قصة الملك والصياد من حكايات الادب الشعبي للاستاذ عبد الرحمن أحمد شادي
قصة الملك والصياد قصة قصيرة جميلة ومسلية من حكايات الادب الشعبي من تأليف الاستاذ عبد الرحمن أحمد شادي نتمني ان تستمعوا معنا بقراءتها في هذا المقال من موقع قصص واقعية وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
قصة الصياد والملك
قال الراوي يقص حكاية من الادب الشعبي : اراد صياد أن يتقرب من الملك فقال في نفسه : كيف اتقرب من الملك وما هي احسن وسيلة الي هذه القربى .. ولم يكن امامه الا الهدية يجعلها سبباً لكلامه وباباً للدخول عليه، وانسب هديه يقدمها صياد الي الملك هي احسن سمكة تقع في شبكتة، وظل يتحين الفرصة في الصيد الثمين طوال بضعة اشهر حتي وقع علي سمكة عظيمة أملاً في ان يمنحه الملك مساعدة او عوضاً يجدد به الشباك او يشتري به قارباً يملكه بدلاً من القارب الذي يؤجره .
فلما قدم الصياد السمكة للملك أنف أن يقبل وهو غني هدية من صياد فقير دون أن يرد الهدية بمثلها او يقدم له عرضاً احسن منها مناسباً لغني الملك فأعطاه مائة جنية ذهباً، فلما رأت الملكة الصياد خارجاً من القصر عجبت لشئ حدث من وراء ظهرها دون أن تدس انفها فيه فاستدعته وسألته عما حدث بينه وبين الملك فأخبرها بما سألت ولكنها لم ترض عما حدث وعاتبت زوجها قائلة : يعطيك صياد في المملكة سمكة فتعطيه بدلها مائة جنية، وقيمة السمكة تساوي بضعة جنيهات تقل عن اصابع اليد الواحدة فماذا تفعل لو جاءك صياد من كل بلد وفقير من كل مهنة ؟ فقال الملك : ألم تعلمي ان كلمة الملوك لا ترد وهديتهم لا تعود وقد ذهب الصياد واختفى بين الناس .
قالت الملكة : أدلك علي مخرج من المأزق تستدرك به ما فرط منك من التبذير دون أن يكون عليك غضاضة في سحب الكلمة ورد الهدية، اطلق منادياً في المدينة وليقل للناس إن الملك يحب أن يزيد في إكرام الصياد الذي قابله بالأمس، فإذا حضر فأخبره انك تريد ان تعطيه مائة جنية اخري بشرط أن يجيبك علي سؤالك، فاذا رض بالشرط قل له : إن الملك يحب ان يتمتع بتكاثر السمك في احواضة الزجاجية فهل السمكة التي اعطيتها له ذكر ام انثي، فإن قال ذكراً قل له ائتني بالانثي وإن قال انثي قل ائتني بالذكر .
فلما وجه الملك السؤال الي الصياد بعد حضوره فطن للمكيدة وقطع علي الملك خط الرجعة وقال السمكة خنثي لا هي ذكر ولا هي انثي، فعجب الملك من جوابه السديد وفطنته الثافبة وبديهته الحاضرة، ولما لم يكن هناك احد في مجلس الملك يستطيع ان يتبين حقيقة السمكة اعطاه الملك مائة جنية اخري حسماً للخلاف .
فقالت الملكة لزوجها اردت أن اخلصك من الورطة وادلك علي مسلك يحفظ عليك مال المملكة وكرامة الملك ولكن الصياد ماهر في الخديعة ضحك عليك مرة اخري ولما انصرف الصياد بحمله الثقيل ومبلغه الكبير وثروته الطائلة التي هبطت عليه من السماء فجأة وكان منذ لحظات لا يملك منها شيئاً اعترته الدهشة في حفظها فضاع منه اثناء الانصراف جنية فأصر علي البحث عنه بدقة وامعان وعز عليه أن يضيع منه وإن كان هذا الضياع سبباً في ان يلتقط الجنية واحد من الخدم .
ووجدت الملكة الفرصة سانحة مرة اخري لإثبات بعد نظرها وحسن تدبيرها وسداد رأيها فقالت للملك : أتترك الصياد دون أن تلومه علي بخله، فاستدعاه الملك ووبخه قائلاً : هبطت عليك من السماء ثروة طائلة ما كنت تحلم بها ولكنك تأبي ان تترك جنياً وحداً ضاع منك التقطه بعض السيارة من الحراس او الخدم، ولكن الملك فوجئ بالصياد يرد عليه يقول له : الملك صادق في أني اطلت البحث عن الجنية الضائع ولكن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى والغرض مختلف تماماً عما قلت اطال الله بقاء الملك واسعد الرعية في عهده .
في احد وجهي الجنية الذهبي حروف اللغة العربية التي يكتب بها القرآن واسماء الله الحسني، وفي الوجه الآخر صورة الملك فإن تركت الجنية ملقى علي الارض وطئت الاقدام الحروف التي يكتب بها القرآن واسماء الله الحسني فإذا انقلب الجنية علي الوجه الثاني تعرضت صورة الملك لنفس المهانة، فليس السبب في تعبي البخل الشديد ولكن السبب حرصى علي حفظ كرامة الحروف والصورة .
فقال الملك : زادك الله حرصاً ايها الصياد علي إكرام الحروف والصورة، إن كنت صادقاً وليس لنا دليل الا حسن الظن وإن كنت كاذباً فهي خدعة اريب، لقد غلبتني وغلبت زوجتي التي حرضتني عليك من وراء الستار مرتين فهنيئاً لك العطية المضاعفة وإن كيد النساء غلبه كيد الرجال .