قصة سيدنا أيوب عليه السلام مختصرة وصبره على المحن والابتلاءات
من كبار الأنبياء عليه الصلاة والسلام ومن ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام.
قال تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنعام: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
وقد كان سيدنا أيوب عليه السلام متزوج من ابنة عمه رحمة بنت سيدنا يوسف ابن سيدنا يعقوب عليهما السلام.
حياة سيدنا أيوب عليه السلام قبل المحن والابتلاءات:
لم يذكر القرآن الكريم الحياة الدعوية لسيدنا أيوب عليه السلام وإنما جاء في ذكر القرآن الكريم بعض صفات نبي الله أيوب.
استمر نبي الله أيوب عليه السلام في دعوته لقومه 70 عام وكان خلالها عظيم التقوى ناصح أمين أنفع الناس إليهم، يتكفل اليتيم ويكرم الضيف، يأبى النوم شبعان وفي الأرجاء من يكون جائعا.
وقد أنعم الله على سيدنا أيوب عليه السلام بالخير الوفير أما عن سيدنا أيوب عليه السلام فقد كان مؤديا لحقوق الله سبحانه وتعالى شاكرا لأنعمه.
محن سيدنا ايوب والابتلاءات:
لقد ابتلى الله سبحانه وتعالى نبيه أيوب عليه السلام فبعد أن امتحنه بنعم كثيره وقد أدى شكرها ونجح في ذلك الابتلاء، ابتلاه الله سبحانه وتعالى بمحن ثلاث، في أولاده وفي صحته وفي ماله، ففقد في بداية الأمر ماله ثم فقد أولاده وبنهاية الأمر فقد صحته؛ عاش سيدنا أيوب عليه السلام سنوات طوال في هذه الابتلاءات ولاسيما البلاء الذي أصاب جسده، وهناك اختلاف بين العلماء في تحديد مده هذه السنوات، وتتراوح سنوات الابتلاءات التي مر بها سيدنا أيوب عليه السلام من ثلاث سنوات الى ثمانية عشر سنوات.
أعظم ابتلاء:
لقد انصرف الناس جميعا عن نبي الله أيوب عليه السلام بعد الابتلاءات التي تعرض لها وصار وحيدا ولم يبقى معه إلا زوجته، والتي لم تدع طريقاً من المحتمل أن يكون به دواء وشفاء لزوجها نبي الله أيوب عليه السلام إلا والتمسته.
اقرأ: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام للأطفال وكيف بنى الكعبة ؟
موقف زوجة سيدنا أيوب:
لقد أثبتت زوجة سيدنا أيوب عليه السلام أنها كانت نعم الزوجة، كانت تقوم على خدمة ومساعدة ومساندة زوجها نبي الله أيوب عليه السلام بكل صبر واحتساب؛ وقد جاء في الذكر أنها كانت تعمل عند الناس حتى تتمكن من تدبير أمرها هي وزوجها وحتى تتمكن من علاجه، لقد كانت تعاني إذ وصل بها الأمر أن الناس رفضوا أن تعمل معهم خشية أن تنقل لهم العدوي.
صبر سيدنا أيوب على البلاء:
صبر سيدنا أيوب عليه السلام على الابتلاءات التي أصابتهما، وفي يوم من الأيام طلبت منه زوجته أن يدعو الله سبحانه وتعالى إذ كان مستجاب الدعوة عليه السلام، ولكن سيدنا أيوب عليه السلام أخبرها بأن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليهما لمدة طويلة من الزمن، فكيف لهما ألا يصبرا على ما أصابهما من محن وابتلاءات؟!
فما كان من زوجته إلا أن تصبر وتحتسب لله سبحانه وتعالى وتواسي زوجها وكانت تقوم بجهد كبير في مساعدة زوجها والإنفاق على بيتها دون أن تحيد عن طريق الحق المستقيم.
اقرأ: قصة سيدنا شعيب عليه السلام للأطفال مبسطة وسهلة
ابتلاء عظيم:
عندما منع الناس زوجة سيدنا أيوب عليه السلام من العمل لديهم قامت بقص شعرها وقامت ببيعه لإحدى بنات الأشراف في نظير حصة وفيرة من الطعام؛ وعندما علم سيدنا أيوب عليه السلام بما فعلته زوجته من بيع شعرها أصابه كثير من الحزن والألم، ورق قلبه لحالها لذلك دعا الله سبحانه وتعالى ليكشف عنه البلاء.
مكافئة الله سبحانه وتعالى لسيدنا أيوب عليه السلام جزاء صبره:
قال تعالى في كتابه العزيز في سورة ص: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ، وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه أيوب عليه السلام، وانزاح عنه الكرب وعن زوجته وانفرج البلاء حيث أمره الله سبحانه وتعالى أن يضرب برجله الأرض لينفجر من تحته ينبوع ماء فيغتسل منه، وفي مكان آخر يضرب برجله لينفجر ينبوع أخر فيشرب منه، وبذلك أتم الله سبحانه وتعالى عليه أنعمه وشفاه وعافاه من سقمه؛ وكافئه الله سبحانه وتعالى على فقده أهله بأن أعادهم إليه ومثلهم معهم رحمة من الله سبحانه وتعالى.
اقرأ: قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام للأطفال وبنائه للكعبة الشريفة