من الجميل أن نقص على مسامع أطفالنا قصص الأنبياء ، حتى يعرفوا ما عانوا وما واجهوا من أجل نشر دعوة الحق ونشر كلمة الله عز وجل ، واليوم أقدم لكم في موقع قصص واقعية قصة سيدنا شعيب عليه السلام من قصص الأنبياء للأطفال .
قصة سيدنا شعيب عليه السلام
في أطراف الشام من البحر الميت ومن خليج العقبة ، كانت هناك قرية تسمى قرية ” مدين ” ، وكان أهل مدين من العرب ، وكانوا أشد الناس كفرا بالله ويعبدون شجرة من دون الواحد القهار ، الله رب السموات والأرض وكانوا يسمون الشجرة ، شجرة الأيكة.
كانت أخلاق هولاء القوم من العرب في غالية السوء والشر الكبير ، يعملون بالتجارة فإذا أراد أحد أن يشتري منهم شيئا غالوا في الأسعار ، وانقضوا الميزان ، أما إذا أرادوا أن يشتروا خفضوا الأسعار ، وأستوقفوا الميزان ، ارسل الله عز وجل اليهم رجلا منهم ، عرف بحسن الخلق وسماحة النفس ، كان هذا الرجل عذب الحديث قوي الحجة ، اتاه الله الفصاحة والبلاغة في الكلام ، حتى سمي ” خطيب الأنبياء ” وهو سيدنا شعيب عليه السلام .
استخدم سيدنا شعيب عليه السلام مع قومه كل ما أوتي من فصاحة وبلاغة وأخذ يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ، وترك عبادة الشجرة التي يعبدونها ، وأن يعطوا الناس حقوقهم ولا يغشوا في الميزان ويتقوا الله ، ولكن هؤلاء الكفار لم يسمعوا كلام شعيب عليه السلام ، ولم يستجيبوا له ، وتشاور كبراؤهم في امره فقالوا ، لابد أن شعيبا يحتاج إلى بعض المال ، هيا نجمع له الأموال ونعطيها له .
لكن سيدنا شعيب عليه السلام ، رد عليهم قائلا ، وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ، ولما لم تفلح هذة الحيلة مع شعيب عليه السلام ، بدأ قومه يسخرون منه ومن كثرة عبادته فقالوا له ساخرين ” أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ” فاخبرهم أنه لا يأمرهم بشيء إلا ويفعل مثله .
لم ييأس شعيب عليه السلام من دعوة قومه ، وأخذ يذكرهم بنعم الله عليهم حيث بارك لهم في أولادهم وأرزاقهم وحذرهم من نقمة الله وعذابه للمفسدين والكافرين وقال لهم ” واذكروا إذا كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ”
قصة أصحاب الجنة قصة بعبره وعظة للأطفال من القرآن الكريم .
ثم حذرهم شعيب عليه السلام من كفرهم ، ومخالفتهم لما جاء به ، لان ذلك يعرضهم لسخط الله وغضبه كما حدث مع الاقوام السابقين فقال لهم ” ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ”
وسلك شعيب طريقا اخر غير طريق التهديد والتخويف من عذاب الله وهو طريق النصح والترغيب في ثواب الله عز وجل وانه سوف يغفر لهم ، فقال لهم ” واستغفروا ربكم ثم ثوبوا اليه إن ربي رحيم ودود ”
لم يؤمن مع شعيل عليه السلام ، الا نفر قليل من قومه وكان المشكركون يمنعون الناس من الوصول الى شعيب عليه السلام ، ليمنعوا الناس ويهددونهم الاذى اذا ذهبوا الى شعيب فقال لهم شعيب علية السلام ، ” ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ” ، وفي احد الايام ذهب شعيب إلى قومه وظل يدعوهم إلى عبادة الله ولكنهم قالوا له يا شعيب نحن لا نفهم ما تقول ، وما انت الا رجل ضعيف ولولا قومك لرجمناك بالحجارة فقال لهم وهل قومي وقرابتي اعز عليكم ن الله ومما ادعوكم اليه ، ان الله عليم بما تفعلون وسوف يعاقبكم على افعالكم .
حجة الوداع ووفاة الرسول صلى الله علية وسلم
وهنا تجمع المشركون وقالوا لشعيب والذين آمنوا معه لنخرجنكم من قريتنا أو تعودون الى ديننا ودين آبائنا ، فرد عليهم المؤمنون لن نرجع الى دينكم بعد أن نجانا الله منه ، ثم توجه شعيب عليه السلام والذين امنوا معه، الى الله عز وجل بالدعاء ان ينصرهم على القوم الكافرين وقالوا ” ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ”
ولما استمر اهل مدين في كفرهم وعنادهم الشديد ، ارسل الله عليهم حرا شديد ، واسكن الله الريح والهواء عنهم ، فلم يفلح مع هذا الحر ظل ولا ماء ، فاذا اختباؤوا في البيوت وجدوها اشد حرا من الخارج ، واذا دخلوا في السراديب ليحتموا من الحر ، وجدوها اشد حر وظل ذلك سبع ايام كامله ، فلما يئسوا من الحر هربوا إلى خارج القرية في الصحراء فجاءت سحابة عظيمة ، فتجمعوا تحتها وشعروا بالنسيم البارد ، فلما تجمعوا كلهم تحتها انفجرت بالبرق والرعد وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم فأهلكهم الله عزوجل ، ونجى الله شعيبا والذين آمنوا معه .
قصة مكتوبة بطريقة جميلة ومختصرة ومشوقة .. ليكمل هذا العمل الرائع أرجو مراجعة الاخطاء الاملائية وتصويبها .. جزاكم الله خيرًا