قصة عبد الله البري وعبد الله البحري والخباز ج1 من كتاب ألف ليله وليلة قصة بعبرة وعظة
قصص خيالية جميلة
لابد أن تؤمن بأن رزقك مكتوب عند الله ، لن يمنعه عنك أحد ولكن الله يؤجله لك لغرض عنده فهو يعلم مدى حاجتك ويختبرك ربما ليعرفك مدى قوتك وصبرك على التحمل ، وفي النهاية لابد أن ترضى بما كتبه الله لك تكن أسعد الناس بالكون ، أقدم لكم اليوم قصة من كتاب ألف ليله وليله بعنون عبد الله البري وعبد الله البحري والخباز قصة بعبرة وعظة جميلة جدا .
عبد الله البري وعبد الله البحري والخباز ج1 من كتاب ألف ليله وليله قصة بعبرة وعظة
كان عبد الله الصياد رجلا فقيرا جدا، وكان له عشره اولاد يسعى كل يوم للحصول على طعامهم وقوتهم ، لا يملكفي الدنيا سوى شبكته التي يصطاد بها السمك من البحر ، آويبيعه ثم يشتري بثمنه الطعام والملبس لأطفاله العشرة وزوجته الفقيره ، ومازال كذلك حتى ماتت زوجته في يوم من الأيام .
حزن لموتها حزنا شديدا ، ولكنه علم ان الحزن لا ينفع فسلم امره لله وصبر على قضائه ورضى بما قسمه الله له ، ثم ذهب في اليوم الثاني مبكرا الى البحر بعد ان اوصي ابنته امينه على اخواتها الصغار.
وكان امينه بنت مؤدبه جدا ذكيه تهتم باخواتها وتعتني بهم خير عنايه ، وقد اصبحت لهم بعد موت امها والدتهم الثانية ، تقوم على خدمتهم و تقوم بكل ما يحتاجون اليه ، وصل عبد الله الصياد الى شاطئ البحر ، ألقى شبكته في الماء ثم اخرجها ، فلم يجد فيها شيئا من السمك ، رمى الشبكة في البحر مره ثانيه ، ثم اخرجها فلم يجد فيها سوى بعض الشوائب والطين .
فقال اصبر عليها قليلا فرمى الشبكة ولما جدها ثقيله جدا فرح عبد الله بذلك ، وظن انها مليئه بالسمك ولكن فرحه لم يدم لقد وجدها بعد ان اخرجها من البحر مملوءه بالرمل والحشائش ، نظفها وغسلها ثم رماها مره اخرى ، وهو يتمنى ان تصطاد شيء من السمك ، صبر عليها مده طويله فراها ثقيله جدا ، ففرح بذلك وقال في نفسه لا شك في ان شبكتي اصطادت سمكا هذه المره .
جذبها بكل قوته حتى اخرجها بعد عناء شديد فراى فيها جره مليئه بالطين والحصى ، حزن عبد الله الصياد اشد الحزن ، وقال في نفسه ان الفرج ياتي بعد الشده ولا بد من الصبر ، فان الله سبحانه وتعالى لم يتركني واولادي بلا طعام هذا اليوم الذي لم ارى له شبيها طول عمري ، ثم رمي الشبكة ونظف شبكته وغسلها جيدا وذهب بها الى مكان اخر من البحر .
ولكنه لم يستطد شيئا ابدا , وأخذ عبد الله يتنقل من مكان الى مكان ويلقي شبكه من غير فائده جاء وقت المساء ولم يصطاد سمكة واحده فرجع ادراجه الى البيت ، وهو متالما حزين لما لقياه في ذلك اليوم المنحوس ، وكان عبد الله الصياد في طريقه وهو متالم على اطفاله العشره الذين تركهم في البيت من الصباح بلا طعام ، حتى وصل الى دكان خباز غني معروف اسمه عبد الله الخباز ، راي الناس في مزدحمة تقف امام دكان الخباز الغني كان معروف اسمه عبد الله الخباز.
كان عبد الله الصياد جائعا ولم يضع الطعام في فمه منذ الصباح فاشتهت نفسه الخبز ، فلما راي الخبز امامه وهو خارج من الفرن اشتهته نفسه وتذكر اولاده العشره الجائعين ، عجز عن شراء ما يقتاتون به ولكنه صبر على قضاء الله وعلم ان رزق الله لابد انه لابد ان ياتي كان عبد الله الخباز صاحب هذا الفرن رجل محسن يحب عمل الخير .
ولما راي عبد الله الصياد واقفا امام دكانه محزونا متالما ، ينظر الى الخبز بلهفه وحسره ، عرف انه فقير محتاج جائع تشتهي نفسه الخبز ، ويمنعوه الخجل والحياء من السؤال ، فناداه برفق وهو يبتسم له مرحبا ايها الصديق تعالى ، ايها الرفيق العزيز سلام يا صاحبي خذ ما تحتاج اليه من الخبز .
نظر عبد الله الصياد وظهرت عليه امارات الارتباك والخجل ولم يجرؤوا على طلب شيء ، من الخبز لانه كان على فقير يا عزيز النفس و لم يتعود في حياته على المسائلة والشحاته ، فهم عبد الله الخباز وقد ادرك ما في نفسه ، فقال بود : لا تخجل يا صاحبي خذ ما تريده من الخبز ، وهنا قال عبد الله الصياد : الحق يا سيدي انني خجل منك فليس معي نقود اشتري بها ما احتاج اليه من الخبز ، فلم تصطاد شبكتي شيء اليوم .
ولكن خذ شبكتي رهن عندك مقابل ما اخذه من الخبز للاطفال العشره الصغار الذين تركتهم من الصباح بلا طعام، وهنا حزن عبد الله الخباز زاد عطف الخباز وتأثره فقال له مترفقا مبتسم، من اين تحصل على المال اذا اخذت منك شبكتك التي تستخدمها في الصيد .
لا تقلق يا صاحبي ولا تشغل بالك بشيء من ذلك، خذ من الخبز ما تريده ، واحضر لي بثمنه سمك متى يشاء الله لك ، ولما راي الخباز تردد الصياد وارتباك ، واعطاه الخباز ما يكفيه هو واولاده والعشره من الخبز ، قال له خذ هذه النقود يا صاحبي اشتري بها لاولادك العشره شيئا من اللحم والفاكهه والحلوى ، فشكره عبد الله الصياد و اخذ منه ما اعطاه وانصرف وهو فرحان ، واشتري لاولاده اطيب الطعام و عاد الى بيته فرحا مسرور .
في اليوم التالي ذهب عبد الله الصياد الى البحر ، القي شبكته ثم خرج بها فلم يجد فيها شيء من السمك ، ومع ذلك حتى الليل بعد رجع الى بيته ولما اقترب من دكان عبد الله الخباز ، اسرع في مشيته حتى لا يرى ولكن الخباز راه وهو يسرع في خطا ففهم، كان خجل وحياء يمنعه من طلب ما يحتاج اليه من الخبز والمال، فنادى عليه الخباز قائلا :تعالى يا صاحبي الصياد لقد نسيت اخذ الخبز في هذه الليله ، ظهر على وجهه الحزن وقال الصياد : لا لم انسى شيء يا سيدى الخباز ولكن لم اصتطد شيء في ذلك اليوم ولهذا لم اعطيك ما اخذته من المال .
ولا ثمن ما اخذت من الخبز ،فقال له الخباز مترفقا لا تقلق بالله ، يا اخي فاني لم اخذ منك شيء من المال او السمك الا اذا تبدل حالك واصبح معك المال ، اقسم عليك بالله الا تخجل من طلب كل ما تحتاج اليه مني ثم اعطاه ما يريد ، مثل ما اعطاه في الليله السابقه ، فاخذ الصياد شاكرا واشتري لاولاده شيء من الطعام والحلوى والفاكهه.
و في كل يوم يذهب الى البحر ، ويلقى فيه شبكه طوال النهار من غير ان يصطاد أي شيء ، و كان الخباز يعطيه كل ما يحتاجه من الخبز والمال حتى يشتري لاولاده ما يحتاجون اليه من الطعام ، وبقى كذلك لمده اربعين يوما وهو يأخذ المال من الخباز والخبز فلما جاء اليوم الحادي والاربعون ، اخذ الصياد يبكي بحزن وقهر من المذله والاهانه والخل فهو لا يعرف ماذا يحدث له ولماذا لا يصطاد شيء كل يوم .
أخذ الصياد يفكر في حاله وهو يبكي بشدة ، من شده الحزن والألم فسالته أبنته امنيه بقلق وهي حزينه على حال ابيها الصياد ، فقالت أمينه ماذا بك يا أبي لماذا تبكي يا ابي؟
فقص عليها الأب القصه كلها وهو حزين يبكي بقهر ، فقالت له أمينة : هل اظهر لك الخباز شيئا من الغضب والحزن أو اعتراض على حالك يا أبي ، فرد الأب قائلا لا يا أبنتي لم يقل كلمة واحدة تشعرني بالخجل .
ردت عليه بحيرة :ولو حتى كلمه واحده يا ابي ، فقال لها الصياد لا يا ابنتي العزيزه بل هو كريم جدا معي يبتسم في وجهي كل يوم ، ولكنني خجلان جدا من نفسي ، ولكنني خجل جدا لانني لم أعطيه شيئا من المال أو حتى السمك ، من فتره طويله منذ 40 يوما ، فلم اصطاد فيها ف سمكه واحده اهديها الى هذا الخبز المحسن طيب القلب الكريم ، الذي غمرني بعطفه واحسانه ولقد هممت بتقطيع شبكتي ويأست من حياتي يا أبنتي بسبب ما يحدث لي كل يوم ..
يتبع