قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام كاملة والدروس المستفادة منها
ما اجمل قصص الانبياء و الرسل ، هي قصص ليست كأي قصص ، هي مواعظ و حكم ، من المهم تعلمها و نقلها للاطفال الصغار ، فالانبياء هم بشر مثلنا ، ولكنهم تحملوا الكثير من المشاق من اجل هدف واحد وسامي ، وهو نشر الدين الاسلامي الى سائر الاقوام ، فالله عز وجل ارسل كل نبي الى قوم من الاقوام ، وحتى الانبياء انفسهم كان لهم ابناء اصبحوا انبياء ايضا ، كما هو الحال في قصتنا اليوم ، فقصتنا اليوم هي قصة نبي الله اسماعيل عليه السلام ، والذي هو ابن سيدنا ابراهيم خليل الله عليه السلام ، فنتمنى ان تستفيدوا من هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة نبي الله اسماعيل عليه السلام
عندما وصل عمر النبي ابراهيم عليه السلام 86 عاما ، كان حينها لم يرزقه الله بولد ، فتوجه ابراهيم عليه السلام بالدعاء لربه بان يرزقه ولدا صالحا تقيا ، استجاب الله عز وجل لدعاء ابراهيم عليه السلام ، وقد كان سيدنا ابراهيم عليه السلام متزوجا حينها من سارة ولم تنجب له ولد ، وُهبت للسيدة سارة جارية مصرية وهي السيدة هاجر ، تزوجها النبي ابراهيم عليه السلام وانجبت منه اسماعيل عليه السلام ، وقد ولد في ارض الشام بجوار بيت المقدس ، كانت القرية التي ولد بها اسماعيل عليه السلام اسمها ( حبرون ) ، عندما رأت السيدة سارة تعلق ابراهيم عليه السلام بولده اسماعيل اصابتها الغيرة ، فطلبت منه ان يرحل هو وابنه و زوجته هاجر الى مكان بعيد.
وافق النبي ابراهيم عليه السلام على طلب السيدة سارة وذلك لان الله عز وجل اوحى له بذلك ، كما اوحى الله عز وجل الى النبي ابراهيم عليه السلام بالمكان الذي سوف يتجه اليه برفقة ولده اسماعيل عليه السلام و زوجته هاجر ، حيث اتجه عليه السلام باسرته الى اقصى الجنوب حتى وصلوا الى واد ليس به اي نبات او ماء او شجر او ماشية ، كان المكان خالي تماما من اي مظاهر للحياة ، ترك ابراهيم عليه السلام ابنه اسماعيل و زوجته هاجر في ذلك الوادي وترك معهم بعض الطعام و الماء ، بعدها عاد سيدنا ابراهيم ، كانت السيدة هاجر تنادي كثيرا على ابراهيم عليه السلام ، اين تذهب وتتركنا يا ابراهيم ؟ ، من الذي سوف يطعمنا ؟ من الذي سيحمينا ؟ ، ولكن ابراهيم عليه السلام كان لا يجيبها.
اقرأ ايضا : قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام كاملة بالتفصيل وبنائه للكعبة
عندما ترك النبي ابراهيم عليه السلام السيدة هاجر وابنها في ذلك الوادي دعا ربه ، وقد تم ذكر ذلك في الآية الكريمة ، في قوله : ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
) ، بعدها استجاب الله لدعاء ابراهيم عليه السلام ، اصبحت السيدة هاجر تعتمد على الماء الذي تركه لها زوجها ابراهيم عليه السلام ، ولكن بعد فترة وجيزة نفذ الماء واصيبت هي و صغيرها النبي اسماعيل عليه السلام بعطش شديد ، لم يكن بيد السيدة هاجر اي حيلة فتوجهت الى جبل الصفا وصعدته واخذت تنظر علّها تعثر على اي شخص يساعدها ، ولكن لم تعثر على اي احد.
هبطت السيدة هاجر من الصفا و انطلقت الى منطفة مرتفعة اخرى وهو جبل المروة ، تسلقت السيدة هاجر جبل المروة واخذت تبحث عمن يوفر لها الماء ولكنها لم تجد احدا يساعدها ، فعلت السيدة هاجر هذا الامر سبع مرات ، ولذلك كان هذا هو اصل السعي بين الصفا و المروة والذي هو من مناسك الحج ، ارسل الله عز وجل ملكاً فقام بالضرب على الارض بواسطة جناحه فخرج الماء ، بدأت السيدة هاجر في جمع الماء بيدها لكي تشرب منه هي و النبي اسماعيل عليه السلام ، وقد كان هذا الماء هو ماء زمزم ، عندما اصبح هناك ماء في الوادي اصبحت تشرب منه الطيور ، كانت هناك قبيلة تعيش بالقرب من الوادي وكانت القبيلة تسمى ( جرهم ) ، عندما رأت هذه القبيلة بعض الطيور تحلق حول الوادي ارسلوا اثنين من ابناء القبيلة للتأكد.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصة سيدنا صالح عليه السلام كاملة مع قوم ثمود وكيف كانت نهايتهم ؟
بالفعل تأكد افراد القبيلة من وجود ماء في ذلك الوادي واتجهوا اليه ، استأذن افراد القبيلة من السيدة هاجر ان يسكنوا بالقرب من الوادي فسمحت لهم السيدة هاجر بذلك ، نشأ النبي اسماعيل عليه السلام بين افراد هذه القبيلة وتعلم اللغة العربية منهم ، مرت الاعوام وتوفيت السيدة هاجر والدة النبي اسماعيل عليه السلام ، وقد قرر النبي اسماعيل عليه السلام ان يتزوج من الجراهمة ، تزوج اسماعيل عليه السلام واستقر عند هؤلاء القوم ، في يوم من الايام اتى النبي ابراهيم عليه السلام لزيارة ابنه اسماعيل عليه السلام فلم يجده ، فسأل زوجته عن حالهم ، اخذت الزوجه تشكوا له سوء الحال ، رد عليه النبي ابراهيم عليه السلام قائلا : بلغي لاسماعيل السلام واخبريه ان يغير عتبة بابه.
عندما عاد اسماعيل عليه السلام لبيته اخبرته زوجته بما حدث ، هنا علم اسماعيل ما كان يريد والده قوله فطّلق تلك المرأة وتزوج واحدة اخرى من نفس القبيلة ، عاد النبي ابراهيم عليه السلام مرة اخرى لزيارة ابنه ولكنه ايضا لم يجده ، سأل النبي ابراهيم عليه السلام زوجة ابنه اسماعيل عن حالهم ، فاجابتهم بانهم بخير وفي افضل حال ، بعدها غادر النبي ابراهيم عليه السلام وقال لزوجة ابنه بلغي اسماعيل تحياتي و اخبريه بان يثبت عتبة بابه ، وهنا بارك الله لاسماعيل عليه السلام في رزقه و رزقه الذرية الصالحة من زوجته الثانية ، عاد النبي ابراهيم عليه السلام مرة اخرى ولكن في هذه المرة قابل ابنه اسماعيل عليه السلام.
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصة سيدنا يحيي عليه السلام كاملة بالتفصيل
اخبر ابراهيم عليه السلام ابنه اسماعيل عليه السلام ان هناك امر من الله عز وجل موجه له ( النبي ابراهيم ) ، قال اسماعيل عليه السلام : اذا عليك طاعة الله ، قال ابراهيم عليه السلام : هل ستعينني على هذا الامر ؟ ، قال اسماعيل عليه السلام : نعم سوف اعينك ، قال ابراهيم عليه السلام ان الله عز وجل يأمره ان يقوم ببناء بيت هنا ، واشار الى منطقة مرتفعة قليلة عمن حولها ، بدأ النبيان عليهما السلام يرفعان القواعد من البيت ، كان هذا البيت هو بيت الله الحرام الكعبة المشرفة ، حيث كان اسماعيل عليه السلام يأتي بالحجارة ، ويقوم ابراهيم عليه السلام بعملية البناء ، واثناء عملية البناء كان النبيان يرددان : ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).
العبر المستفادة من قصة النبي اسماعيل عليه السلام
- من المهم بالنسبة للمسلم ان يتوكل على الله وحده ، كما يجب ان يكون هذا التوكل صادقا نابعا من القلب ، فهذا هو السبيل لتحقيق المعجزات و المستحيلات.
- نلاحظ من احداث هذه القصة البر الشديد الذي كان واضحا من النبي اسماعيل عليه السلام تجاه ابيه ابراهيم عليه السلام ، وقد كان هذا البر نتيجة منطقية للصلاح الذي كان عليه النبي ابراهيم عليه السلام و زوجته هاجر والدة النبي اسماعيل عليه السلام.
- نجد في احداث القصة ان هناك تشابه ما بين عتبة الباب وما بين الزوجة ، فكلاهما يحفظان البيت جيدا.
- احد اكثر اسباب زيادة النعم هي شكر الله عز وجل ، اما الجحود و التكبر والكفر بنعم الله سوف يؤدي في النهاية الى زوالها.
- القناعة و الرضا تعتبر من اهم الصفات التي يجب ان تتوفر في الزوجة حتى يمكن ان نصفها بالمرأة الصالحة ، المرأة التي تعيين زوجها على صعوبات و مشاق الحياة في جميع العصور و الازمان.
- يجب على الرجل عندما يختار المرأة التي سوف يتزوج بها ان يحسن الاختيار ، فيجب عليه ان يختار امرأة تعينه على امر الدنيا و كذلك الآخرة.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصص الأنبياء كاملة قصة سيدنا أيوب عليه السلام والدروس المستفادة منها