قصة الامير والقاضي قصة ذكاء رائعة فيها عبرة وحكمة عن اهمية العدل
استمتعوا الآن بقراءة قصة جديدة مسلية ومثيرة عبر موقع قصص واقعية، نقدمها لكم الآن في هذا المقال ، قصة جميلة تقرأوها لأول مرة في هذا الموضوع بعنوان الامير القاضي، تحكي هذه القصة عن العدل واهميته، القصة فيها ذكاء وحنكة وعبرة رائعة، وللمزيد من اجمل القصص يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
قصة الامير والقاضي
اراد احد الامراء ان يتحقق بنفسه من صحة ما قيل له عن وجود قاض عادل في مملكته لا يتمكن احد ابداً من خداعه، فتنكر الامير في زي تاجر وامتطي جواده وانطلق الي المدينة، وهناك اقترب منه رجل كسيح يطلب منه صدقه فأعطاه فاذا الكسيح يتشبث بردائه، التفت التاجر في تعجب الي الكسيح وسأله عما يريده بعد ان اعطاه الصدقه، قال الكسيح : بلي لقد اعطيتني ولكن اعمل معي معروفاً وخذني الي ساحة المدينة، فأجابه الامير الي طلبه واوصله الي ساحة المدينة إلا ان الرجل رفض النزول عن ظهر الجواد، فنهره التاجر قائلاً : لماذا ترفض النزول ؟ ها قد وصلنا الي ساحة المدينة، قال الكسيح : ولم النزول والجواد ملكي ؟ استشاط الامير غضباً من الرجل الكسيح واشتد بينهما الخلاف حتي تجمع حولهما الناس واقترحوا عليهما الذهاب الي قاضي المدينة .
مضي الاثنان الي القاضي والناس معهم، وبدأ الحاجب ينادي علي المتخاصمين حسب الدور، فاستدعي في البداية نجاراً وسماناً كانا يتنازعان نقوداً بيد التاجر، قال النجار : اشتريت من هذا سمنا، وعندما أخرجت محفظتى لأنقده الثمن ، أختطفها من يدى محاولا انتزاع النقود ، وهكذا جئنا اليك، يده علي يدي ومحفظتي ولكن النقود هي نقودي انا، اما السمان قد قال : هذا كذب وافتراء، لقد جاء هذا النجار الي ليشتري مني سمناً وبعد ان ملأت له الابريق بالكامل طلب مني ان افك له قطعة ذهبية، فاخرجت المحفظة ووضعتها علي الطاولة فأخذها واراد الهرب ولكنني تمكنت من الامساك به من يده وجئت به الي هنا .
صمت القاضي مفكراً ثم قال : اتركا النقود هنا واحضرا غداً، وعندما حان دور التاجر والكسيح، قص التاجر ما حدث ، ثم أشار القاضى للكسيح أن يأتى بحجته، فقال الكسيح : كل هذا كذب، لقد كنت ممتطيا جوادي في ساحة المدينة، اما هذا الرجل فقد كان جالساً علي الارض، وطلب مني ان احمله فسمحت له بركوب الجواد ونقلته الي المكان الذي يريده ولكنه رفض النزول بعد ذلك وادعي ان الجواد ملكه، فكر القاضي قليلاً ثم قال : اتركا الجواد عندي واحضرا غداً .
وفي اليوم التالي اجتمع المتخاصمون في المحكمة للاستماع الي حكم القاضي، فتقدم النجار والسمان أولا لمعرفة الحكم، قال القاضي للنجار : النقود ملكك، ثم اشار الي السمان قائلاً : اما هذا فاضربوه بالعصا خمسين مرة، ثم استدعي القاضي التاجر والكسيح وسأل التاجر : هل تستطيع معرفة جوادك من بين عشرين جوادا؟ قال التاجر : نعم، فسأل القاضي الكسيح نفس السؤال فأجاب نعم، اخذ القاضي الاثنان الي الاسطبل فاشار التاجر علي الفور الي جواده الذي ميزه بين عشرين جواداً وكذلك تعرف الكسيح علي الجواد .
عاد القاضي الي المحكمة وقال للتاجر : الجواد جوادك فخذه، اما الكسيح فاضربوه بالعصا خمسين مرة، بعد انتهاء المحاكمة ذهب القاضى إلى بيته، فتعقبه التاجر، التفت اليه القاضي وسأله عن الذي يريده، اجاب التاجر : لقد اردت ان اعرف كيف علمت ان النقود ملك للتاجر وان الجواد لي ؟ قال القاضي : أما أمر النجار والسمان ، فقد وضعت النقود فى قدح ماء ، ثم نظرت اليوم صباحا الى القدح لأرى ما اذا كان السمن طافيا على سطح الماء، فلو كانت النقود عائدة للسمان ، لكانت ملوثة بيديه الدسمتين ولطفا السمن في القدح، واما معرفة مالك الجواد فكانت اصعب بالنسبة إلي، حيث ان الكسيح اشار مثلك الي الجواد علي الفور، ولكنني لم اقدكما الي الاسطبل لأري إن كنتما سوف تتعرفان علي الجواد، بل فعلت ذلك لأري ايكما سيتعرف عليه الجواد، عندما اقتربت أنت منه التفت برأسه ، ومده إليك ، وعندما اقترب الكسيح إليه رفع أذنيه وقائمته مستنكرا ، وبهذه الطريقة عرفت انك صاحب الجواد .
في هذه اللحظة قال التاجر : انا لست تاجراً، بل انا امير البلاد وقد جئت إليك لأعرف حقيقة ما يقال عنك، وها انا رأيت بنفسي انك قاضي حكيم وعادل فاطلب منى ماشئت لأكافئك به، قال القاضى: شكرا لك أيها الأمير، فأنا لا أحتاج مكافأة على أداء عملى بصدق .