لقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده الصابرين بالأجر والثواب العظيم، وقد جاء ذلك بكتابه العزيز لكثير من المرات بكثير من الآيات.
لقد أعد الله سبحانه وتعالى جنات النعيم للصابرين، كما أنه جل وعلا عوضهم جزاء صبرهم وجهادهم لأنفسهم، ومن عليهم سبحانه وتعالى بأضعاف أضعاف ما تمنوه بالحياة الدنيا والآخرة جزاءا بما صبروا.
ولجزاء الصبر أثر طيب على العبد الصابر بالدنيا قبل الآخرة.
قصة رائعة عن عوض الله
بيوم من الأيام قرر شاب صالح الزواج، كان دوما في صلاته وقيامه يدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه لفتاة تكون على قدر من الإيمان، وبالفعل وفقه الله سبحانه وتعالى لما تمناه، كما أنعم عليه بكونها على قدر عالٍ من الجمال، كما أنها كانت من عائلة طيبة السيرة وحسنة السمعة والأخلاق.
تزوجا وعاشا في سعادة بالغة، مر عام كامل على زواجهما، كانا الزوجان يؤمنان بقضاء الله وقدره حلوه ومره، لذلك لم ينتبها ولم يقلقا من ناحية الإنجاب، كانا يتركان كل أمور الحياة لخالقهما، يفعلان كل ما عليهما ويتوسلان إلى الله ومن ثم يقضى أمرهما.
وبيوم من الأيام زار الشاب والدته والتي كانت تعيش بمنزلها مع ابنتها الجامعية، ولديها ابنة أخرى متزوجة، ولم يكن لها من الأبناء سوى الشاب ولذلك كانت تتوق لرؤية أحفادها منه، فسألته والدته إذا كانت زوجته قد حملت أم ليس بعد؟!
كان الشاب حسن الأخلاق ولا يريد إيذاء مشاعر زوجته، فجلس بجانب والدته وأخذ يذكرها بكلام الله سبحانه وتعالى وبأحاديث سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وأن إن كان الحمل قد تأخر فيعتبر ابتلاء من عند الله وعلينا الصبر واحتساب الأجر.
تظاهرت والدته أمامه بأنها صرفت نظرها، ولكنها كانت باليوم التالي عند زوجته وقد أخذت لها موعدا مسبقا عند طبيبة النساء، شعرت الفتاة حينها بالخجل الشديد من والدة زوجها، ولكنها استحت أن ترفض لها طلبا، فذهبت معها للطبيبة ولكنها كانت تقدم خطوة وتؤخر الأخرى.
وبعد إجراء العديد من الفحوصات والكشوفات تبينت الطبيبة قدرة الفتاة على الإنجاب، ولكنها يلزمها بعض العلاج البسيط، ومن هذه اللحظة ساءت معاملة والدة الزوج لها، ولكن الفتاة كانت تتحملها وتعتبرها بمثابة والدتها، كانت الفتاة طيبة القلب تقابل السيئة بالحسنة وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يجبر خاطرها.
مر عامان والفتاة لم تحمل بعد، فخرجت الأم بفكرة زواج ابنها من أخرى قادرة على الإنجاب غير أن الشاب متمسك لأبعد الحدود بزوجته الحبيبة، لقد كانت فتاة صالحة تخشى الله وترعاه في كل أفعالها وأقوالها، وعندما وجدت الأم إعراضا من ابنها خاصمته ومنعته من الذهاب بمنزلها، وعلى الرغم من محاولاته العديدة ومحاولات زوجته إلا إن الأم لم تقبلهما على الإطلاق.
ومازالت الأم مصرة على عنادها حتى جاء اليوم الذي جاءتها فيه ابنتها الكبرى والدموع تنسكب من عينيها، لقد طردها زوجها من منزله بعدما قاما بتطليقها حيث أنها لا تنجب، أيقنت الأم حينها أنه ذنب زوجة ابنها التي اتهمتها زورا وقامت بتحريض ابنها ليتزوج عليها، لذلك ذهبت إليهما في الحال.
طلبت منهما مسامحتهما، فقابلاها الزوجان بأذرع مفتوحة، وكانت المفاجأة بالنسبة لها أنها وجدت زوجة ابنها حاملا في أشهرها الأخيرة.
لجأت الأم لخالقها وأخذت تدعوه ليعفو عنها ويصفح عنها ويجبر بخاطر ابنتها، وكانت بالفعل تشعر بالندم من داخلها، كانت تصوم وتقوم الليل وتقرأ من القرآن ما استطاعت، وبعد حلول عام تقد شقيقان من نفس عائلة زوجها لابنتيها الاثنتين، للابنة المطلقة والتي أجبرتها والدتها في الأساس على الزواج من الرجل الثري لتنعم بطيب الحياة، ومع أول ابتلاء تخلى عنها وطردها من منزله وأكل عليها حقوقها، وتزوج عليها بأمواله أيضا، لذلك كانت تشعر الأم بالأسى والحزن على ابنتها، ولكن عندما جاءها شاب في طلب يدها للزواج أيقنت أن الله سبحانه وتعالى قد عوضها وعوض ابنتها بمن هو أهل لها ولقلبها الطيب.
وبعد ثلاثة أعوام كان الشاب قد أنجب ابنين في منتهى الجمال، وكل واحدة من ابنتيها معها فتاة، وكان فضل الله سبحانه وتعالى عليهم عظيما.
قال تعالى في كتابه العزيز: ” قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
الرجل الفقير والصبر قصة بعبرة وعظة من التراث الإفريقي
قصص من الواقع عن الصبر قصة جميلة ومؤثرة عن البلاء والصبر والفرج
قصص الانبياء عن الصبر قصة سيدنا “أيوب” وسيدنا “يوسف” عليهما السلام