قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل وبناء الكعبة
نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم، قصة رائعة مليئة بالعبر والعظات استمتعوا بقراءتها من قسم : قصص الأنبياء .
ابراهيم عليه السلام
بعد أن ولدت هاجر زوج ابراهيم عليه السلام اسماعيل دبت الغيرة في نفس زوجته الاولي العقيم سارة، وطلبت من زوجها ان يهاجر مع هاجر ووليدها الي مكان بعيد لا تراها فيه، امتثل سيدنا ابراهيم عليه السلام لطلب سارة واتجه بهما نحو بلاد الحجاز حتي وصل الي وادي بكة ( مكة ) قريباً من البيت الحرام الذي كانت معالمه مندثة بفعل الرمال والرياح .. كان المكان خالياً من الماء والزرع والشجر والناس وبعد ان مكث اياماً في ذلك المكان قرر العودة الي فلسطين .
ترك ابراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه اسماعيل ومعهما قليل من الماء والتمر وعاد الي فلسطين ولم ينس وهو يغادر المكان ان يتوجه الي ربه قائلاً : ربي اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهودي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .
نفد الماء والتمر لدي هاجر وبدأ الطفل لصغير يبكي عطشاً وجوعاً وقامت الام الولهى تهرول بين ربوتين مرتفعتين قريبتين من مكان اقامتها ( الصفا والمروة ) لعلها تري اثراً لماء او شجر او انسان ولما لم تعثر علي شئ عادت الي طفلها ثانية ويا للمفاجئة السارة لقد رأت الماء العذب ينبع بين قدميه وخوفاً من ضياعه في الرمال الجافة بدأت تزمه بيديها ومن هنا جاءت تسمية النبع زمزم .
وهكذا يا احباءنا بتوفر الماء في المكان دبت الحياة ونما الشجر وتوطن بعض الاعراب قريباً من زمزم وبدأت معالم مكة بالظهور وبدأ الطفل يكبر في حين كان ابراهيم عليه السلام يزور زوجته وابنه بين الحين والآخر زيارات تفقديه، وفي احدي هذه الزيارات وبينما كان ابارهيم عليه السلام نائماً جاءه طائف من السماء اكثر من مرة يأمره بذبح ابنه اسماعيل .
ايقن ابراهيم ان هذا أمر من الله لابد من تنفيذه ولما أطلع ابنه عليه كان جواب الولد المؤمن المطيع لأبيه : ” يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ” اطمأنت نفس الوالد ابراهيم لاستجابة ابنه وخرجا سراً دون علم هاجر لتنفيذ الامر الآلهي وفي الطريق بين مكة وعرفات حاول الشيطان او يوسوس لابراهيم ويثنيه عن عزمه لكن ابراهيم رماه بالحصى مرات ومرات واخيراً وصل سيدنا ابراهيم المكان الذي قرر فيه ذبح ولده اسماعيل واخرج السكين استعداداً للذبح لكن الله سبحانه وتعالي انزل من الماء كبشاً كبيراً فداء لاسماعيل .
وبعد هذه الحادثة عاد سيدنا ابراهيم الي فلسطين ليجد امامه مفاجأة سارة ثانية حين جاءته الملائكة تبشره بغلام ذكي تلده زوجته العجوز العقيم سارة، وتحقق امر الله وولدت بعد فترة سارة بولد اسموه اسحق، لكن وعلي الرغم من ان سيدنا ابراهيم جاءه مولود من زوجته سارة إلا ان ذلك لم ينسه زوجته في مكة وابنها اسماعيل فاستمر في زياتهما، وفي اخر زيارة لهما جاءه الامر من السماء ببناء الكعبة فشمر عن ساعد الجد هو وابنه اسماعيل ولما أتما البناء رفعا ايديهما الي الله وقالا : ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امه مسلمة لك وارنا منا سكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم .
وهكذا يا احباءنا قام بيت الله الحرام واصبح مهوي افئدة الناس علي مدي الدهور والاجيال والي ان يرث الارض ومن عليها اما سيدنا ابراهيم فقد عاد بعد بناء الكعبة الي فلسطين وهناك توفاه الله وتم دفنه في بلده الخليل .