قصة سيدنا لوط عليه السلام كاملة من القرآن الكريم
موعدنا اليوم مع واحدة من اجمل قصص الانبياء و هي قصة النبي لوط عليه السلام ، فالله عز وجل ارسل الرسل و الانبياء ليقوموا بايصال رسالة الله تعالى للبشر ، و هي ان نعبد الله وحده لا شريك له ، و لكن الكثير ان لم يكن جميع الاقوام لم يستمعوا لاقوال الانبياء ، وكانت نتيجة ذلك وخيمة وهي العذاب في الدنيا و دخول النار في الآخرة ، فقد كانت هذه الاقوام يتّبعون آبائهم و اجدادهم وكانوا يعبدون الاصنام و الاوثان من دون الله عز وجل ، و اليوم ومن خلال موقع قصص واقعية يسعدنا ان نقدم لكم قصة نبي الله لوط عليه السلام كاملة ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.
قصة نبي الله لوط عليه السلام
في البداية نذكر نسب نبي الله لوط عليه السلام فهو لوط بن هاران بن آزر ، وهو ابن اخ النبي ابراهيم عليه السلام ، نشأ النبي لوط عليه السلام في مدينة بابل في العراق ، بعدها هاجر الى حوران ، ومن ثم انتقل الى سدوم ، وقد تزوج لوط عليه السلام من نساء سدوم و تكلم بلسانهم ، وتجدر الاشارة الى ان سدوم عبارة عن قرية تقع في الجزء الشرقي من غور الاردن ، آمن النبي لوط عليه السلام برسالة نبي الله ابراهيم عليه السلام واتبعه فيما قاله ، بل وهاجر معه الى بلاد الشام ، وقد حدث ذلك في الوقت الذي هجر فيه سيدنا ابراهيم عليه السلام اباه و قومه.
اقرأ ايضا : قصة سيدنا صالح عليه السلام كاملة مع قوم ثمود وكيف كانت نهايتهم ؟
ارسل الله عز وجل النبي لوط عليه السلام الى سدوم و المناطق التي تقع الى جوارها ، وكانت رسالة الله للنبي لوط مثل سائر الانبياء و الرسل ، وهي توضيح الفرق بين الطريق الصحيح وهو عبادة الله تعالى والطريق الخاطئ الذي يقود الى العذاب الاليم وهو طريق الشرك بالله عز وجل ، فقد كان لوطا عليه السلام يدعو الناس الى ترك عبادة الاصنام والابتعاد عن كل ما يُغضب الله عز وجل ، وقد كان عمر لوط عليه السلام عندما اوحي اليه 40 عاما ، استخدم نبي الله لوط في دعوته اساليب عديدة و متنوعة ، فكان منها اسلوب اللين و الرفق ، وايضا اسلوب الاستفهام ، حيث كان لهذا الاسلوب نوع من التأثير في النفوس و العقول.
كان لوط عليه السلام يوضح للناس العواقب المنتظرة للامور التي يقومون بها ، وقد تم ذكر ذلك في القرآن الكريم في الآية الكريمة : ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ*أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ، وظل لوطا عليه السلام يحذر قومه كما ورد في الآية الكريمة ، ويذكرهم بانه سوف يكون عليهم وزر من سيأتي بعدهم ، كان هناك الكثير من الصفات المذمومة التي اتصف بها قوم لوط ، فقد كان الرجال يأتون بعضهم بعضا ، كما كانوا يتصفون ايضا بالخذف والمقصود به رمي الحصى او الطين باستعمال السبابتين ، بالاضافة الى التصفير و التصفيق وكذلك لبس الحرير.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصة رائعة من معجزات النبي صلي الله عليه وسلم بعنوان : كذبك أسيرك وسيعود
من الصفات ايضا التي اتصف بها قوم لوط قص اللحية و اطالة الشارب ، بالاضافة الى شرب الخمور ، وبسبب كل هذه الصفات التي كان من الصعب التخلي عنها لم يهتم قوم لوط عليه السلام بدعوة النبي المُرسل ، واستمروا في افعالهم و تكبرهم ، بل واستهزئوا بما كان النبي لوط عليه السلام يقوله ، فقد كانوا يقولون ان النبي لوط عليه السلام يدّعي الطهارة عن الخطيئة و الذنوب ، بل وصل الامر في عنادهم الى انهم استعجلوه في الاتيان بالعذاب الذي توعدهم به في حال استمروا فيما يقومون به من افعال ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ، فقام الله بابتلاء قوم لوط قبل ان يرسل اليهم عذابه ، حيث ارسل الله الى قوم لوط ملائكة في شكل بشر ، وذلك بعد ما كانوا قد مروا على ابراهيم عليه السلام و زوجته هاجر.
خاف نبي الله لوط عليه السلام ان يتعرض قومه للملائكة بسوء ، وكان يشعر بالذنب لانه لم يتمكن من الوقوف في وجه قومه ومنعهم عن الملائكة ، عرض لوط عليه السلام على قومه ان يزوجهم من بناته بالطريقة الشرعية لعلهم ينقذون انفسهم من عذاب الله ، رفض قوم لوط ما اخبرهم به نبيهم ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ* قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ) ، حينها تمنى نبي الله لوط عليه السلام لو انه يمتلك القوة التي تمكنه من ردع ما يقوم به قومه ، قال تعالى : ( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ).
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصة سيدنا شيث عليه السلام كاملة وهل تم ذكره في القرآن الكريم ؟
هنا طمأن الملائكة النبي لوط عليه السلام بانهم مرسولون من الله تعالى ، وانهم سوف يحمون لوطا عليه السلام من فساد قومه ، هم جائوا من عند الله لاهلاك قوم لوط وجعلهم يندمون على ما يقومن به من افعال ، قال تعالى : ( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) ، بعدها تمادى قوم لوط وامروا النبي لوط عليه السلام بان يتوقف عن الدعوة الى عبادة الله تعالى والا سيقومون بطره ، قال تعالى على لسان قوم لوط : ( أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) ، كان من الذين كفروا بدعوة النبي لوط عليه السلام زوجته ، فلم تكن فقط تكذّب بما جاء به بل كانت تحرض القوم على زوجها ، وكانت تساعد في ارتكاب الفاحشة ، كيث كانت تشي للقوم باخبار النبي لوط عليه السلام.
كما كانت تكشف عن هوية القوم الذين يأتون الى النبي لوط عليه السلام ، فعندما اتى الملائكة الى النبي لوط عليه السلام على هيئة رجال ، اسرعت زوجته لتخبر القوم عن ذلك ، بعدما استنفذ نبي الله لوط عليه السلام جميع المحاولات لاخراج قومه من الظلمات الى النور لم يكن امامه سوى التوجه الى الله عز وجل بالدعاء بان ينجيه الله هو ومن آمن معه من سوء القرية و اهلها ، قال تعالى : ( رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ) ، بعدها امرت الملائكة النبي لوط عليه السلام ان يأخذ من آمن معه والخروج من القرية في الليل ، ولكن دون التفكير في العودة اليها مرة اخرى ، وذلك بدون زوجته لانها كفرت بالله ولم تستمع لرسالة زوجها ولم تؤمن بالله عز وجل ، وان هؤلاء القوم سوف ينالون العذاب الذي يستحقونه من عند الله.
و للمزيد من قصص الانبياء و القصص الدينية يمكنكم ايضا قراءة : قصص زوجات الرسول قصة رائعة من غيرة زوجات النبي صلي الله عليه وسلم قصة العسل و المغافير
قال تعالى في كتابه الكريم : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ) ، فكان عذاب قوم لوط ان قام الله تعالى بامطارهم بحجارة من سجيل ، وقد كان اسم كل حجر على اسم الشخص الذي سوف يسقط عليه ، وقد كان هذا جزاءا مستحقا لهؤلاء القوم الذي كفروا بالله عز وجل ، والخروج عن الطريق السليم بل و الفطرة السليمة ، فما كان يفعل هؤلاء القوم كان شيئا لا يتقبله العقل الواعي مطلقا ، وحتى يومنا هذا مازالت قريتهم موجودة بغرض الاتعاض و الاعتبار ، فاخذ العظة من السابقين من الامور المهمة جدا حتى لا تتكرر نفس الاخطاء فيحل عذاب الله على القوم الكافرين.