قصة حديقة الهلاك قصة رعب رهيبة ومخيفة جداً
حديقة الهلاك !! ألم تسمع عنها من قبل ؟! هذا غريب حقاً، فإن هذه الحديقة معروفة جداً بين سكان هذه المنطقة، حسناً دعني اقص عليك اليوم بالتفصيل احداث هذه القصة الرهيبة .
حديقة الهلاك
انا اعيش وحيداً، ابي متوفي منذ سنوات طويلة، وامي مريضة تبقي دائماً في المستشفي تحت الرعاية المستمرة، لا امتلك اي اصدقاء او اخوة، وقد اعتدت الوحدة والانعزال منذ زمن بعيد، وذات يوم كنت اتمشي كعادتي بلا هدف في احدي شوارع المنطقة، اخذتني الافكار بعيداً، وفجأة نظرت حولي فوجدت نفسي في منطقة لا اعرفها، انا اعرف هذه المدينة حقاً وتجولت في كافة شوارعها واحيائها، فكيف يمكن ان اكتشف منطقة جديدة بها لأول مرة لم اراها من قبل .
اخذت نفساً عميقاً وقلت في نفسي : حسناً لا يهم، سوف اتمشي قليلاً حتي اعثر علي احد يساعدني في العودة الي منزلي، ولكنني لاحظت بعد فترة قصيرة أنه لا يوجد احد غيري في المكان، انها منطقة مبانيها مهدمة والكهرباء منقطعة عنها تماماً، كأن لا احد يعيش بها او لم يخطوها احد من قبل .. شعرت بالضجر وبعض القلق، لقد ضعت وحدي في هذه المنطقة الغريبة، لكن ما هذه الحديقة ؟! تبدو جميلة من بعيد، شعرت بالتعب وقررت ان استريح في هذه الحديقة قليلاً حتي اتمكن من العودة الي منزلي بعد ذلك، كانت الحديقة في غاية الروعة، غلبني النعاس ولكنني رأيت كوابيس مرعبة جداً، استيقظت مفزوعاً، قلت بصوت خافت : لا وقت للنوم، يجب ان اخرج من هذه المنطقة بسرعة، أخذت امشي وامشي والشارع يبدو بلا نهاية، سمعت اصوات ضحك وصراخ قادمة من هذه البيوت المهدمة، شعرت بقشعريرة باردة، وفجأة ظهر امامي رجل طويل القامة مشوه الملامح تماماً، قال لي بابتسامة ساخرة : ماذا تفعل هنا ؟ بدا علي الارتباك والخوف واضحاً وانا اقول : لقد ضعت و … و ثم اغمي علي .
استيقظت فوجدت نفسي مقيد بسلاسل حديدية ورأت امامي مجموعة من المخلوقات الغريبة، لا ادري ما هي، ولكنها بالتأكيد ليست بشر، كائنات عجيبة تتحدث بلغة غريبة لم افهم منها سوي كلمة واحدة ( لن يعود ابداً ) وبالتأكيد فهمت أنهم يتحدثون عني، لم اعرف ما علي فعله، فقط سيطر علي الخوف والقلق والندم .
اقترب مني احدهم وقال لي بلغة عربية واضحة : ما الذي اتي بك الي هنا ايها التعيس ؟ لم ينتظر اجابتي واكمل جملته قائلاً : لا يهم السبب، فعلي اي حال انت لن تعود ابداً .. بعد ان انهي كلامه اقترب مني مخلوقين آخرين وسحباني الي غرفة مظلمة كريهة الرائحة، بدأت اصرخ واترجاهم ان يتركوني فانا مجرد شخص ضائع ولن احدث لهم اي مشاكل ولن اتحدث يوماً عما رأيت لديهم .. لم يجبني احد .
بقيت في هذه الحجرة وحيداً لفترة قصيرة ثم جاءت الي فتاة صغيرة لا ادري من اين اتت وكيف دخلت الي الحجرة، قالت لي بصوت خافت : اهرب بسرعة، لا تدعهم يتمكنون منك، سوف اساعدك، حلت الفتاة وثائقي ودلتني علي طريق النجاة، اخذت اركض دون تفكير وجدت نفسي في الحديقة من جديد، رأيت عجوزاً طاعناً في السن، طلبت منه المساعدة وانا الهث من شدة التعب والاثارة، رد علي بابتسامة صفراء وعينين مليئة بالدموع : لن تتمكن من الخروج من هذه المنطقة يا بني، فانا هنا منذ اكثر من عشرون عاماً، لا امل من النجاة .
تركته واستمريت في الركض من جديد، لن ادع اليأس يتملك مني، اريد ان اخرج من هذه المنطقة بأي ثمن، فجأة ظهرت لي من جديد الفتاة الصغيرة وهي تقول لي : سوف تنسي كأنك لم تكن .. استمريت في الركض حتي رأيت انوار .. الحمد لله اخيراً انها انوار المدينة، اشرت الي اول تاكسي ظهر امامي، لكنه لم يتوقف لي، بدأت اتحدث مع الماره احاول طلب المساعدة، ولكن لا احد ينظر الي، لا احد يهتم بي، لا احد يراني من الاساس .. اخذت امشي حتي وصل الي مكان منزلي، فهو لم يكن بعيداً جداً، ولكن ما هذا ؟! اين منزلي ؟ انها مجرد ارض خالية تماماً .
عندها تذكرت كلام الفتاة .. تنسي كأنك لم تكن .. قررت العودة من جديد الي الحديقة التي اطلقت عليها اسم حديقة الهلاك، ولكنني لم اجدها، وجدت نفسي في منطقة عادية تماماً، ولكنني رأيت العجوز الذي قابلني، قال وهو يبتسم ابتسامة مريرة : ستعيش جحيماً يا بني، فانت ستموت بعد شهر، وستراهم .. نعم ستراهم .. بمجرد ان انهي العجوز جملته ظهر من خلفه رجل طويل القامة وقطع رأسه دون رحمه، صرخته كانت مدوية ولكن لم يسمعه احد، تقبلت الواقع وحاولت الهرب .. انا الآن اعلم انني سأموت بعد يومين .. فقد مر 28 يوماً ولا زلت انتظر مصيري المحتوم .