ويكمل الجد سالم حكايته وقصة سيدنا موسى عليه السلام ، وماذا فعل عندما عاد بألواح التوراه التي أنزلها الله عليه في جبل الطور بسيناء ، وعاد لبنو إسرائيل ولكن هناك وجد مفاجأة غير سارة تنتظره ، في قصة بعنوان جدي سالم يحكي لنا قصة سيدنا موسى والسامري قصة للأطفال من القرآن الكريم .
قصة سيدنا موسى والسامري
جلس الأطفال أمام الجد سالم وقالوا له بحماس ، هيا يا جدي أكمل لنا قصة سيدنا موسى وأخبرنا من هو السامري ، وقالت سلمى ، جدى هل تسمح لي بسؤال ، فقال الجد تفضلي يا سلمى ، قالت الفتاة ، يا جدى لقد لاحظت شيئا هاما عندما اخبرتني أمس قصة ألواح التوراة ، وأخبرتنا الوصايا العشر هي نفس الوصايا التي يوصي بها ديننا الإسلامي يا جدي ، قال الجد ، يا سلمى ، إن من أنزل التوراة والإنجيل والقرآن الكريم هو اله واحد يا بنيتي وكل الكتب السماوية تدعوا لنفس الأشياء الحميدة ،عدم السرقة والقتل والزنى وفعل الفواحش والحسد والاهتمام بالوالدين وعدم الحسد وشهادة الزور فشريعة الله واحدة لا تتغير، اخذ الجد سالم نفسا عميق ثم اكمل قصته قائلا ، حمل سيدنا موسى الألواح وعاد الى بنو اسرائيل وهو سعيد مسرور ، ولكن للأسف الشديد وجد مفاجأة غير سارة في انتظاره هناك فما فعله بنو إسرائيل كان بشعا جدا .
حينما خرج سيدنا موسى عليه السلام من مصر هو وقومه وفروا من فرعون وجنوده ، ولكن قبل ان يخرج بنو اسرائيل من مصر ذهبوا الى النساء المصريات وطلبوا منهن أن يعطيهن الحلي الذي يتزينون به من خواتم والقرط والعقد والسوار ، وقالوا لهن إننا في يوم عيد وسوف نعيد هذه الأشياء بعد العودة من العيد ، وخرجت النساء مع الرجال حين أهلك الله فرعون وبذلك سرقوا ذهب المصريات ، وعندما ذهب سيدنا موسى للقاء الله تعالى ، وتأخر عليهم عشر أيام ، انتهز رجل خبيث اسمه ” السامري ” الفرصة ، وقد كان السامري رجل سيء جدا ، وكان من هؤلاء الناس الذين طلبوا من سيدنا موسى ان يجعل لهم صنما في شكل عجل ليعبدوه ، فلما رأى السامرى غياب سيدنا موسى عليه السلام ، ذهب إلى قومه فقال لهم ، إن موسى قد غاب وانه قد مات فهيا نعبد الهنا واله موسى ، فقالوا له ، وما هذا الاله يا سامري ، فقال السامري ، انه العجل الذي رأيناه وطلبنا من موسى أن يصنع لنا عجلا مثله فرفض .
اقرا ايضا قصص للاطفال
السمكة سموكة ونجم البحر من قصص جدي سالم بقلم منى حارس
قالوا وكيف ، فقال لهم السامري هاتوا ذهب المصريات الذي سرقتموه ليلة خروجكم من مصر ، حتى يصنع الها من الذهب ليعبدوه ، فذهب العصاة إلى نسائهن وطلبوا منهن الذهب ، وذهبوا به إلى السامري وقام بوضعه في النار حتى أصبح سائلا وبدأ في صناعة العجل ، وكان السامري صانع ماهر جدا ، فجعل العجل المصنوع من الذهب مجوفا من الداخل ، خاليا ما في بطنه وجعل له فما وثقب في مؤخرته ، فصار كأنه عجل حقيقي وكان الهواء يدخل من فمه ومؤخرته فيخرج صوتا كالخوار ، فظنه اليهود إلها حقيقيا ثم سجدوا له ، وعبدوه من دون الله عز وجل ، ورغم النعم العديدة التي انعم الله بها عليهم وفضله ، ولكنهم عصوا الله عز وجل ، وقال السامرى الخبيث ، لقد مات موسى وهذا الهكم واله موسى فاعبدوه.
وكان هارون عليه السلام ومجموعة من المؤمنين ينصحونهم ، ويحاولوا ان يمنعوهم عن عبادة العجل ولكنهم رفضوا ان يعودوا للايمان وصمموا على الشرك والكفر ، وظلوا يعبدون العجل الذي لا يسمع ولا ينطق ولا يبصر ، وعاد سيدنا موسى عليه السلام من ميقات الله ، ليجد المفاجأة الحزينة وكانت الالواح التي كتبت فيها التوراة في يديه ، فألقى الألواح أرضا وهو غضبان ، وذهب إلى أخيه هارون فأمسكه من رأسه وجره إليه وكاد يقتله ثم قال ، يا هارون لماذا لم تمنعهم من عبادة العجل لم تركتهم يعبدوه ؟
اقرا ايضا
من حكايات جدي سالم قصة الثعلب الشرير والأرانب الضعيفة
فقال هارون يا موسى يا ابن أمي يا أخي اتركني فإني والله نصحتهم ، ونهيتهم فلم ينتهوا وإني خشيت أن تحدث فتنة بين بني إسرائيل وبعضهم البعض ، وانتظرتك حتى تعود ، فذهب موسى إلى السامري واحضره ، ثم سأله لماذا صنع وفعل هذا ، فقال السامري ، انهم ضلوا ولقد ضللت معهم يا موسى ، وقد وسوس الشيطان لي ففعلت هذا ، فقال سيدنا موسى ان الله قد غضب عليك فاذهب فإن عقابك في الحياة أن تقول : لا مساس ، فأرسل الله عليه مرضا جلديا إذا وضع يده على جسده يسقط جلده كله ، فصار كالمجنون يقول : لا مساس أي لا يلمسني أحد ، فكان عقاب الله له على ما فعل ، اما العجل فلقد احرقة سيدنا موسى حتى ذاب الذهب وبعدها القاه في البحر .
من حكايات جدي سالم قصة الغول الشرير والبنت الصغيرة باللهجة المصرية
وبدلا من ان يتوب اليهود وبنو اسرائيل بل ذهبوا الى المكان الذي القى فيه سيدنا موسى العجل ، وقاموا بشرب الماء من نفس المكان ، وهنا فضحهم الله وظهر على شفاهم اللون الاصفر ، وهنا قال موسى لقومة الذين عبدوا العجل ، يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى الله ، فاقتلوا انفسكم ، لعدها امر سيدنا موسى بني اسرائيل جميعا ان يجتمعوا ثم قال لهم ، ان الله قد امرني ان يجلس الذين عبدوا العجل ويربطوا انفسهم ثم ياتى الذين لم يعبدوا العجل ، فيمسكوا السيوف فيقتلوا من عبد العجل حتى يأذن الله تعالى بقبول التوبة ، ويأمرنا برفع السيف ، وسوف ينزل الله ظلاما فإذا انكشف الظلام ، فإن الله تعالى قد قبل توبة التائبين .
فاجتمع بنو اسرائيل وحلت الظلمة ، فامسك الذين لم يعبدوا العجل بالسيوف ، فقتلوا من عبد العجل حتى علا الصراخ وبكى الاطفال ، وبكت النساء واستجاب واذا بموسى عليه السلام ، يدعوا الله عز وجل فاستجاب الله تعالى وانكشفت الظلمة ، ثم قاموا جميعا وقد قبل الله توبة التائبين وكتب من ما في الشهداء ، ولما انتهت قصة العجل وعبادته اخذ سيدنا موسى الالواح التي القاها واستغفر الله عز وجل ، على ما فعل ، فقال الله تعالى لموسى ، يا موسى اامر قومك ان يتبعوا ما في هذه الالواح من شرائع ، فقال سيدنا موسى لقومه ، ان الله يأمركم أن تأخذوا هذه الألواح وأن تتبعوا ما فيها ، فقالوا يا موسى اننا لن نتبعها ولن نأخذ ما فيها حتى يكلمنا الله كما كلمك ، فغضب الله عليهم فأماتهم ، فبكى سيدنا موسى ودعا الله ان يحيهم فقاموا مرة أخرى ، فأمرهم موسى أن يطيعوا أمر الله لكنهم قالوا لا يا موسى لن نتبعها حتى يكلمنا الله كما كلمك أنت ، وهنا نظر الأطفال بحزن للجد وقالوا ، يا جدى لماذا يفعل اليهود ذلك فلقد اكرمهم الله وتاب عليهم ، قال الجد يا اولاد لقد حسد اليهود من بنو اسرائيل ما اتى الله موسى من فضل ونعمة ، ولم يعرفوا أن الله العزيز القهار يختص بنعمته ورحمته من يشاء ، ولكنهم كانوا جهلاء ، وهنا قال مروان بحماس وماذا حدث بعد ذلك يا جدي ، قال الجد غضب الله عليهم غضب شديد .
فأمر الله ملائكته إن تحمل عليهم الجبل فوجدوا البحر أمامهم سيغرقهم والجبل من ورائهم سيسقط عليهم ، فقال موسى ، خذوا الألواح واتبعوها وإلا سقط عليكم لجبل ، فاذا بهم يسجدون لله تعالى ، فلما سجدوا رفع الله عنهم العذاب ولم يبق على الارض شجر ولا حجر الا اهتز ، فقالت بنو اسرائيل ، لا سجدة أعظم من سجدة رفعت عنا العذاب ..
وهنا توقف الجد عن القصة وقال غدا اكمل لكم باقي قصة السامرى يا اولاد ، فلقد شعرت بالتعب من كثرة الجلوس ، احترم الصغار الجد وسنه الكبير وذهبوا يتحدثون في تلك القصة التي حكاها لهم الجد سالم ـ ارجوا منكم دعوة بظهر الغيب للشفاء وتغير الحال للأحسن وان يحفظ ويهدى لي اولادي وكل أولاد المسلمين وشكرا لحضراتكم ، مع تحياتي
منى حارس
يتبع