قصة سيدنا زكريا عليه السلام للأطفال وبشرى الله له
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين لجميع الأمم السابقة حتى لا يكون للناس حجة على الله، وذلك ليدعوهم إلى عبادته وحده لا شريك له وعدم الكفر به والهدي على صراط ه المستقيم.
ومن ضمن هؤلاء الأنبياء الذين أرسلوا إلى قومهم نبي الله زكريا عليه السلام.
قصــة سيدنا زكريا عليه السلام للأطفال
قيل أن نسب سيدنا زكريا عليه السلام يعود لسيدنا سليمان ابن سيدنا داوود عليهما السلام، كما أنه قيل أن سيدنا زكريا عليه السلام كان يشتغل بمهنة النجارة، وقد جاء ذكر سيدنا زكريا عليه السلام في القرآن الكريم ثمانية مرات، أما عن قصته فجاءت موضحة بالتحديد في سورتين وهما سورة آل عمران وسورة مريم.
أرسله الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل ليعبدوا الله وحده لا شريك له ولا يعبدون غيره، إذ أنهم كانوا في هذه الفترة قد ازداد شركهم وفسادهم في ما بينهم وبين الاخرين.
حيث أنه كان ملوك بني إسرائيل في هذه الفترة مشركين وكفار ولا يحبون الدين الإسلامي على الإطلاق، ولا يحبون الذين اعتنقوه فكانوا يقومون بقتل كل من اعتنق هذا الدين من غير وجه حق.
وكان ظلمهم قد فاق كل الحدود حتى وصل إلى نبي الله يحيى عليه السلام ابن سيدنا زكريا عليه السلام إذ أنهم أرادوا قتله وطلبوا ذلك من الملك هيرودس إرضاءً لحبيبته.
أمنية سيدنا زكريا عليه السلام:
لم يرزق الله سبحانه وتعالى سيدنا زكريا بولد طوال حياته حتى بلغ الكبر، أما عن زوجته فقد كانت عاقراً، وبعد أن كبر به العمر وجد نفسه وحيداً، ولم يجد معه من يؤنس وحدته ويكمل دعوته من بعده، فقام بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى في كتابه العزيز في سورة مريم: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا، يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا، قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا، قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا).
ما يجب أن نعلمه لأطفالنا الصغار من قصة سيدنا زكريا عليه السلام:
أولا/ وصل سيدنا زكريا عليه السلام إلى فترة الشيب وانعدام القوة كما ذكر حالته أثناء دعائه لله سبحانه وتعالى، ولكن اليأس لم يتمكن منه ولم يسيطر عليه، فقد كان عنده ثقة بالله سبحانه وتعالى كبيرة للغاية، وأن الله سبحانه وتعالى سوف يعطيه كل ما يتمنى على الرغم من ظروفه.
ثانيا/ سيدنا زكريا عليه السلام كفل السيدة مريم ابنة عمران فازدادت ثقته بالله ويقينه به حيث أنه كان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها فاكهة في غير أوانها؛ فكان يجد فاكهة الصيف في فصل الشتاء، وكان يجد فاكهة الشتاء في فصل الصيف.
وكل هذه الاسباب والظروف جعلته يطلب من الله سبحانه وتعالى ما كان يراه مستحيلا، مولاي صلي الله سيء ابدا وعلى الرغم من أن امرأته كانت عاقر لا تنجب وهو بات كبيرا في السن، إلا أنه كان مؤمنا بالله سبحانه وتعالى واثقاً فيما عنده، فأعطاه الله سبحانه وتعالى ولدا فسماه يحيى وجاءته البشرى في سورة مريم، إذ قال تعالى: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).
ومع كل ذلك وعلى الرغم من كثرة دعاء سيدنا زكريا عليه السلام، إلا إنه تفاجأ من بشرى الله سبحانه وتعالى له، وطلب من خالقه سبحانه وتعالى أن يجعل له آية بهذا الخبر تكون تأكيداً على أن هناك حمل بالفعل.
وكانت آية الله سبحانه وتعالى له هي السكوت، فلا يتكلم مع أي شخص لمدة ثلاثة أيام، على الرغم من حالته النفسية التي كانت في حالة جيدة للغاية بسبب البشرى التي لطالما انتظرها، وصلته الوطيدة مع الأفراد من حوله.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة سيدنا إلياس عليه السلام للأطفال وكيف تم قبض روحه عليه السلام
وأيضا: قصة سيدنا محمد عليه السلام للأطفال (خير البرية)
وقصة الإمام الشافعي انتقاله الى مكة و لقائه بالامام مالك