ربانزل تعتبر من القصص الشهيرة حول العالم بأكمله.
قصة يعشقها الكبار قبل الصغار، تجسد الظلم والصبر عليه، كما أنها من القصص التي ينتصر بها الخير على الشر وإن طال عمر الشر.
وجميعنا يفضل القصص التي تتنصر بها قوى الخير على قوى الشر، وينال الظالم جزاؤه بالنهاية ويجزى المظلوم بطريقة نتمناها جميعنا.
ربانزل والساحرة الشريرة
يحكى أنه كان في قديم الزمان هناك زوجان يعيشان بمكان بعيد للغاية نائي سعيدان، لا يتمنيان من كل الحياة سوى شيء واحد، وهو إنجاب طفل.
وبيوم من الأيام بعد عديد من السنوات الطوال جاءت الزوجة فبشرت زوجها بخبر سره كثيرا وحمل السرور لقلبه، لقد كانت الزوجة حاملا أخيرا بعد طول انتظار وصبر من كليهما.
قام زوجها بتوفير كل سبل الراحة لها، أمرها بألا تبذل مجهود بأي شيء، وأن تخبره بكل ما تريده وترغب به وسيلبي لها كافة طلباتها ورغباتها في الحال.
كان منزلهما يطل على الغابة حيث تسكن بها ساحرة شريرة، وكانت هذه الساحرة الشريرة تحب زراعة كل ما لذ وطاب من ثمار الفاكهة والخضراوات، وكانت الزوجة بينما تجلس في النافذة تتطلع إلى كل هذه الثمار اللذيذة والخضراوات شهية المذاق.
ومن كثرة تطلعها إلى كل ذلك لم تستطع مقاومة رغبتها وشهوتها في تذوق كل ما بداخل حديقة الساحرة الشريرة، وأول ما عاود زوجها من العمل طلبت منه ذلك وأبدت رغبتها الشديدة في تذوق كل ما بداخل هذه الحديقة والتي تحوي كل ما لذ وطاب.
كانت الزوجة قد توقفت عن أكل كل ما يقدمه لها زوجها من أطعمة وفواكه أخرى، ولم ترد إلا ثمار الساحرة والتي يندر وجودها إلا بحديقتها وبأشجارها؛ لم يجد الزوج مفرا إلا التسلل ليلا لداخل حديقة الساحرة حيث أنه يوقن بأنها لن تسمح له بأخذ بعض الثمار؛ وما إن أظلمت الساحرة منزلها وأسدل الظلام خيوطه على كامل الحديقة، تسلل الزوج وقام بقطف بعض الثمار المختلفة والمتنوعة لزوجته، وعلى الفور أسرع في الخروج من على السياج العالية كما دخل متسللا.
غسل الزوج الثمار لزوجته بعناية وقدمها لتأكلها، وبالفعل طعمتها الزوجة وعشقت طعمها فأبت كل الطعام دونها، فأصبح حال الزوج بكل يوم الذهاب للحديقة وقطف بعض الثمار.
ولكن ذات ليلة تمكنت الساحرة الشريرة من الإمساك به، تلجلج في الكلام وأخذ يعتذر لها ويقدم لها الكثير من الاعتذارات والتوسلات لتعفو وتصفح عنه، فقد ذاع صيتها بأنها شريرة وتعشق الانتقام، كان الزوج يقف أمامها ولكن جسده بالكامل لا يتمالك نفسه للسيطرة عليه؛ وفي النهاية كان عقاب الساحرة الشريرة عقابا عسيرا على الزوج وزوجته.
لقد قبلت بكل سهولة ويسر أن يأخذ من الحديقة ما يشاء من الثمار شريطة أن يكون الطفل المولود ملكا لها وللأبد؛ لم يكن للزوج ولا للزوجة من أمرهما شيء، لقد سحرت الزوج بثمار حديقة الساحرة الشريرة، وقد كانت هذه خطتها منذ البداية لتأسر الزوجة ومن بعدها تقوم بعقاب الزوج على تسلله، وفي النهاية تمتلك الطفل المولود للأبد.
وبالفعل مرت الشهور سريعا ووضعت الزوجة طفلة شديدة الجمال، تتفق بجمالها على كل الأطفال، فرح لها والديها كثيرا فقد جاءت إليهما بعد طول انتظار، ولكن قدمت إليهما الساحرة الشريرة وقامت باقتلاعها من بين أيديهما، ذكرت الزوج بوعده، وذكرت الزوجة بالثمار التي استحلتها وأكلتها من حديقتها.
لقد فارقا الزوجان الحياة حزنا وقهرا على فقدهما لابنتهما الوحيدة؛ أخذت الساحرة الشريرة ربانزل ووضعتها في برج عالٍ، كان لربانزل شعر سحري طويل للغاية، لم يكن للبرج سلالم ولا درج، كبرت الفتاة وأصبحت في ريعان شبابها وتأجج جمالها، كانت الساحرة الشريرة تستخدم شعرها السحري في بقائها جميلة وشابة مهما مر عليها من الزمان.
كانت تعتقد ربانزل بأن هذه الساحرة الشريرة هي والدتها، كانت حزينة لكونها وحيدة على الدوام، لذلك كانت دوما تنشد أغاني حزينة؛ وبيوم من الأيام كان أمير البلاد مارا بمكان قريب من البرج، وإذا به يسمع صوت ربانزل الساحر فيقترب ليتقصى الأمر.
وإذا به يرى امرأة شمطاء تقول عاليا: “ربانزل اسدلي شعركِ”، وإذا بفتاة في غاية الجمال تنظر من النافذة وتلقي بشعرها لتستخدمه العجوز في الوصول إليها.
وباليوم التالي يأتي الأمير ويقلد صوت العجوز ويسدل إليه الشعر الطويل الكثيف، فيصعد إليها البرج ويعبر عن مدى حبه لها، تقع ربانزل أيضا في حبه فتترك البرج وما به، وتقص شعرها وتستخدمه في النزول من البرج، وتهرب من الساحرة الشريرة وللأبد، تتزوج بالأمير الوسيم.
تمر الأيام وتعلم ربانزل فيما بعد أن والديها الحقيقيان قد فارقا الحياة بسبب الساحرة التي توفيت أيضا والتي قامت بسلبهما إياها وقد كانت وليدة أيام قلائل ليموتا حسرة وندما وأسفا عليها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
ربانزل والساحرة الشريرة قصة خيالية جميلة جدا للأطفال قبل النوم
قصص الأطفال سنو وايت والصراع الدائم بين الخير والشر
قصص رومانسية قصيرة للأطفال بعنوان الجميلة النائمة