هذا الغذاء يا أبا معبد، وبعدها اخبرك بما حل بنا وما سيحل علينا من الخير الكثير والبركة الكبيرة التي حلت علينا منذ مر بنا هذا الرجل .
اللبن يا أم معبد ؟! أني لك هذا اللبن الكثير ونحن قد عدمنا ذلك منذ حين ؟! اجابته : من هذه الشاه يا ابا معبد !! اجابها وقد ازداد تعجبه : اجبريني كيف حدث هذا ؟ ابتسمت ام معبد وهي تسترجع بذاكرتها موقف الضيوف الذين حلوا علي خيمتها وقالت : لقد مر بنا رجل مبارك واصحابه سألني إن كان عندنا شئ من طعام فيشتريه فاعتذرت آسفه لقلة حيلتنا في ذلك، وقلت : لو كان عندنا لبذلناه بلا مقابل .
تهللت اسارير ابو معبد، وبدا التلهف لسماع بقية الحكاية علي وجهه، اكملتام معبد : تبسم والنور يتلآلآ من وجهه والوضاءة ظاهرة علي اساريره، رأي شاتنا العجفاء الهزيلة فقال أتأذنين لي في حلبها، قلت : هي لك فداك ابي وامي إذ رأيت بها حليباً، أخذ الشاه ومسح علي ضرعها واخذ يتمتم بكلمات، اذكر منها قوله : بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم بارك لها في شاتها ثم طلب اناء فأحضرت الاناء وانا في غاية الذهول، وناولته إياه فامتلأ عن آخره، فسقاني وسقي اصحابه وشرب هو وأخذ الاناء وحلب الشاة مرة اخري وملأ الإناء واعطاه إلي ثم استأنف سيره واصحابه .
قال ابو معبد : هذا والله صاحب قريش الذي تطلبه، وتبذل مكافأة كبيرة لمن يدلهم عليه، والله لو كنت قابلته لاتبعته وصحبته طوال حياتي، ولأفعلن ذلك إن وجدت الي ذلك سبيلاً .. قالت أم معبد بذهول؛ صاحب قريش؟؟ فوالله إن كان هو صاحب قريش لأكونن أول المصدقين به. وقال أبو معبد: صفيه يا أم معبد، لقد تاقت نفسي إلى معرفته. وقعت كلمة صفيه إلي على أذني أم معبد، وقع الصاعقة، أخذت تنظرساهمة وكأنها تسترجع ملامحه
أصفه لك؟ وكيف ذلك؟ ماذا يقول البيان في وصفه، أيصف جلاله، أم جماله، وهيئته، أم هيبته وكماله، أم هل أصف لك سلاسة منطقة وروعة حديثه، إن غصن بين غصنين، أنضر أصحابه منظرا وأعلاهم وأسماهم قدرا ، ربعة لا هو بالطويل ولا بالقصير، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، كثيف اللحية غزيرا لشعر، إذا تكلم علاه البهاء، وإذا صمت علاه الوقار، أجهر الناس وأجملهم من بعيد، وأحلاهم وأحسنهم من قريب، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا لأمره.
والله يا أم معبد لا يخيب حدسي ابداً، إنه والله صاحب قريش ولا شك انه نبي هذه الامة، وقال باستغراب مشوب بالفخر : نبي هذه الامة يأتي الي خيمتي ويحلب بيده الطاهرة شاتنا العجفاء، لقد حلت البركة في خيمتنا يا فرحتي يا فرحتي، فوالله يا أم معبد إن نفسي لتزداد شوقاً وتوقاً ان أذهب خلفه، لأصحبه وأعلن الإيمان به والولاء لما جاء به، أخبريني كيف ساريا أم معبد؟ وما كاد أبو معبد ينتهي من حديثه حتى أتى فرسان قريش، توقفوا أمام الخيمة، نزل أحدهم من على فرسه، ترجل حتى اقترب من الخيمة فقال: أنت أم معبد التي تبيع الطعام والشراب للمسافرين؟ قال أبو معبد: نعم هي وأنا زوجها. نحن فرسان قريش. مرحبا بفرسان قريش. هل مربكم محمد بن عبدالله وصاحبه؟ قالت أم معبد وزوجها: إنكم تسألون عن شيء لم نسمع به قط. تركها فرسان قريش، وهم يحثون خيولهم ليلتحقوا بالركب والظفربه.
ولم يمتلك أبومعبد نفسه حتى جد السير، وأخذ يشتد في أثرالركب حتى أدرك النبي صلي الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، ورجع إلى قبيلته يبشرهم بالاسلام، وهاجرت ام معبد الي النبي صلي الله عليه وسلم فأسلمت وعادا الي البادية ليعيشا حياتهما وقد نعما ببركة هذا النبي وأثمرت شاتهما المباركة عن قطيع كثير وكثير جداً .