قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة (ذا النون)
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قصص كثيرة لأنبيائه، كل ما لاقوه من مصاعب وتحديات أثناء طريق دعوتهم وتوصيل رسالة ربهم.
بالنسبة لقصص الأنبياء فقد كان فيها تحدي كبير إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى، إذ أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أهل علم ومعرفة بأخبار الأنبياء والأقوام السابقة.
دعوة سيدنا يونس عليه السلام لقومه:
بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا يونس عليه السلام إلى قومه الذين كانوا يسكنون مدينة نينوى والتي تقع بالعراق، أرسل الله سبحانه وتعالى إليه ليخرج قومه من الظلمات إلى النور، ويدلهم على عبادة الله وحده لا شريك له.
مكث سيدنا يونس عليه السلام يدعو قومه لعبادة الله وحده لا شريك له، وكان عدد قومه مائة ألف ويزيدون، ولكنهم لم يؤمنوا بما جاء به ولم يستجيبوا لدعوته بل كذبوه وازدادوا إصرارا وعنادا على ضلالهم وكفرهم، وما كان من سيدنا يونس عليه السلام إلا أن صبر على كفرهم وعنادهم وظل يدعوهم ثلاثا و ثلاثين عاما ولم يؤمن معه إلا رجلين اثنين، فأصابه اليأس من حال قومه فخرج من بينهم غاضبا دون أن يأذن الله سبحانه وتعالى له بالخروج.
يونس والسفينة:
عندما خرج سيدنا يونس عليه السلام من قومه أقبل على قوم وركب معهم السفينة، ولما باتت بهم السفينة في عرض البحر جاءتها أمواج من كل مكان، فاهتزت وتمايلت من جميع الاتجاهات.
اهتزت السفينة لدرجة أن جميع ركابها أيقنوا الغرق، فاجتمعوا وقرروا أن يرموا بأحدهم حتى يخففوا حمل السفينة، وأجروا قرعة ليقع الاختيار على أحدهم، وجاءت القرعة على سيدنا يونس عليه السلام ولكنهم أبوا أن يلقوا بنبي الله، وكرروا القرعة ثلاث مرات متتاليات، وبكل مرة تقع على سيدنا يونس عليه السلام، وما كان من سيدنا يونس عليه السلام إلا أن ألقى بنفسه في عرض البحر.
يونس عليه السلام في بطن الحوت:
وما إن ألقى سيدنا يونس عليه السلام بنفسه في عرض البحر إلا وأن التقمه حوت، فبات سيدنا يونس عليه السلام في ظلمات ثلاث ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، فأيقن عليه السلام أنه هالك لا محالة.
مكث سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت ثلاثة أيام، وكان يسمع سيدنا يونس عليه السلام خلالها أصواتا غريبة لم يفهمها، فتساءل عن ماهية هذه الأصوات فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه أن هذه الأصوات هي أصوات تسبيح مخلوقات البحر، فأصبح سيدنا يونس عليه السلام يسبح على الدوام قائلاً: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
سيدنا يونس عليه السلام و شجرة اليقطين:
أمر الله سبحانه وتعالى الحوت أن يقذف بسيدنا يونس عليه السلام إلى اليابسة، وأنبت الله سبحانه وتعالى شجرة يقطين ليستظل بها سيدنا يونس عليه السلام ويأكل من ثمارها ويتعافى، وما إن أنجاه الله سبحانه وتعالى وعادت إليه عافيته عاد إلى قومه فوجدهم مؤمنين موحدين بالله سبحانه وتعالى.
فوائد قصة سيدنا يونس عليه السلام:
أولاً: السر في نجاة سيدنا يونس عليه السلام، وكشف الغمة وما أصابه كان التسبيح، كما كان مبينا في القرآن الكريم إذ قال تعالى: ) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
ثانياً: أن الإيمان مخرج من جميع الفتن وسبب النجاة من جميع الابتلاءات والمحن، فقد نجا الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا يونس عليه السلام من الكرب الشديد، إذ قال في كتابه العزيز: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).
ثالثاً: حينما آمن قوم سيدنا يونس عليه السلام، كان إيمانهم دافعا عنهم سوء العذاب الأليم المنتظر، قال تعالى في كتابه العزيز: (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ).
وأخيراً: في قصة سيدنا يونس عليه السلام رسالة واضحة لكل داعية ومصلح وأب ألا يصيبه اليأس أثناء دعوته.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصص الأنبياء مبسطة للأطفال pdf قصة إدريس عليه السلام
وأيضا: قصص الأنبياء قناة طه بعنوان سيدنا يوسف عليه السلام وإخوته للأطفال
ولا تنسى: قصص الانبياء موسى عليه السلام مواقف طوال حياته ومعجزة انشقاق البحر