قصة سيدنا لوط عليه السلام مختصرة نبي أكثر أهل الأرض فجورا
منذ بداية الخلق والله سبحانه وتعالى أرسل أنبيائه ورسله للخلق مبشرين ومنذرين، وبعث معهم الرسالات والمعجزات المختلفة لتأييدهم وتأييد صدق أقوالهم؛ ولكن الأقوام ما قابلوا رسلهم وأنبيائهم إلا بالكفر والنكران، ولم يؤمن معهم إلا قليل القليل.
فالأقوام قد استكانت أنفسهم للشرك بالله والعياذ به، فصار التوحيد على أنفسهم عبئا ثقيلا لا يحتملوه على الإطلاق، وربما كنت مصالح البعض تتعارض مع دعوة التوحيد فمالوا لهوى أنفسهم على حساب الحق وطريق الدعوة إليه.
ومن بين الأنبياء الذين أرسلوا وبعثهم الله سبحانه وتعالى للأقوام سيدنا “لوط” عليه السلام الذي جاهد في دعوة قومه ليهديهم سبل الصراط والطريق القويم.
قصـة سيدنا لوط عليه السلام مختصرة
قيل أن قوم سيدنا “لوط” عليه السلام سكنوا منطقة تسمى “سدوم” بقرى الأردن، والتي يقال أنها بالبحر الميت الآن، بعث الله سبحانه وتعالى لهم سيدنا
“لوط” برسالة التوحيد، فدعاهم عليه السلام للتوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، وأمرهم بطاعته ورضوانه سبحانه وتعالى.
ولكن دعوته كانت أمرا شاقا على أنفسهم، فأبوا أن يسمعوا له، والأمر الذي كانوا يأتونه ويأبون أن يتنازلوا عنه على الرغم من وعيد نبي الله لهم، أنهم كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء على غير ما خلقهم الله سبحانه وتعالى عليه، وكانت شريعة سيدنا “لوط” عليه السلام أن يأمرهم بترك تلك الفاحشة والتوبة منها، ولكنهم كانوا شديدي الكره لذلك، لدرجة أنهم هددوا لوطا عليه السلام بإخراجه من قريتهم إن أصر على ذلك.
اقرأ أيضا: قصص القران ياسر برهامى وقصة قوم سيدنا لوط
سيدنا لوط عليه السلام:
نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى، ورد ذكره في القرآن الكريم أكثر من خمسة وعشرين مرة، كما ذكر الله سبحانه وتعالى تفاصيل قصة سيدنا “لوط” عليه السلام مع قومه.
بعث الله سبحانه وتعالى نبيه “لوط” عليه السلام لقومه حيث انتشرت بينهم الفاحشة البينة حيث كان الرجال منهم يأتون الرجال، وبذلك غيروا فطرة الله سبحانه وتعالى التي خلقهم عليها، فأرسل إليهم ليعلمهم عبادة الله وحده لا شريك له وترك الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن؛ ولكنهم لم يستجيبوا للأوامر التي جاء بها، ولم ينتهوا عما نهاهم عنهم، ولم يكفوا وينتهوا عن فعلهم القبيح، ولم يقتصرون على ذلك وحسب بل هددوا نبي الله بطرده وإخراجه من بينهم؛ قال تعالى في كتابه العزيز: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
اقرأ أيضا: قصص قصيرة عن الأنبياء قصة سيدنا آدم، إدريس، صالح، لوط، وشعيب عليهم السلام
تكبر قوم لوط عليه السلام:
لقد تمادوا في أفعالهم السيئة المشينة، وتمادوا في تهديد ووعيد نبي الله “لوط” عليه السلام، لقد كان تماديهم واضحا ومصحوبا بالفسق والتكبر والفجور؛ إنهم لم يكتفوا بفعل الفاحشة وحسب بل كانوا يتبجحون بها أمام العلن، ويفتخرون بأنفسهم أثناء فعلها؛ كما أنهم كرهوا من يدعوهم للتقى والنقاء والعودة للفطرة السليمة السوية التي خلقهم عليها رب العباد.
وأخيرا تحدوا نبي الله أن يأتيهم بالعذاب وويلاته التي وعدهم بها، لقد ذكروه بوعده أنهم إذا استمروا في فعلهم وكفرهم ولم يستجيبوا له آتاهم العذاب، فسألوه عن العذاب الذي وعدهم إياه، وما كان من نبي الله “لوط” عليه السلام إلا أن دعا ربه أن ينصره وينصر دعوته على القوم الكافرين الظالمين.
الملائكة تحل ضيوفا على سيدنا لوط:
جاءت الملائكة بالبشرى لسيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته، وأعلموه بما سيحل على قوم لوط من العذاب المبين، فجادلهم في أمر لوط عليه السلام، ولكنهم طمأنوه بأن لوطا لن يمسه العذاب؛ قال تعالى في كتابه العزيز: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ، وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ، وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ، قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ، قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ، قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
اقرأ أيضا: قصة سيدنا لوط عليه السلام كاملة من القرآن الكريم