إنه لمن الشيء الرائع جدا أن نقرأ القصص المؤثرة التي تؤثر فينا أحداثها وتعلمنا الكثير من القيم الحميدة، فمن الذي نتعلمه من تلك القصص هو أن نعامل بعضنا البعض بكل حب ورحمة، وأن نرحم المستضعفين منا، ويجب أن نحث بعضنا على التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق الكريمة.
قصـة الخادمة الصغيرة
كان هناك إحدى الأسر والتي كانت مكونة من أربعة أفراد هم الأب والأم وابن وابنة، فكانت هذه الأسرة تستعين بالخادمات المربيات في تربية ابنيهما، وكان هذا الرجل شديد القسوة على الخادمات والمربيات، فأحضرا لمنزلهما كثير من المربيات اللاتي رحلن من قسوة هذا الرجل الذي يتفنن في معاملتهن بالقسوة وضربهن.
مزارع يحضر ابنته للعمل:
في إحدى الأيام كانت هذه الأسرة تبحث عن إحدى الخادمات لكي تعمل في منزلهما بعد أن صارت ابنة هذه الأسرة في السابعة من عمرها والابن في المرحلة الاعدادية، وفجأة جاء لهذه الأسرة مزارع ممسكا بابنته ذات العشر أعوام ليطلب منهما العمل داخل منزلهما بعد أن علم إنهما يبحثان عن أحد يقوم بالأعمال، فترك هذا المزارع ابنته التي كانت تبكي بكاءً شديدا ممسكة بوالدها الذي تركها ودموعه تنهال على وجهه.
حياة الطفلة مع الأسرة:
فقام الزوج بإخبار تلك الطفلة بما عليها عمله، فكانت تلك الطفلة تستيقظ مبكرا لتحضير الطعام للطفلين اللذان تحمل حقائبهما المدرسية للخارج حتى تأتي الحافلة المدرسية لاصطحابهما، ثم تدخل للمنزل مرة أخرى لتتناول إفطارها المكون من الخبز المتعفن وفضلات الطعام المتبقية منهما، ومن بعد ذلك تقبل على تنظيف المنزل من ثم تذهب لتحضر طلبات المنزل من خضر وفاكهة وغير ذلك من الاحتياجات المنزلية، فكانت تسهر هذه الفتاة في العمل المنزلي حتى وقت متأخر من الليل لتنجز ما طلب منها وإلا سوف تتلقى الضرب والعذاب لو لم يتم إنجاز المطلوب أو نسيان شيء منه، ثم تنام لتستيقظ مبكرا وتتكرر هذه الأعمال مجددا.
إحساس الزوجة بالذنب:
مضت الأيام كثيرا وهذه الطفلة الصغيرة تعاني من الضرب المبرح كلما أخطأت أو نسيت أن تفعل شيئا مما طلب منها، ولكن من المحزن أن أسرة تلك الطفلة لم يأتوا إليها غير مرات معدودة، ففي مرة جاء والدها ليأخذ أجرتها الشهرية، وفي مرة أخرى عندما ماتت أمها، وانقطعت أسرتها نهائيا بموت والدها، وفي إحدى الأيام قامت تلك الطفلة بارتكاب خطأ فصعقها الرجل بالكهرباء، هنا تألمت المرأة من هذا الفعل الشنيع ولكنها بصمتها كانت تشارك زوجها الجريمة، فهي كانت تتذكر أنها ضربتها وعاقبتها كثيرا على نسيانها.
هروب الفتاة ومن ثم إحضارها:
كبرت الطفلة ووصلت لسن الشباب وكانت تعامل بنفس المعاملة من تلك الأسرة، فأصابها ضعف في البصر نتيجة الضرب والتعذيب المستمر لها، فكانت عندما تذهب للسوق باستمرار تعرفت على شاب هناك واتفقت معه على الهرب، وفي إحدى الأيام هربت الفتاة ولكن بواسطة نفوذ تلك الأسرة استطاعوا بعد البحث عنها إيجادها ومن ثم إحضارها، وتلقت أشد أنواع العذاب فور وصولها من الرجل ومن ابنه الذي تعدت قسوته أبيه.
القدر يسد دين الفتاة:
ومرت الأيام وتلك الفتاة تعذب وتهان كل ليلة، وجاء يوم تقاعد الرجل من العمل لكبر سنه، هنا قررت الفتاة أن تهرب مجددا لكن هذه المرة لم يبحثوا عنها لأنهم كانوا مقبلين على زواج الابن فتزوج وسريعا ما تفرح تلك الأسرة بحمل زوجة ابنهم، ولكن المفاجأة الصاعقة أنها أنجبت طفلا فاقد للبصر، فشجعوها على الحمل مجددا لتنجب طفلا آخر ضعيف النظر ليفقد بصره سريعا، وازداد عذاب هذه الأسرة بدخول الرجل حالة اكتئاب شديدة ليدخلوه المستشفى التي لم يخرج منها، هنا تذكرت تلك المرأة الفتاة التي ظلموها وعذبوها كثيرا وهربت من جحيم عذابهم وأحست هذه المرأة أن كل ما تعانيه هذه الأسرة نتيجة ظلمهم لتلك الفتاة التي تركوها ولم يفكروا في علاجها، فبدأت هذه المرأة في رحلة البحث عن الفتاة ولم تتوقف حتى وجدتها تعمل في إحدى المستشفيات عاملة نظافة، من العجيب أن الفتاة عندما اقتربت منها المرأة وعرفتها فرحت برؤيتها لها، هنا ظلت المرأة تبكي لأن الفتاة صانت العشرة وهم لم يعاملوها كبشر أبدا، فأخذت المرأة الفتاة لتعيش معها بحب ورعاية منها داخل منزلها وتعتني بها كما تعتني بحفيديها الكفيفين.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص واقعية شفيت بالقران قصص مؤثرة أبكت الملايين!
قصة الرجل الذي يمسك النار بيدية فلا تحرقة قصة مؤثرة بعبرة وعظة
قصة مؤثرة جدا وجميلة بعنوان إسلام جار كافر