قصة بقرة بني إسرائيل ج8 والأخير
واتفق بعض أهل العلم في أن أفعال بني إسرائيل وإفسادهم للمرتين كما ذكر من قبل، أن المرة الأولى كانت في عهد النبي صل الله عليه وسلم، عندما عاهدهم الرسول صل الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فغدروا بالنبي وعادوه وحاربوه أيضا، فسلط الله عليهم نبيه الكريم وصحابته، وهموا بمحاربتهم ونصرهم الله سبحانه وتعالى عليهم وهزم اليهود أشر هزيمة، فقد جاء وصف المسلمين بأنهم أولي بأس شديد قاموا بهزيمة اليهود أشر هزيمة.
بقرة بني إسرائيل الجزء الثامن والأخير
ولمرة أخرى اجتمع القوم ليضعوا حدا بينهم في الخطوة الجديدة، ولتكملة ما بدأوه من قبل…
كبير السبط: “هذه المرة لن أذهب معكم لسيدنا موسى، إني أخشى منه، وأخشى ألا نجد ما نبرر به تأخرنا كل ذلك عن تنفيذ أوامر ربه”.
أحد الرجال: “سنسأله أن يسأل ربه أن يبين لنا البقرة وما هي”.
كبير السبط: “ماذا قلت؟!، ألم نسأله هذا السؤال من قبل؟!”
نفس الرجال: “حسنا، سنضيف عليه إن القرب قد تشابه علينا”.
كبير السبط: “أيها القوم اتقوا شره إذا غضب”.
أحد الرجال: “وسنضيف على كل هذا الكلام إنا إن شاء الله لمهتدون”.
البقرة الصفراء وقد وزن ذهب مقابل وزنها…
الشاب الصغير لبقرته: “لا توجد بكامل بني إسرائيل بقرة قد انطبقت عليها كل المواصفات إلا أنتِ، فأنتِ بقرة صفراء فاقع اللون سارة للناظرين، متوسطة العمر، ولا عيب بكِ، كما أنكِ لم تعملين بحرث الحقل ولا غيره”.
وبينما كانوا على املأ جميعا، أوقف الصغير الوزن، فصرخ أحد الرجال في وجهه قائلا: “ولماذا أوقفت الوزن؟!”
الشاب: “ألا يحق للبقرة أن تشرب وترتوي؟!”
الشاب للبقرة: “إنكِ لعزيزة على قلبي، و والله كل هذا الذهب لا يغنيني عنكِ”.
البقرة في نفسها: “من المفترض أن تكون سعيد لي، إنني أحقق ذاتي، أحقق الشيء الذي خلقت لأجله، فاليوم سأذبح وسيأكل الفقراء من لحمي الطازج طيب المذاق؛ علاوة على كوني أنني سأصبح آية من آيات ربي”.
وبعدما وزنوها بالذهب، واشتروها بوزنها ذهبا من الفتى اليتيم، نفذوا أوامر الله أخيرا وقاموا بذبحها، وبه\عدما أنهوا ذبحها أخذوا منها جزء وأخرجوا القتيل، وأثناء إخراجهم لهم ثار ابن أخيه غاضبا…
الشاب: “ما الذي تفعلونه؟!، هل جننتم؟!، ألا يعد ما تفعلونه هذا انتهاك لحرمة الميت؟!”
هدأت من روعه ابنة عمه وزوجته قائلة: “اهدأ يا زوجي، إنما ينفذون أوامر الله التي أمرهم بها على لشان سيدنا موسى عليه السلام”.
لقد أمرهم سيدنا “موسى” عليه السلام أن يضربوا الميت بجزء من البقرة الميتة، وستروا ماذا سيحدث حينها؛ كان القوم جميعهم على أعصابهم، وبعضهم يترقب ما الذي سيحدث، أما البعض الآخر فلا يحمل سوى هم الذهب الكثير الذي أعطي للفتى اليتيم متخوفا من ألا شيء يحدث.
وبالفعل ضربوا القتيل بجزء من البقرة المذبوحة، ضربوا الميت بالميت، فعاد القتيل على قيد الحياة من جديد بإذن الله وقال: “لقد قتلني ابن أخي، ونطق باسمه هذا هو قاتلي فخذوا بثأري منه”، وعاد في تعداد الموتى مرة أخرى.
صرخت ابنته في وجه زوجها وابن عمها: “أأنت قاتل أبي؟!”
شعر الشاب بالندم الشديد والحسرة لما قدمت يداه من أفعال شيطانية، وقال: “لقد أذلني الشيطان ووسوس لي، واستمعت له، وأنزل الله سبحانه وتعالى آية من السماء لتكشف أمري، فيا ويلي!، فالويل كل الويل لي من خزي في الدنيا وخزي في الآخرة”.
الآيات التي ذكرت لذكر قصة بقرة بني إسرائيل:
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة كاملة سميت باسم البقرة: “وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ، قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ، وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص القرآن كرتون للأطفال قصة بقرة بني إسرائيل ج1