قصة الذئب والراعي قصة فيها عبرة راقت لي
إن قصة الذئب والراعي قصة بها الكثير من العبر والمواعظ والتي تعكس لنا كم الفتن والمآسي التي يجدها المؤمن آخر الزمان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وأرضاه قَالَ.. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّ الله عليه وسلم: “بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ قَلِيلٍ مِنَ الدُّنْيَا”.
قصــــــــــــة الذئب والراعي:
القصة تعود لراعي غنم عند نبي الله “سليمان” عليه السلام، وفي يوم من الأيام بينما كان الراعي يرعى الأغنام أتاه ذئب وطلب منه أن يعطيه نعجة، فقال الراعي للذئب: “إن الغنم لسيدنا سليمان بن داوود وما أنا إلا حارس عليها وراعيها، فلا يمكنني أن أعطيك ما تطلب”.
فقال الذئب للراعي: “إذا اذهب لنبي الله سليمان واسأله أن يأذن لي بنعجة”.
فقال له الراعي: “أخشى إن ذهبت لسيدنا سليمان هجمت أنت على الأغنام”.
فقال له الذئب: “لا تخشى ذلك، فأحرس لك الأغنام حتى تعود، وإذا خنتك فسأكون حينها من تاسع جيل”.
(ولا نتعجب من تاسع جيل!، فتاسع جيل هو جيلنا بكل أسى وأسف شديدين؛ فالذئب أبى أن يكون منه).
وبالفعل ذهب راعي الأغنام ليستأذن سيدنا سيلمان عليه السلام، وترك الذئب يحرس الأغنام؛ وبينما كان يسير في الطريق وجد بقرة ترضع من عجلة، فقال في حيرة من أمره: “سبحان الله، إن هذه عجيبة من عجائب الزمان، لم أرى مثلها من قبل سأسأل نبي الله سليمان عليه السلام عنها وعن تفسيرها”.
ومن بعدها سار قليلا ثم رأى أشخاصا جالسين وعلى أجسادهم ثيابا بالية وبين أيديهم ومن حولهم ذهبا مطروحا، ومن جديد الحيرة أكلت قلبه قفال في نفسه: “سبحان الله العلي العظيم، إن هذه عجيبة أخرى من عجائب الزمان ما رأيت مثلها من قبل، يملكون الذهب وهم فقراء لهذا الحد؟! بكل تأكيد سأسأل سيدي سليمان عن تفسير كل هذا”
ومن بعدها أكمل طريقه واستمر في المسير فرأى نبعة ماء جارية من بعيد وسمع صوت خرير الماء، فاقترب منها ليروي ظمأه، وإذا به يشتم منها رائحة كريهة قذرة، فتراجع وهو في حيرة من أمره فقال: “سبحان الله.. هذه أيضا عجيبة من عجائب الزمان ما رأيت مثيلة لها، ماء جارية وبهذه الصفة؟! لو كانت مياه راكدة قذرة ما عجبت منها، سأسأل سيدي سليمان عنها أيضا”.
استمر الراعي في المسير حتى وصل لنبي الله “سليمان” عليه السلام، وبعد السلام والتحية أبلغه بأمر الذئب وطلبه، فقال له نبي الله سليمان: “اسمح له أن يأخذ ويختار نعجة ويأكلها”.
فقال له الراعي: “الأمر أمرك يا نبي الله، وإني أريد أن أسألك عن عجائب رأيتها في طريقي إليك فهل أذنت لي”.
فأذن له نبي الله “سليمان” عليه السلام، فأخبره الراعي قائلا: “لقد رأيت بقرة ترضع من عجلة”، فأجابه نبي الله سليمان عليه السلام قائلا: “هذا سيحدث في آخر الزمان، الأمهات يجلبن البلاء لبناتهن لتكتسب كل منهن من معاشها”.
وأكمل الراعي لنبي الله سليمان قائلا: “كما أني رأيت رجالا مطروحة بين أيديهم ومن حولهم أكواما من الذهب غير أنهم فقراء على أجسادهم ثيابا بالية”.
فقال له سيدنا سليمان عليه السلام: “هؤلاء هم قطاع الطرق واللصوص، فمالهم من حرام، وكل ما أتى من حرام فهو منزوعة منه البركة، وفي آخر الزمان سيكثر مال الحرام وتقل القناعة وترفع البركة”.
فأكمل الراعي قائلا: كما أنني رأيت من بعيد ماءً جارية وسمعت صوت خريرها، فتقدمت نحوها أريدها لأطفأ ظمأي، ولكني وجدتها ذات رائحة كريهة هربت من شدة قذارتها”
فقال له نبي الله سليمان عليه السلام: “هذا حال معظم أهل الدين في نهاية الزمان، تراهم من بعيد بزي الدين فتقترب منهم لتستفيد وتأخذ ما يقربك من الله سبحانه وتعالى، فتجدهم متعلقين بالدنيا وزيفها وشهواتها”.
فقال الراعي بفزع: “نعوذ بالله من هذا الزمان ومن أهل هذا الزمان”.
طلب الراعي الدعاء من سيدنا سليمان قبل عودته لرعاية الأغنام، وحينما وصل لأغنامه التي يرعاها وجد الذئب قائما على رعايتها مثلما وعده.
فقال الراعي للذئب: “لقد أذن لك سيدنا سليمان بأن تأخذ أي نعجة تختارها”.
فنظر الذئب إلى الأغنام فرأى نعجة تقف جانبا مريضة ضعيفة فأخذها، فسأله الراعي قائلا: “ولم اخترت هذه النعجة تحديدا؟!”
فأجابه الذئب قائلا: “لأنها غافلة عن ذكر ربها وتسبيحه”.
فإيانا والتغافل عن ذكر الله وتسبيحه سبحانه وتعالى.
العبر والمواعظ من قصتنا اليوم:
أولا/ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَسُوءُ الْجِوَارِ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ؟! قَالَ: (كَالنَّخْلَةِ وَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ، وَأُكِلَتْ فَلَمْ تُفْسَدْ، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، أَوْ كَقِطْعَةٍ مِنْ ذَهَبٍ أُدْخِلَتِ النَّارَ فَأُخْرِجَتْ، فَلَمْ تَزْدَدْ إِلَّا خَيْرًا)”.
ثانيا/ الابتعاد كل البعد عن المال الحرام والحذر منه، وذلك لكثرته في آخر الزمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال.. قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ”.
ثالثا/ ضرورة الالتزام الدائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى في كتابه العزيز: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال الروابط الآتية واستفد بما جاء بها قدر الإمكان:
قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”
وأيضا: قصص وعبر قصيرة تويتر قصة الشاب الصالح وتاجر المخدرات وقصة المزارع الكسول