قصة سندريلا مكتوبة من أجمل القصص الشهيرة عالمياً
إن قصة سندريلا هي من أشهر القصص الشعبية الشهيرة، قصة تتناول عوامل الظلم والإجحاف ومدى قسوة البعض في التعامل مع الآخرين، كما أنها قصة توضح وتتناول عاقبة الظلوم والجزاء الذي يناله المظلوم المنتصر، وأن الظلم مهما بلغت قوته وقويت شوكته لابد له بالنهاية أنه ينهار.
نالت قصة سندريلا شهرة واسعة حول العالم، واختلفت القصة في سردها وحكايتها ولكنها ظلت أحداثها دائما تدور وتتمحور حول فتاة تدعى سندريلا تعيش في بؤس وشقاء بسبب أفعال زوجة أبيها الشريرة وابنتيها، ومن ثم تنقلب حياتها إلى نعمة ورخاء.
قصــــة سندريلا مكتوبــــــــة
بيوم من الأيام وفي إحدى البلاد البعيدة كانت تعيش فتاة في غاية الجمال والروعة، كانت تدعى سندريلا، رحلت عنها والدتها منذ زمن بعيد كانت حينها لاتزال طفلة صغيرة؛ قام والدها بتربيتها والعمل على رعايتها، دللها كثيرا في محاولة منه لتعويضها عن فقدها حنان والدتها الراحلة عن الحياة.
كانت طبيعة عمله تتطلب منه دوما الترحال والسفر بعيدا عن البلاد، كان والد سندريلا ميسور الحال لذا وفر لسندريلا ابنته الوحيدة كل وسائل الراحة، فكان عندما يتركها ويسافر يتركها في رعاية الخدم، كان والدها حنونا للغاية، وكانت سندريلا بالنسبة إليه الكون وما حوى.
زواج والد سندريلا وبداية تغيير حياتها:
كان لوالد سندريلا صديق وقد توفي أثناء سفره، وترك ذلك الرجل زوجته وابنتيه، ونظرا لشعوره بالمسئولية تجاه صديقه تزوج بزوجته وأخذ ابنتيه تحت جناحيه، كانت كل عادات زوجته الجديدة غير مألوفة بالنسبة له ولابنته سندريلا، فكانت دوما تعشق السهرات وتقيم الحفلات بشكل مستمر، كانت لا تلوذ بالهدوء كحال زوجها والد سندريلا، وعلى الرغم من شعوره بالاستياء من القرار الذي اتخذه إلا إنه كان دوما يتذكر مدى مسئوليته التي يشعر بها تجاه صديقه الراحل.
وفاة والد سندريلا:
سافر والد سندريلا في رحلة عمل، وظهرت نوايا زوجته الشريرة والتي كانت من اللحظة الأولى تغار من مدى جمال وطيبة قلبها، تنكرت لها زوجة أبيها فسلبت منها غرفة نومها وأعطتها لابنتيها، وجعلتها تنام بالعلوية حيث الصقيع الذي يجعل المرء يموت من شدته.
كانت الفتاة المسكينة تنزل بالليل عندما يشتد عليها البرد، تنام بالقرب من الرماد الذي يكون لايزال ساخناً بالمدفئة، وكان خبر وفاة موتها بالصدمة التي قصمت ظهرها، بوفاة والدها وتضييع زوجته لأمواله اضطرت زوجة الأب أن تستغني عن الخدم والعمال واحدا تلو الآخر بسبب سوء ظروفها المادية، وبات الأمر واقتصر في النهاية على سندريلا، فأصبحت الفتاة المسكينة هي من تقوم بالأعمال المنزلية كاملة ولا أحد يساعدها.
عانت كثيرا بسبب كثرة الأعمال، وأكثر ما كان يجعلها في شقاء معاملة زوجة والدها وابنتيها، كن لا يدعنها تجلس معهن على طاولة الطعام، فتأكل بقايا طعامهن، تذهب للسوق تشتري الخضروات والطعام وتقوم بتنظيف المنزل، تغسل الملابس وتقوم بكيها وترتيبها، علاوة على كونها بالكاد تتمكن يومياً من الانتهاء من طلباتهن التي لا تنتهي على الإطلاق.
حفل الأمير:
وبيوم من الأيام بينما كانت “سندريلا” بالسوق سمعت دعوى من الأمير بدعوة كل فتاة يافعة مقبلة على الزواج لحفل ضخم بالقصر، وأن الدعوة قاصرة على جميع الفتيات بلا استثناء.
عادت للمنزل وأخبرت زوجة أبيها وابنتيها، طلبت من سندريلا الذهاب للخياط وتجهيز ثلاثة أثواب لها ولابنتيها، وعندما سألتها سندريلا: “ألن تعدي ثوبا لأجلي؟!”
زوجة أبيها: “بالتأكيد لا”
سندريلا: “ألن أذهب معكن الحفل؟!”
زوجة أبيها: “إذا امتلكتِ ثوباً جيدا، وانتهيتِ من كل أعمالكِ المنزلية يمكنكِ حينها الذهاب معنا”.
شعرت “سندريلا” بقدر كبير من الفرح، كانت تريد الذهاب للحفل حالها كحال كل فتاةٍ، اجتهدت في أعمالها المنزلية وكانت بكل يوم تحاول التعديل من ثوب والدتها المتوفاة، وأخيرا تمكنت من إنهاء الثوب وجعله أفضل مما كان يبدو عليه، وبيوم الحفل منذ الصباح حاولت زوجة أبيها جاهدة لتعيق سندريلا عن إنهاء كل واجباتها قبل موعد الحفل، ولكن الفتاة بإصرارها استطاعت إنهاء كل مهامها، وقد حصلت على مساعدة قليلة من أصدقائها العصافير والفئران الصغار.
وما إن ارتدت الثوب الذي أعدته حتى ذهلن من الجمال الذي ظهرت به أمامهن، لقد تعمدن إيذائها وتخريب ثوبها، فقمن بتقطيعه على جسدها إرباً إرباً، حزنت “سندريلا” كثيرا وضاق صدرها وشرعت في بكاء مرير.
ظهور الجنية الساحرة:
وبينما كانت تبكي بحديقة المنزل سمعت صوت امرأة عجوز، وعندما اقتربت منها لتتفقد أمرها وجدتها تطلب منها شيئا تأكله أو تشربه حيث أنها تضور جوعاً.
وبكل طيبة قلب أحضرت “سندريلا” كثيرا من الحليب وقطعة خبز للعجوز، فأكلتها على الفور، وتحولت لحقيقتها، لقد كانت جنية وأرادت مساعدة “سندريلا” التي يقع عليها ظلم شديد.
وبلمسة واحدة من عصاها السحرية حولت يقطينة بالحديقة لعربة ذهبية، كما قامت بتحويل أربعة فئران إلى أحصنة بيضاء اللون، وحولت الإوزة لسائق للغربة، ولوحت بعصاها لتطرأ تغيرات على “سندريلا” فتظهر مرتدية ثوبا أفخم من أثواب الأميرات، وتتحلى بالمجوهرات التي تضفي على جمالها جمالاً.
وما إن جاءت لتصعد للعربة حتى وجدت نفسها دون أحذية، ابتسمت الجنية وأعطتها بلمسة سحرية حذاء بلوري خاص.
كان تحذير الجنية الوحيد أن تعود “سندريلا” للمنزل قبل الساعة الثانية عشر منتصف الليل، وكان طلب “سندريلا” الوحيد ألا تتعرف عليها زوجة أبيها وابنتيها، وبالفعل ألقت عليها شيئا من السحر يحول بينها وبين زوجة أبيها وابنتيها فلا يتعرفن عليها على الإطلاق.
الفتاة الجميلة وخطف أنظار الأمير:
انطلقت العربة بسندريلا، وما إن وصلت للحفل حتى جذبت انتباه كل الموجودين به، جذبت انتباه النبيلات قبل النبلاء، وأول ما رآها الأمير تحرك نحوها ودعاها للرقصة الأولى، وبدأت أجمل النغمات والألحان تعزف، وبدأ العصفوران في الرقص والكل من حولهم ينظر، ويعلق كم هما جميلان مع بعضهما البعض.
كادت زوجة الأب يجن عقلها تريد معرفة هوية الفتاة الجميلة التي بمجرد حضورها خطفت أنظار الأمير، ولم يكن يملك الفرصة لمجرد النظر لفتاة أو أميرة بالحفل بأكمله.
ومر الوقت بسرعة بالغة لتكتشف “سندريلا” أن الساعة تدق معلنة أنها الثانية عشر منتصف الليل، فتركض هاربة قبل أن يزول عنها أثر السحر وتعود كما كانت “سندريلا” الفتاة التي حولوها لفتاة بائسة شقية على الدوام.
البحث عن صاحبة الحذاء:
جن جنون الأمير، ولم يتحمل فكرة رحيلها عنه، فركض خلفها، وأثناء ركضها على السلالم سقط من قدمها حذائها، حاولت العودة لالتقاطه ولكنها رأت الأمير فتركته وركضت لتصبح بالعربة، وعلى الفور أسرعت العربة بها خراج أسوار القصر الملكي.
التقط الأمير الحذاء وأصبح ينظر إليه باشتياق لصاحبته، وعلى الدوام كانت عينياه تفيضان بالشوق وتتوقان لرؤية أميرة أحلامه، لقد سرقت عليه لب قلبه، ولم يستطع تجاوزها على الإطلاق.
لقد لاحظ كل من بالقصر وأولهم الملك مدى حب الأمير لتلك الفتاة الجميلة، والكل كان يسأل عنها بطريقته، ولكن ولا معلومة واحدة عنها.
تم الإعلان في جميع أنحاء البلاد أن على صاحبة الحذاء الإفصاح عن نفسها، والذهاب للقصر الملكي للزواج بالأمير؛ سمعت “سندريلا” الإعلان ولكنها كانت توقن بداخلها أنه لن يتعرف عليها حتى إن ذهبت، فالفتاة التي رقصت معه تختلف كليا عنها.
انتظروا بالقصر كثيرا ولكن الفتاة لم تفصح عن حقيقتها، لذلك صدر قرار آخر بأنه سيتم الذهاب لكل المنازل، وإجبار كل فتاة على قياس الحذاء، ومن يأتي مناسبا لقدمها ستكون زوجة الأمير.
وبدأوا بالفعل في تنفيذ حكم الملك على الفور، وجالوا البلاد والكثير من الفتيات بفرحة شديدة يحاولن إدخال أقدامهن داخل الحذاء على أمل بأن يكن أميرات وحاكمات البلاد، ولكن الأمل يذهب سدى بمجرد أن تضع الفتاة منهن قدمها بالحذاء، وكيف يعقل أن يناسب فتاة أخرى غير صاحبته؟!
إنه حذاء سحري مصنوع خصيصاً لفتاة واحدة تدعى “سندريلا”.
وكان الدور على منزل “سندريلا” أمرتها زوجة أبيها بألا تخرج من العلية مهما حدث لتمكن ابنتيها من الفوز بفرصة أن تصبح إحداهما زوجة الأمير، كانت الفتاة ودودة ومطيعة للغاية ولا ترفض لزوجة أبيها أمر، وجاء رجال الأمير ودخلوا منزل سندريلا وبدأتا ابنتي زوجة أبيها بارتداء الحذاء الواحدة تلو الأخرى بعدما دار بينهما شجاراً مستميتاً، أيهما ترتدي الحذاء أولا وتفوز بقلب الأمير والزواج به.
لقد غضب رجال الملك بأكملهم من تصرف الفتاتين الغير لائق بمكنتهما ولا مكانة رجال الملك، فلم يبدوا لهم أي احترام، صرخت والدتهما في وجههما فصمتتا وشرعتا في ارتداء الحذاء، وأحبطن جميعا فالحذاء لم يناسب أي منهما.
سأل رجال الملك عن وجود فتاة أخرى بالمنزل غير ابنتيها، فأجابت بالنفي، وعندما سألوها متيقنين عن مكان الفتاة ابنة زوجها الراحل، أخبرتهم بأن منزلها ليس به سوى الفتاة لخادمة التي تقوم بالأعمال المنزلية، واستبعدت أمامهم كل الاستبعاد ذهابها للحفل الملكي أو حتى امتلاكها لحذاء مثله.
وما إن انصرفوا مبتعدين عن المنزل، فتحت الفئران النافذة حيث كانت تجلس سندريلا حزينة تغني لتتماسك وتعطي نفسها القوة لاستكمال حياتها القاسية برفقة زوجة أبيها وابنتيها، وصل الصوت منتهاه وكان جميلا للغاية لدرجة استوقفت كل رجال الملك، عادوا من جديد وسألوا عن احتمالية وجود فتاة أخرى بالمنزل، ولكن زوجة الأب الشريرة أنكرت ذلك.
فتوجب على رجل الملك الأول أن يأمر رجاله بالبحث عن هذه الفتاة، كادت زوجة الأب الشريرة تستشيط غضبا، وأمرته بألا يبحث بمنزلها رغما عنها، وأخبرها بأنها لو لم تتعاون معهم بهذا تكون خيانة عظمى لملك البلاد.
بحث رجال الملك ووجدوا سندريلا بالعلوية تبكي حزنا، وعندما نزلت معهم طلب منها كبيرهم أن تقيس الحذاء ربما يأتي مقاسها، ولكن زوجة أبيها نظرت إليه بتهديد ووعيد.
خافت سندريلا من العقاب فقالت: “ولكني لم أذهب للحفل، وتجربتي للحذاء إنما هي مضيعة للوقت”.
كانت تقول في نفسها بحزن شديد: “إنني لست بهذه الفتاة التي تعرف عليها بالحفل، هذه كانت فتاة أخرى وليست أنا”.
كانت تشعر بداخلها بحزن عميق، وجاءت الأقدار لمساعدتها لطيبة قلبها، رأى رجل الملك الأول مدى الطيبة بقلبها والصدق بقولها، ورأى منها ما لم يره في كل الفتيات التي مر بهن طوال رحلته التي دامت لأيام لمعرفة صاحبة الحذاء، والوحيدة التي استطاعت أن تسلب قلب الأمير.
أمرها بهذه المرة أن ترتديه تنفيذاً لأوامر الملك، وفي هذه اللحظة صرخت زوجة أبيها وأمرتها بألا تفعل ذلك وإلا طردتها خراج المنزل، هنا فهموا جميعا طبيعة العرقة القاسية بين الفتاة الجميلة وزوجة أبيها صعبة الطباع.
أمسك كبير الجنود بقدم سندريلا بنفسه، وقام بوضع الحذاء بداخله، وهنا طبع الحذاء على قدمها، سعد جميع رجال الملك حيث أنهم كانوا في حاجة ماسة لإيجاد هذه الفتاة، وأخرجت سندريلا الحذاء الآخر، وهنا تبين أنها الفتاة التي كانت بالحفل وسحرت الجميع بجمالها الخلاب.
كادت زوجة أبيها وابنتيها يموتن من كثرة الغيظ الذي أصابهن.
تزوجت سندريلا بالأمير، وحلت السعادة بحياتها عوضا عن الآلام والأحزان التي كانت تعيش بها على الدوام.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية سندريلا كاملة قصة جميلة قبل النوم للأطفال
قصص عالمية سندريلا حكاية من التراث الإنجليزي قصة جميلة للأطفال قبل النوم
سندريلا تروي قصتها نهاية مختلفة لقصة سندريلا جميلة جداً استمتعوا بقراءتها
واوواواو