من حكايات جدتي قصة الطفل المغتاب بقلم : عبد الرحمن الغلايني
موعدكم الآن مع حكاية جديدة من حكايات جدتي المسلية والمفيدة وهي قصة الطفل المغتاب ، قصة جميلة فيها معني وحكمة رائعة يتعلمها الطفل من خلال احداث القصة، ننقلها لكم في هذا المقال من موقع قصص واقعية بقلم : عبد الرحمن الغلايني وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
قصة الطفل المغتاب
الراوي : جلست الجدة ام ايمن مع احفادها الثلاثة سعاد واحمد سعيد تحكي لهم حكاية كل يوم بعد أن صلوا فرض العشاء وتناولوا عشاءهم وكتبوا جميع واجباتهم المدرسية .. الجدة : اهلاً يا اولادي ، سعاد : لماذا تقولين لنا يا اولادي ونحن لسنا اولادك وإنما احفادك ؟ الجدة : سؤال وجية يا سعاد سأجيبك عليه .. الاحفاد يا سعاد هم بمثابة الاولاد واقول لكم يا اولادي لأنني احبكم حبي لأولادي وفي الامثال قالوا : ليس اغلي من الولد الا ولد الولد اي الاحفاد، افهمت يا سعاد لماذا ادعوكم باولادي ؟
سعاد : فهمت يا جدتي، ونحن نحبك كذلك مثلما تحبيننا، احمد : ما هي حكاية اليوم يا جدتي ؟ الجدة : حكاية اليوم هي عن المغتاب، سعيد : من هو المغتاب يا جدتي ؟ الجدة : المغتاب هو الذي يذكر الآخرين بما يكرهون ولا يحبون وحكايتي اليوم عن طفل كان دائماً يذكر اخوانه ورفاقه بالسوء ويقول عن هذا انه قصير وعن ذلك انه اعرج وعن الثالث انه افطس الانف، كان يذكر صفاتهم هذه ليضحك الناس ليهم في غيابهم، فسبب له ذلك الطبع كره رفاقه له وبعدهم عنه .
وفي يوم من الايام عندما كان التلاميذ خارجين من المدرسة، وكان هذا الطفل المغتاب خارجاً معهم تعثرت رجله فوقع علي الارض ووقعت نظارته التي لا يري الا بها، سعاد : اكان يلبس نظارة طبية ؟ الجدة : نعم لتساعده علي الرؤية، احمد : لا يري الا بنظارة طبية، يعني انه ضعيف البصر ؟! سعيد : ضعيف البصر ويعيب علي غيره ما ابتلاهم الله به من قصر وعرج وغير ذلك، ألا ينظر الي عيبه اولاً ؟
الجدة : كلامك صحيح يا سعيد، من كان به عيب خلقي فمن باب اولي يجب عليه الا يعيب علي غيره ما بهم من عيوب ابتلاهم الله بها، وقديماً قالوا : من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة .. سعاد : اكملي لنا حكاية الطفل المغتاب، ماذا بعد أن تعثرت رجله ووقعت نظارته علي الارض ؟ الجدة : صار يدور حول نفسه رافعاً يديه الي الامام وهو يفتش عن نظارته فلا يجدها، احمد : ألم يساعده رفاقه ؟ الجدة : لم يساعدوه وتركوه يفتش عنها وحده لانهم كانوا لا يحبونه بسبب لسانه الطويل وتسليطه عليهم .
سعيد : ماذا فعل وهو بدون نظارة ؟ الجدة : رأي المعلم وهو خارج من المدرسة الطفل المغتاب وهو علي هذه الحالة فأخذ بيده وساعده علي ايجاد نظراته التي وجدها غير بعيد مكسوره وقال له وهو يهمس باذنه : ارايت كيف خسرت صداقة رفاقك فوقفوا متفرجين عليك دون أي مساعدة لك ؟ فقال الطفل المغتاب : رأيت، وانا نادم علي تصرفي معهم، واعاهدك يا استاذ الا اغتاب احد ابداً .