قصة زواج سيدنا موسي عليه السلام من قصص الأنبياء للكبار والصغار
نقدم لكم هذه القصة الجميلة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصة زواج سيدنا موسي عليه السلام من قصص الأنبياء للكبار والصغارفيها نحكي قصة زواج سيدنا موسي عليه السلام وهو النبي الوحيد الذي ذكر مهره في القرآن الكريم.
قصة زواج سيدنا موسي عليه السلام
قال تعالى في سورة القصص:( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)، بعد أن خرج سيدنا موسى عليه السلام من مصر هاربا بعد قتله لرجل من المصريين، ووصل سيدنا موسى عليه السلام وأصبح في بلد اسمها مدين قريبة من فلسطين، جلس سيدنا موسى عليه السلام تحت شجرة لكي يرتاح تحت ظلها، فقد ظل أيام طويلة يمشي ولم يدخل جوفه ماء أو طعام.
فرأى سيدنا موسى عليه السلام فتاتين ترعيان الأغنام وينتظران دورهم في سقاية الغنم، وكانت الفتاتين تبذلان جهدا مضنيا للسيطرة على الأغنام، ولما رأى سيدنا موسى عليه السلام حال الفتاتين دهش وسألهما وقال: ( قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)، وكان على البئر صخرة كبيرة لم يستطع أحد إزالتهما فأتى سيدنا موسى عليه السلام وأزالها، وسقى أغنام الفتاتين، ومشى بالأغنام، ووصل الاغنام والفتاتين لمنزلهما، ورحل وقال بعد أن جلس تحت الشجرة: ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير).
ولما عادت الفتاتين لأبوهما شعيب عليه السلام تعجب من عودتهما المبكرة للمنزل، فحكت الفتاتين لأبوهما ما حدث لهما، فطلب أبوهما من أحدهما وهي صفورة، أن تبلغ سيدنا موسى عليه السلام بدعوته له لمنزله، فقالت الفتاة: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)، و سيدنا طلب موسى عليه السلام أن تمشي وراءه وليس أمامه لأنه لا يريد أن يقع بصره على جزء من تفاصيل جسدها.
فلما جاء سيدنا موسى عليه السلام لمنزل الرجل والد الفتاتين (شعيب عليه السلام)، وحكى له ما حدث له في مصر، طمأنه الرجل العجوز( شعيب عليه السلام)، وقال: ( قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، وقالت صفورة لأبوها أستأجره يا أبي فهو قوي وأمين، فوافق شعيب عليه السلام على رأي ابنته، وعرض على سيدنا موسى عليه السلام أن يتزوج من أحدى بناته صفورة وليا، وطلب منه مهرا هو أن يخدم معهم 8 سنوات، وإذا زاد فهو من عنده هو.
فوافق سيدنا موسى عليه السلام على الحديث، وقال شعيب عليه السلام: ( قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)، وتزوج سيدنا موسى عليه السلام من صفورة، وقضى بمدين عشر سنوات أنجب خلالها ولدان أكبرهما سماه جرشوم، والثاني اسمه أليعازر.
وكانت صفورة نعم الزوجة المؤمنة الصالحة النقية العفيفة التي تتسم بالحياء الشديد، ورحل موسى عليه السلام من مدين مع زوجته وجميع أهله، وقيل أن الليلة التي سافر فيها موسى بأهله كانت شديدة البرودة، فرأى موسى عليه السلام نارا من بعيد، وقال: ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون)، ولما وصل للنار وجدها بيضاء في شجرة خضراء، وكانت الشجرة خضراء على الرغم من اشتعال النار بها، وسمع الله تعالى يحدثه ويكلفه بدعوة فرعون وقومه للإيمان به، وعاد موسى عليه السلام وسافر مع زوجته وأهله لمصر لكي ينجز ما طلب منه.