قصة سندريلا الجزء الثاني
دوما خلف الظلم الكثير من الأوجاع، ولكن كما يعاني المرء المظلوم من هذه الأوجاع إلا أن الله سبحانه وتعالى ينصره بالنهاية على كل من ظلمه.
تفتح له أبواب كثيرة بالدنيا علاوة على حسن جزائه بالآخرة، أما عن الإنسان الظالم فدوما ما كان قلبه مليء بالكراهية يتسم بسواد اللون والقسوة المطلقة، لذلك علينا جميعا أن نحذر الظلم في أدق التفاصيل بحياتنا.
قصــــــــــــــــة سندريلا الجزء الثاني
ذهبت الابنة الكبرى لوالدتها وأخبرتها بفعلة “سندريلا”، قامت زوجة أبيها بعقابها بدرجة جعلتها تمكث طوال الليل أمام صورة والدها ووالدتها المتوفيان تبكي همومها وآلامها وأحزانها طوال الليل.
وفي الصباح الباكر بينما كنت مستيقظة لم تذق طعم النوم سمعت صوت عربة يقترب من منزلهن، فنظرت من النفاذة لتجدها تقف أمام باب المنزل..
سندريلا في نفسها: “ترى من الزائر؟!”
ظنت “سندريلا” أنه أحد أصدقاء والدها المتوفى، جففت دموعها وركضت ركضا تجاه الباب لتفتحه وتعيد لنفسها الابتسامة على وجهها برؤيا أحد به رائحة والدها الذي كانت تعشقه.
طرق الباب..
سندريلا: “إنني قادمة يا سيدي”.
وأول ما فتحت الباب، رجل تبدو عليه الهيبة وعظمة مكانته..
الرجل: “إنني مبعوث سيدنا الحاكم يا آنسة”.
وقبل أن تتفوه “سندريلا” بكلمة واحدة، قامت بإبعادها عن الطريق زوجة أبيها قائلة: “تشرفنا بزيارتك يا سيدي، تفضل بالدخول يا سيدي”.
الرجل النبيل: “بالتأكيد سيدتي”.
وما إن دخل المنزل حتى وجد أمامه ابنتيها يتشاجران بطريقة جعلته يندم لدخوله هذا المنزل، كل واحدة منهما تمسك في أختها وتتقاتل معها حتى أطاحت كل منهما بالأخرى فسقطتا على الأرض..
والدتهما بغضب: “ألا يمكنكما أن تكفا عن الشجار ولو لقليل من الوقت، لدينا ضيف محترم وذا مكانة عالية لذلك أطلب منكما أن تعيرانه بعض الاهتمام وتقدمان له بعض الاحترام والتقدير، إنه رسول من سيدنا الحاكم”.
وما إن سمعت الفتاتان كلمة سيدنا الحاكم حتى استعادتا رباطة جأشهما وابتعدتا عن بعضهما البعض، أظهرتا بعض التقدير للضيف.
لم يكن يطيق الضيف البقاء بالمنزل ولو لثانية واحدة، ولكنه توجب عليه فعليا تنفيذ أوامر الحاكم، لذلك أخرج مرسوما من جيبه وشرع في قراءة ما جاء به..
“جميع الفتيات لديهن حق الدعوة في حضور الحفل الذي يقيمه سيدنا الحاكم، حيث أنه سيتم اختيار عروس لابنه الأمير الوسيم، لذلك نرجو منكن جميعا الحضور للحفل في الوقت المحدد ودون تأخير”.
الفتاتان في نفس واحد وبصوت واحد: “بالتأكيد لن نتأخر عن الحضور”.
الرجل النبيل للأم: “أرجو منكن أن تسمحن لي بالانصراف حتى تتمكن من التفرغ للتجهيز والاستعداد للحفل، بعد إذنكن جميعا”.
الأم: “كن على ثقة ويقين بأننا لن نتأخر على تلبية دعوة سيدنا الحاكم على الإطلاق”.
وما إن رحل الرجل حتى شرعتا الفتاتان في الشجار مجددا على أيهما ستحظى أولا بمساعدة سندريلا في تجهيزها للحفل.
أما عن “سندريلا” فقد تغلل الحزن لأعماق قلبها، لم تستطع حتى البوح بما يدور بنفسها: “يا للخسارة، إنني حتى لا أمتلك ملابسا مناسبة للذهاب بها للحفل، جميع الفتيات سيحظين بفرصة الذهاب للحفل إلا أنا”!
كانت الدموع تغطي وجهها بالكامل، كانت نظرات الحزن والحسرة والألم تنغل صدرها.
صعدت لأختيها من زوجة أبيها لتلبي لهما أوامرها، وبينما كانت تساعدهما..
الأخت الكبرى: “يا لجمالي وروعة ملابسي، لا ينقصني سوى الحلي والمجوهرات، سندريلا اذهبي في الحال واحضري لي صندوق مجوهرات والدتي لأنتقي منه ما يناسبني”.
سندريلا: “حاضر”.
الأخت الصغرى: “إياكِ والذهاب قبل أن تنهي تسريح شعري”.
سندريلا: “حاضر”.
الأخت الكبرى: “سندريلا أخبري أمي بأنني سأرتدي عقدها الزمردي بالحفل”.
سندريلا: “حاضر”.
الأخت الصغرى: “بل أخبريها بأنني من سترتديه بالحفل”.
سندريلا: “فهمت”.
الأخت الكبرى: “أيتها الكسول ألم تنتهي بعد من تسريح شعرها، أسرعي فأمامكِ الأحذية بأكملها عليكِ أن تلمعيها جيدا قبل فوات الأوان وتأخر الوقت علينا”.
الأخت الصغرى: “ألم تنتهي بعد من تسريح شعري أم أنكِ تحلمين بالذهاب للحفل معنا؟!”
سندريلا: “وأين أنا من الحفل؟!
ما أنا إلا فتاة مسكينة لا تمتلك حتى الثياب، والحفل بقصر الحاكم والذي لا يدخله سوى الأغنياء”.
الأخت الكبرى: “نعم هذا أكيد، أتعلمين حتى وإن ذهبت أجمل فتاة على الإطلاق بثيابها البالية سيهزأ منها كل من بالحفل”.
الأخت الصغرى: “ونحن سنكون أولهما جميعا”.
وشرعتا في ضحكات الاستهزاء على الفتاة المسكينة التي بالكاد تكبح دموعها بعينيها، ولكن من كثرة معاناتها منهما لم تستطع الصمود أكثر من ذلك وسالت الدموع التي تحبسها.
كانت “سندريلا” تتمنى..
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع..
اقرأ أيضا:
قصص أطفال سندريلا كاملة الملاك البريء
قصص عالمية جميلة جدا قصة سندريلا خيالية شيقة
قصص عالمية كرتون سندريلا حلم كل فتاة