قصة سيدنا زكريا عليه السلام كاملة بالتفصيل
لقد جاء بالقرآن الكريم ذكر العديد من قصص الأنبياء السابقين، والذين بعثهم الله سبحانه وتعالى للأمم السابقة بمعجزات لتأييدهم أثناء رسالتهم.
كان ولازال القرآن الكريم المعجزة التي أيد الله سبحانه وتعالى بها سيد البشر سيد ولد آدم، “محمد” صلَّ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ويعتبر القرآن الكريم هو الأساس ونهج كل التشريعات في الدين الإسلامي، والقرآن معجزة تتناسب مع كل زامن وأوان.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى فيه الهدى للإنس والجن، وقد جاء به ذكر قصص الأنبياء لنأخذ منها العبرة والعظة.
وعلى كل مسلم منا أن يفهم ما جاء بالقرآن الكريم من قصص للأنبياء وأحكام وشرائع حتى يتمكن من العيش بالحياة بأكمل صورة.
ومن ناحية أخرى عليه أن يكون في أتم الاستعداد للمناقشات والمناظرات التي تحدث بين الحق والباطل لنستطيع أن ندافع عن ديننا أمثل دفاع إذا تعرضنا لمواقف مماثلة.
أوضح الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم بقصص الأنبياء سنته في خلقه وعباده حيث جرت هذه السنن على كل الأقوام وفي كل الأزمان.
لقصص الأنبياء في القرآن الكريم الكثير من الفوائد للدعاة وللناس عامة حيث أنها تبين الطرق والنهج الذي اتبعه الأنبياء في دعاة أقوامهم لتوصيل رسالتهم السماوية، وللناس عامة تفيد بأن من يتقي ويصبر ويجاهد هوى نفسه ويتبع ما أتاه من الله فإن الله لا يضيع أجر المتقين.
قصـة سيدنا زكريا عليه السلام كاملة
ينسب سيدنا “زكريا” لبني إسرائيل، وقد جاء أنه زكريا ابن دان بن مسلم بن صدوق، ويمر نسبه عليه السلام بسيدنا “سليمان” ابن سيدنا “داوود” عليهم السلام جميعا، وورد أنه نسبه يصل إلى “يهوذا” وهو ابن سيدنا يعقوب عليه السلام.
ورد في الذكر أن سيدنا “زكريا” عليه السلام كان يعمل نجاراً، جاءت قصته عليه السلام مفصلة بالقرآن الكريم بسورتي آل عمران ومريم.
وجاء جاء ذكره عليه السلام بالقرآن الكريم ثمانية مرات.
رسالتـــه عليه السلام:
بعث في بني إسرائيل ليدعوهم إلى رسالة التوحيد، وعبادة الله سبحانه وحده لا شريك غيره؛ وكان وقت بعثته عليه السلام قد كثر إفساد بني إسرائيل بها واشتد كفرهم بالله سبحانه جل في علاه.
كان ملوك بني إسرائيل حينها كفارا فجارا، فانتشر الفسوق وانتشر الظلم بكامل أشكاله وأوصافه.
ومن شدة فسادهم وظلمهم تسلطوا على الأتقياء والصالحين من القوم قتلا وظلما وجورا، حتى أن بطشهم قد طال سيدنا “زكريا” عليه السلام,
وكانت صورة الظلم التي طالت سيدنا “زكريا” عليه السلام تمثلت في أمر الملك “هيرودس” عندما أمر رجاله بقتل سيدنا “يحيى” ابن سيدنا “زكريا” عليهما السلام إرضاءً لعشيقته.
عاصر سيدنا “زكريا” عليه السلام زمن انتشار القتل وانتشار الظلم ببني إسرائيل؛ ولحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى قدر ألا يكون لزكريا عليه السلام ولداً.
وحينما شعر سيدنا “زكريا” عليه السلام بأن الكبر قد غشيه، وأنه وحيد بلا معين له على كل الفساد الذي من حوله ولا معين على الدعوة للإيمان بالله وحده، ولا مقيم للدين معه ومن بعده، وقد حرم من يخلفه في الدعوة من بعده، رفع أكفه بالضراعة داعيا الله سبحانه وتعالى أن يرزقه بذرية صالحة.
فاستجاب له رب العباد سبحانه وتعالى، في البداية جعل له كفالة مريم، ومن بعدها بشره بحمل زوجته في ابن له.
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة مريم: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا، يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا، قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا، قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا، قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا، فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا).
سيــــــــدنــا زكريـــا عليه السلام:
بلغ سيدنا “زكريا” عليه السلام الكبر، وأصابه الوهن، واشتعل رأسه شيبا.
وبالرغم من كل هذه الأسباب التي تكاد تكون مستحيلة لإجابة دعائه إلا إنه لم ييأس من رحمة الله سبحانه وتعالى.
كان موقنا بأن الله يهب ما يشاء لمن يشاء بغير حساب؛ وكان لكفالته للسيدة مريم في حياته سببا كبيرا في ذلك اليقين المترسخ في قلبه، إذ كان كلما دخل عليها المحراب وجد فاكهة الصيف بالشتاء، وفاكهة الشتاء بالصيف.
كان عليه السلام يدعو ربه دوما بأن يرزقه ذرية صالحة، واستجاب الله سبحانه وتعالى له دعائه، على الرغم من أن زوجته كانت عاقرا لا تلد، وهو نفسه عليه السلام قد بلغه الكبر.
بشره الله سبحانه وتعالى بأنه سيكون له ولد، وأن اسمه “يحيى”، تفاجئ سيدنا “زكريا” عليه السلام من شدة أثر وقع الخبر على نفسه.
طلب من ربه سبحانه وتعالى أن يجعل له آية لهذه البشارة السارة، فأمره الله سبحانه وتعالى ألا يكلم الناس ثلاثة أيامٍ إلا رمزا.
وكان سيدنا “زكريا” عليه السلام خلالها لا يكلم الناس ويذكر الله كثيرا ويحمده على منته وعطيته، وكان من تمام فضل الله سبحانه وتعالى على نبيه أن جعل له “يحيى” عليه السلام بارا به وبوالدته، تقيا نقيا نبيا من المرسلين.
رفع الله سبحانه وتعالى شأن سيدنا “يحيى” عليه السلام في الدنيا والآخرة، وأعلى من قدره.
اقرأ أيضا: قصة سيدنا داوود عليه السلام كاملة بالتفصيل
وأيضا عزيزنا القارئ: قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الأول
والجزء الثاني: قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الثاني
سيدنــــــــا زكريا عليه السلام وكفالـــة مريم:
كانت والدة السيدة “مريم” زوجة “عمران” زوجة صالحة تقية نقية، وكانت تتوق نفسها ورحها لطفل يرزقها به الله سبحانه وتعالى.
وطال الوقت ولم تيأس من الدعاء، وبيوم من الأيام نذرت لله سبحانه وتعالى إن رزقها بطفل ستجعله قائما على خدمة بيت المقدس، عابدا لله وحده زاهدا في ما دون ذلك.
وما هو إلا وقت قصير للغاية، وأصبحت حاملا بطفل رزقها الله سبحانه وتعالى إياه استجابة لدعائها ورجائها.
ولما وضعت وجدتها أنثى “مريم” عليها السلام، أصابتها الحيرة فكيف لها أن تجعل ابنتها عابدة خادمة لبيت المقدس؛ ولكنها أوفت بنذرها لخالقها سبحانه وتعالى، فأخذت “مريم” لبيت المقدس.
كان عليها أن تجد من يكفل ابنتها السيدة “مريم” عليها السلام؛ لذا تم إجراء قرعة وجد بها الصالحون العابدون من بني إسرائيل من يصلحوا لكفالة مريم ابنة عمران الصالح التقي الذي كان علما من علماء بني إسرائيل.
وكان الحظ من نصيب سيدنا “زكريا” عليه السلام، وهو في الأصل زوج خالتها.
فكفلها “زكريا” عليه السلام وأدبها وأحسن تأديبها، أسكنها بمحرابه وأوصلها لعبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له بصورة وطريقة ترضيه سبحانه وتعالى عنها.
واقرأ أيضا: قصة سيدنا آدم عليه السلام كاملة مع الآيات القرآنية
وأيضا عزيزنا القارئ: 3 قصص الأنبياء قصيرة سيدنا صالح وإدريس وإبراهيم عليهم السلام لأخذ الفائدة
وفاتــــــــــــــــه عليه السلام:
جاءت في وفاة سيدنا “زكريا” عليه السلام روايتان، وفي الروايتين قتل سيدنا “زكريا” عليه السلام على يد أفجر الخلق من بني إسرائيل والذين جاء القرآن بذكر قتلهم للأنبياء بغير حق.
قال تعالى في كتابه الكريم بسورة النساء: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا).
أما الرواية الأولى فقد جاء في الذكر أن السيدة “مريم” عندما وضعت وليدها هناك أناس من بني إسرائيل ادعوا بأن سيدنا “زكريا” عليه السلام قد أوقعها في الفاحشة.
فقتلوه ظلماً وجوراً حيث قاموا بنشره بالمنشار.
وأما الرواية الثانية عندما قتل الملك هيردوس سيدنا “يحيى” عليه السلام، أرسل رجاله يبحثون في كل الأرجاء عن سيدنا “زكريا” عليه السلام، فاختفى عن الأنظار حتى نادته شجرة ليختبئ بداخلها فانشقت بإذن الله ليدخل بها، وعلم ذلك الشيطان.
وكان مع الشيطان الدليل شيئا من ملابس سيدنا “زكريا” عليه السلام، فأتى القوم وأخذوا يقطعون في الشجرة فقتل سيدنا “زكريا” عليه السلام بداخلها.
الاستشهاد من القرآن الكريم:
قال تعالى في كتابه الكريم بسورة آل عمران.. (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ، قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ).
وقال تعالى بسورة مريم: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا، يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا، قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا، قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا، قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا، فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا).
اقرأ أيضا عزيزنا: قصة سيدنا سليمان عليه السلام كاملة بالتفصيل
وأيضا: قصص الأنبياء مبسطة للأطفال pdf قصة إدريس عليه السلام